فيسبوك تغيّر قواعد الدخول .. ميزة أمنية جديدة تلغي الحاجة لكلمات المرور التقليدية

فيسبوك تغيّر قواعد الدخول.
كتب بواسطة: سماء سالم | نشر في 

في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز أمان المستخدمين وتقديم تجربة أكثر سلاسة، بدأت منصة "فيسبوك" بإطلاق ميزة تسجيل دخول جديدة تعتمد على تقنيات متقدمة من خلال تطبيق "باسكيز"، وذلك على أنظمة تشغيل أندرويد وآي أو إس، مما يمهّد لحقبة جديدة في أسلوب الدخول إلى الحسابات الشخصية دون الحاجة لأسماء مستخدمين أو كلمات مرور تقليدية.

وقد أوضحت التقارير التقنية التي تناولت الميزة الجديدة أن منصة "فيسبوك" اتخذت هذا القرار في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على البيانات التقليدية، والتي كثيرًا ما تُستهدف في عمليات التصيد الاحتيالي والاختراقات الأمنية، حيث تعتمد الميزة الجديدة على المصادقة الفعلية من الجهاز الشخصي للمستخدم.

ويعد تطبيق "باسكيز" أحد الحلول الأمنية الحديثة التي تعتمد على مفاتيح مرور بيومترية مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، إضافة إلى خيارات أخرى مثل رمز التعريف الشخصي أو مفاتيح الأمان المادية، مما يجعل عملية الدخول إلى الحساب أكثر أمانًا من الطرق المعتادة.

وهذه التقنية الجديدة تعني أن المستخدم لن يحتاج إلى كتابة اسم المستخدم أو كلمة المرور، بل سيتم التحقق من هويته مباشرة عبر جهازه المحمول، الأمر الذي يساهم في تقليل الثغرات الأمنية، ويحمي المستخدمين من محاولات الاحتيال الإلكتروني المتزايدة في السنوات الأخيرة.

ويُتوقع أن تساهم هذه الخطوة في رفع مستوى الأمان الرقمي، خاصة بعد أن أصبحت الهجمات السيبرانية أكثر تطورًا، حيث يسعى المهاجمون دائمًا لاستغلال نقاط الضعف المرتبطة بكلمات المرور، مما يجعل تقنية "باسكيز" بديلاً مناسبًا وأكثر صلابة.

ومن المقرر أن يتم دعم هذه الميزة حاليًا عبر تطبيق "فيسبوك"، على أن يتم لاحقًا توسيع نطاقها لتشمل تطبيق "ماسنجر" أيضًا خلال الأشهر المقبلة، ما يُتيح للمستخدمين استخدام المفتاح الرقمي نفسه على المنصتين بكل سهولة ودون الحاجة لتكرار عمليات الإعداد.

كما تسعى الشركة المالكة "ميتا" إلى دمج هذه التقنية مع خدمات الدفع، حيث سيتيح "باسكيز" إمكانية تعبئة بيانات الدفع تلقائيًا عند استخدام خدمة "ميتا باي"، مما يجعل عملية الشراء أو التحويل المالي أكثر سرعة وأمانًا في آن واحد.

ويمكن للمستخدمين تفعيل هذه الميزة الجديدة من خلال الانتقال إلى "مركز الحسابات" في إعدادات فيسبوك، ثم اختيار "مفتاح المرور"، وهي عملية مباشرة وبسيطة ولا تتطلب معرفة تقنية متقدمة، مما يعكس توجه الشركة نحو تسهيل الاستخدام لجميع فئات المستخدمين.

وعلى الرغم من إطلاق الميزة الجديدة، أوضحت "فيسبوك" أن الطرق التقليدية لتسجيل الدخول مثل كلمات المرور ستظل متاحة للأجهزة التي لا تدعم تقنية "باسكيز"، وهو ما يمنح المستخدمين مرونة في الاختيار، وفقًا لقدرات أجهزتهم وتفضيلاتهم الشخصية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق أوسع من التحديثات الأمنية التي تجريها "ميتا"، والتي تسعى من خلالها إلى الانتقال نحو نموذج أمني أكثر تطورًا يركز على الهوية الرقمية البيومترية، وهو ما يعكس التغيرات الجذرية التي تشهدها صناعة التقنية في مجال المصادقة الرقمية.

وتُعتبر "باسكيز" إحدى المبادرات التي طورتها شركة FIDO Alliance بالتعاون مع كبرى شركات التكنولوجيا، وتستند إلى تقنيات غير قابلة للسرقة عن بُعد، إذ إن المفاتيح الخاصة لا تُغادر الجهاز أبدًا، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال المصادقة البيومترية أو رمز خاص بالجهاز.

ويعكس الاعتماد المتزايد على هذه النوعية من الأدوات الأمنية الوعي المتنامي لدى الشركات والمستخدمين بأهمية الحماية الرقمية، خاصة في ظل التوسع الكبير في استخدام التطبيقات الذكية والخدمات السحابية التي تتطلب مستويات عالية من الأمان الشخصي.

وتحاول "ميتا" من خلال هذه الإضافة تعزيز ثقة المستخدمين بعد سلسلة من التحديات الأمنية التي تعرضت لها في السنوات الماضية، حيث بات من الواضح أن المستخدمين يفضلون الطرق الأسرع والأكثر أمانًا لتسجيل الدخول دون تعقيد أو مخاطر.

ويُشار إلى أن الاتجاه نحو الاستغناء عن كلمات المرور لا يقتصر على فيسبوك فقط، بل يشمل العديد من عمالقة التكنولوجيا مثل آبل وغوغل ومايكروسوفت، حيث يتوقع أن تصبح تقنيات المصادقة البيومترية والمفاتيح الرقمية هي المعيار الأساسي خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويُتوقع أن تثير الميزة الجديدة اهتمام الملايين من مستخدمي فيسبوك حول العالم، خاصة ممن يواجهون صعوبة في تذكر كلمات المرور أو تعرضوا سابقًا لمحاولات اختراق، حيث تضمن التقنية الجديدة عدم إمكانية استخدام الحساب على أي جهاز آخر دون وجود المصادقة الفعلية.

كما يُنتظر أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام تحديثات مماثلة في بقية تطبيقات "ميتا" مثل إنستغرام وواتساب، مما يعزز تكامل النظام الأمني لجميع الخدمات تحت مظلة واحدة تعتمد على بيانات المستخدم الفعلية دون وسائط رقمية قابلة للتسريب.

وفي ظل هذا التحديث، تبدو ملامح المستقبل الرقمي أكثر أمانًا وخصوصية، حيث يتم الاستغناء التدريجي عن البيانات التقليدية لصالح تقنيات حديثة تجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وتفاعلاً وأمانًا في نفس الوقت.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية