ذوو الشهداء يطوفون بالبيت الحرام.. مشاعر خالدة ومشهد مؤثر

في مشهد مهيب يُجسِّد أسمى معاني الوفاء والعرفان، أدَّى حجاج بيت الله الحرام من ذوي الشهداء والمصابين في القوات المسلحة السعودية، والقوات اليمنية، ودول التحالف المشاركة في عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، طواف الوداع في المسجد الحرام، مكملين مناسكهم الإيمانية بعد رميهم للجمرات الثلاث، وسط أجواء من الطمأنينة والسكينة الروحية.
ويأتي أداء هؤلاء الحجاج لمناسكهم ضمن تنظيم شامل وإشراف مباشر من وزارة الدفاع السعودية، ممثلة في قيادة القوات المشتركة، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والقطاعات الخدمية المعنية بالحج، في خطوة تجسّد التكريم الوطني والإنساني لذوي الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداءً للدين والوطن واستعادة الشرعية في اليمن الشقيق.
ومنذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة، حظي الحجاج من ذوي الشهداء والمصابين بكافة التسهيلات اللوجستية والرعاية الشاملة التي وفرتها الجهات المعنية، ما أتاح لهم تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، وسط متابعة دقيقة لضمان راحتهم في المشاعر المقدسة، بدءًا من منى، مرورًا بعرفة ومزدلفة، وصولًا إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وتبرز هذه المبادرة السنوية التي تنظمها وزارة الدفاع ضمن منظومة التكريم والرعاية التي توليها القيادة الرشيدة لذوي الشهداء والمصابين، بوصفهم شركاء في المجد والتضحية، واستجابةً لواجب إنساني ووطني يعكس قيمة الوفاء لمن بذلوا أنفسهم في ميادين الشرف.
كما يبرز هذا المشهد الإيماني في صورة من صور الوحدة والتآزر بين أبناء الأمة الإسلامية، إذ ضمت القافلة حجاجًا من أسر الشهداء والمصابين من القوات اليمنية ودول التحالف، الذين جمعتهم الروح الإسلامية الواحدة، وساندتهم المملكة عبر احتضانهم وتنظيم شؤون حجهم، في لمسة إنسانية تؤكد رسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، والتضامن مع شركاء المصير في قضاياهم المصيرية.
وقد عبّر عدد من الحجاج عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة، على ما قدموه من دعم ورعاية ومبادرات إنسانية نبيلة مكّنتهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في أجواء ملؤها الإيمان والرحمة.
ولم تقتصر رعاية الحجاج على الجوانب التنظيمية فقط، بل شملت أيضًا خدمات طبية متكاملة، وسكناً مهيأً بكافة الخدمات، وتنقلات ميسرة عبر أسطول حديث، إضافة إلى فرق إرشادية ومرافقة ميدانية لمساعدة كبار السن وذوي الإعاقة، بما يعكس احترافية الجهات المنظمة، ويؤكد التزامها الراسخ بتقديم أفضل ما يمكن من رعاية لضيوف الرحمن.
ويُعدُّ هذا البرنامج أحد أوجه التكريم الدائم لأسر من قدموا أرواحهم دفاعًا عن أمن المملكة واستقرار المنطقة، ويأتي في إطار منظومة متكاملة من المبادرات التي تشمل برامج سكنية، ودعمًا تعليميًا، ورعاية صحية ونفسية، ما يجعل من رعاية ذوي الشهداء والمصابين أولوية وطنية لا تغيب عن أجندة القيادة.
وقد شهدت رحلة الحجاج منذ انطلاقتها مستوى عاليًا من التنسيق بين مختلف القطاعات العسكرية والمدنية، بدءًا من إصدار التصاريح وتوفير النقل الجوي، إلى تنظيم حافلات النقل الداخلي، وتقديم وجبات غذائية متكاملة، ورعاية مستمرة على مدار الساعة، بما يعكس تكاتف الجهود الحكومية والحرص على تسخير كل ما من شأنه أن يحقق لحجاج بيت الله أقصى درجات الراحة والطمأنينة.
وفي لحظات الطواف الأخيرة، حيث تمتزج مشاعر الوداع بالرهبة والخشوع، وقف ذوو الشهداء والمصابين بين جنبات البيت الحرام، يرفعون أكفهم بالدعاء لمن ضحّوا، ويستذكرون مآثرهم وبطولاتهم، في مشهد تختلط فيه دموع الفقد بالفخر، وتهطل فيه الرحمة في أجواء إيمانية عظيمة، ترجمت بصدق معنى أن الوطن لا ينسى من بذلوا لأجله الغالي والنفيس.
وهكذا، يعود الحجاج من ذوي الشهداء والمصابين وقد أتموا حجهم بأمن وسلام، محملين بذكريات لا تُنسى، وشعور عميق بالتقدير، ورسالة صامتة إلى العالم مفادها أن التضحية لا تذهب سُدى، وأن المملكة لا تنسى أبناءها المخلصين، ولا تتوانى في الوفاء لأسرهم، تكريمًا واعتزازًا.
- طقس السعودية .. موجة غبار تضرب مناطق واسعة وتحذيرات من شبه انعدام للرؤية
- بلاغ خطير يجبر طائرة سعودية على تغيير مسارها في الأجواء الإندونيسية وسط حالة استنفار أمني
- للعمل في جدة والرياض.. وظائف إدارية وفنية شاغرة لدى مجموعة الفطيم
- ساڤي السعودية تضخ استثمارات جديدة في ألعاب الهاتف المحمول
- للعمل في الرياض.. وظائف إدارية وهندسية شاغرة للجنسين في وزارة الطاقة