جسر جديد يعيد رسم خريطة حائل … ومشروع يربط شرق المدينة بغربها

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، اليوم، مشروع جسر السمراء الذي يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية في المدينة، ويعد أحد أبرز المشاريع التي نفذتها أمانة المنطقة في إطار جهودها المستمرة لتطوير البيئة الحضرية وتسهيل حركة التنقل بين الأحياء والمناطق الحيوية في المدينة، مما يسهم في رفع جودة الحياة.
وجاء تدشين المشروع في أجواء احتفالية رسمية شهدت حضور عدد من المسؤولين، في مقدمتهم أمين منطقة حائل المهندس سلطان بن حامد الزايدي، حيث كان في استقبال سمو الأمير عند وصوله إلى موقع الجسر، وقد استعرض سموه اللوحة التعريفية للمشروع، واستمع إلى شرح تفصيلي عن مراحل التنفيذ والمكونات الهندسية التي تضمنها المشروع.
وقد أعطى الأمير إشارة بدء تشغيل الجسر وفتح الحركة المرورية عليه، بعد اكتمال جميع الأعمال الإنشائية والتجميلية، ليبدأ الجسر فعليًا في أداء دوره الحيوي كحلقة وصل رئيسية تربط أحياء شرق حائل، مثل حي الإسكان والسويفلة والخريمي، بالمنطقة الصناعية وسوق الخضار المركزي والمنطقة التجارية.
ويبلغ طول الجسر 115 مترًا وعرضه 30 مترًا، ويضم ثلاث حارات في كل اتجاه، مع مراعاة متطلبات السلامة والتنظيم المروري، حيث شملت الأعمال المنفذة تنفيذ الأرصفة والإنارة الحديثة، بالإضافة إلى شبكة ري متكاملة وتشجير الجزيرة الوسطية، مع دهانات الأرصفة والعلامات المرورية، إلى جانب التبطين الخرساني لوادي الأديرع الذي يمر أسفل الجسر.
ويمثل المشروع امتدادًا لسلسلة مشاريع البنية التحتية التي تشهدها مدينة حائل مؤخرًا، وقد بلغت تكلفة المرحلة الأولى منه أكثر من 27 مليون ريال، فيما تجاوزت تكلفة المرحلة الثانية 4 ملايين ريال، ليصل إجمالي التكلفة إلى ما يزيد عن 31 مليون ريال، ما يعكس حجم الاستثمار في هذا المرفق الحيوي وأهميته الاستراتيجية.
وقد أكد سمو أمير منطقة حائل في تصريح له عقب التدشين، أن هذا المشروع يأتي ضمن خطط التنمية المتواصلة التي تحظى بدعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، في سبيل تعزيز جودة الحياة في مختلف المناطق.
وأضاف سموه أن المشروع يسهم في تسهيل التنقل، ويخدم المواطنين والمقيمين، كما يُعد من الروافد التنموية التي تساعد على تقليص الازدحام المروري في وسط المدينة، ويعزز التواصل الحضري بين شرق حائل وغربها، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة نحو بناء مدن حديثة ومتطورة.
وشدد الأمير عبدالعزيز بن سعد على أهمية تكامل الجهود بين مختلف الجهات التنفيذية لتسريع وتيرة الإنجاز في المشاريع المستقبلية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاريع تعكس مدى الالتزام بخطط التحول العمراني الذي تنشده رؤية المملكة 2030، والتي تسعى لتحويل المدن إلى بيئات ذكية مستدامة.
ومن جانبه، عبّر المهندس سلطان الزايدي، أمين منطقة حائل، عن بالغ شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة على رعايته للمشروع وحرصه على المتابعة الدائمة لأعمال التنمية في المنطقة، مؤكدًا أن مثل هذا الدعم يعد دافعًا رئيسيًا للفرق التنفيذية لبذل المزيد من الجهود.
وأوضح الزايدي أن مشروع جسر السمراء لم يكن مجرد منشأة عبور، بل تم تصميمه ليكون جزءًا من رؤية تطويرية شاملة تعزز من كفاءة النقل داخل المدينة، وتلبي الاحتياجات المتزايدة في المناطق الصناعية والتجارية، وتدعم حركة النمو السكاني والعمراني في الأحياء الشرقية.
وأشار إلى أن مراحل المشروع مرت بعدة تحديات تتعلق بالتربة والمسارات والخدمات القائمة، إلا أن فرق العمل تمكنت من تجاوزها بكفاءة، مع ضمان أعلى معايير السلامة والجودة، لتقديم مشروع متكامل يخدم المجتمع لسنوات قادمة.
وتأتي أهمية الجسر من موقعه الاستراتيجي فوق وادي الأديرع، الذي يُعد أحد الأودية التي كانت تمثل عائقًا طبيعياً أمام حركة النقل في المنطقة، حيث ساهم المشروع في تجاوز هذا العائق من خلال تصميم هندسي يعزز الانسيابية المرورية حتى في مواسم الأمطار.
ويعكس المشروع توجه أمانة منطقة حائل نحو تعزيز الاستدامة، إذ تم تضمين العناصر التجميلية مثل التشجير والإنارة الذكية، بالإضافة إلى مراعاة التصميم الحضري الذي يحافظ على الطابع الجمالي للمدينة، مع ملاءمة المشروع للبيئة الحضرية المحيطة به.
ويُتوقع أن يسهم الجسر في تقليص أوقات التنقل بشكل كبير، خاصة للمتنقلين من المناطق الصناعية والتجارية إلى الأحياء السكنية الشرقية، مما يرفع من كفاءة شبكة الطرق ويقلل من الضغط على المحاور المرورية الأخرى في المدينة.
كما يوفر المشروع بُعدًا اقتصاديًا، من خلال دعم الأنشطة التجارية في المنطقة وتحسين سهولة الوصول إلى الأسواق، مما يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، ويمنح المستثمرين والمواطنين بنية تحتية متطورة تُسهم في نمو وتوسع أعمالهم.
ويعبر المشروع عن التزام الجهات المنفذة بإنشاء مشاريع نوعية تتماشى مع متطلبات المرحلة، وتؤسس لمستقبل حضري متقدم، يعكس روح التنمية المتجددة التي تشهدها مختلف مدن المملكة، في ظل رؤية طموحة تتكامل فيها مختلف الجوانب التنموية.
ويأتي افتتاح جسر السمراء ضمن حزمة من المشاريع التي تعمل عليها أمانة المنطقة، والتي تشمل تحسين وتوسعة الطرق، وتطوير الحدائق والمرافق العامة، بما يعزز مكانة حائل كواحدة من المدن السعودية المتطورة التي تجمع بين التاريخ والطموح الحضري.
ويترقب سكان حائل مزيدًا من المشاريع التنموية، خاصة مع تصاعد الاهتمام الحكومي بتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات، حيث أصبحت المشاريع التي تُفتتح اليوم بمثابة نقاط انطلاق نحو بيئة حضرية أكثر مرونة وكفاءة وتكاملًا.
ومع اكتمال مشروع الجسر وبدء تشغيله، يكون قد أُضيف إلى شبكة المشاريع التي تُسهم في إعادة رسم خريطة المدينة، ليس فقط على مستوى الطرق، وإنما أيضًا من خلال تعزيز الرابط بين التنمية العمرانية والتخطيط المستقبلي المتكامل.
- خدمة حكومية تصل إليك في مكانك .. الأحوال المدنية توضح تفاصيل خدمة "تقدير"
- خدمة "العمل المرن" .. مفاجأة سارة لموظفي أبوظبي من مقدّمي الرعاية
- شدة الأمطار تترك علامتها في أحد منازل عرعر | ماذا حدث في الحدود الشمالية بالسعودية؟؟
- بحره واسع ومعجزته تاريخية | "باسم أبو بكر" يكشف بالفيديو فوائد الجرجير للصحة
- مشهورة سناب شات | غرامة 100 ألف ريال وشطب ترخيصها الموثوق.. والسبب رسالة غير لائقة للشبابق