الحج يودع الصيف.. مواسم ربيعية وشتوية مقبلة على الطريق

الحج
كتب بواسطة: حسان الصائغ | نشر في 

في تحول لافت على صعيد المناخ المرتبط بموسم الحج، أعلن المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين بن محمد القحطاني أن موسم حج هذا العام 1446هـ سيكون الأخير ضمن سلسلة المواسم التي ارتبطت بفصل الصيف، معلنًا بذلك نهاية مرحلة طويلة كانت تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة وتأثيرًا ملحوظًا للظروف المناخية القاسية على ضيوف الرحمن.

وأوضح القحطاني أن المواسم الثمانية المقبلة ستقع في فصل الربيع، والذي يُعرف باعتدال أجوائه وملاءمته الكبيرة للجهود البدنية التي تتطلبها مناسك الحج، ثم تليها ثمانية مواسم أخرى ستحل خلال فصل الشتاء الذي يُعد الأكثر ملاءمة مناخيًا لأداء المناسك، قبل أن تبدأ مواسم الحج مجددًا في التحول تدريجيًا نحو الخريف، ثم تعود مجددًا إلى فصل الصيف بعد نحو 25 عامًا، وفقًا لدورة التقويم القمري التي تتكرر كل 33 عامًا تقريبًا.

هذا التغير الطبيعي في توقيت الحج يُعد أحد أبرز المزايا التي يوفرها النظام القمري المستخدم في تحديد أشهر العبادة لدى المسلمين، حيث يسمح بانتقال المواسم الدينية بين فصول العام الأربعة، مما يخفف من الآثار السلبية المرتبطة بالحر الشديد أو البرودة القارسة، ويمنح الحجاج فرصة لتأدية المناسك في أجواء متفاوتة على مدار الزمن.

وبحسب القحطاني، فإن ما ينتظر المواسم القادمة من اعتدال في الطقس سيكون له أثر كبير في تخفيف التحديات التي تواجه الجهات المختصة بإدارة الحشود والخدمات، كما سينعكس إيجابيًا على راحة الحجاج، لا سيما كبار السن والمرضى، الذين يجدون صعوبة أكبر في أداء المناسك في ظل الحرارة الشديدة التي ميزت مواسم الصيف الأخيرة.

وتُعد هذه الأخبار مشجعة لكثير من المسلمين حول العالم ممن كانت تحديات المناخ تقف عائقًا أمام تحقيق أمنيتهم في الحج، حيث من المتوقع أن تشهد الأعوام القادمة إقبالًا أكبر بفضل تحسّن الظروف الجوية، ما يزيد من أهمية الاستعداد المسبق وتطوير الخدمات اللوجستية والتنظيمية لمواكبة هذا التحول في الأعداد والحاجات.

وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في مواسم الصيف السابقة كان يشكّل تحديًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا، ما تطلّب جهودًا مكثفة من مختلف الجهات السعودية المعنية، مثل وزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، للتعامل مع ضربات الشمس والإجهاد الحراري، عبر تكثيف الخدمات الإسعافية، وتوفير الرذاذ المائي، ومواقع التبريد، والمظلات، وتوزيع المياه الباردة في المشاعر المقدسة.

ومع دخول الحج في مواسم الربيع والشتاء، فإن هذه التحديات ستتراجع نسبيًا، مما يمنح الفرصة لتركيز الجهود على تطوير الجوانب الأخرى من الخدمة، مثل تحسين البنية التحتية، وزيادة جودة الإرشاد الديني، ورفع مستوى الاستفادة من التقنية والذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود، والإجابة عن استفسارات الحجاج بعدة لغات.

ويمثّل هذا التبدل في مواسم الحج مناخيًا فرصة استراتيجية لتعزيز جودة الخدمة والاستدامة، حيث من المرجّح أن تسهم الأجواء المعتدلة في تقليل الاعتماد على التبريد الصناعي وتقليل استهلاك المياه والطاقة، وهي عناصر ضرورية في ظل الاهتمام المتنامي بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.

وفي ختام تصريحه، أكد القحطاني أن المركز الوطني للأرصاد سيواصل إصدار التحديثات المناخية الدقيقة، وتقديم الدعم الكامل للجهات الحكومية ذات العلاقة بموسم الحج، لضمان اتخاذ الإجراءات الاستباقية الكفيلة بحماية الحجاج وضمان سلامتهم وراحتهم، في كل موسم من مواسم الحج القادمة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية