لأول مرة: الصين تستضيف كأس السوبر السعودي 2025

الصين تستضيف كأس السوبر السعودي 2025.
كتب بواسطة: صلاح الأحمر | نشر في 

في خطوة تُعد الأولى من نوعها على صعيد كرة القدم السعودية، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إقامة بطولة كأس السوبر السعودي 2025 في الصين، خلال الفترة من 14 إلى 17 أغسطس المقبل. 

ويأتي هذا القرار في إطار استراتيجية التوسع الدولي التي تتبعها المملكة لتعزيز حضور بطولاتها على الساحة العالمية، وجذب مزيد من الاهتمام الإعلامي والجماهيري تجاه الدوري السعودي ولاعبيه النجوم.

ويُعد تنظيم البطولة في الصين تطوراً لافتاً في خارطة انتشار المنافسات السعودية، لا سيما أن النسخة الماضية من السوبر أُقيمت في أبوظبي، فيما اتجهت البوصلة هذه المرة إلى القارة الآسيوية الأبعد، لتُسجّل الرياضة السعودية حضورها في واحدة من أهم الأسواق الكروية في العالم.

ووفقًا لما أوردته صحيفة "الرياضية" السعودية، فقد فاز العرض الصيني بحق استضافة البطولة بعد منافسة مع عروض قوية من قطر والإمارات، وقد تفوق العرض المقدم من بكين من حيث القيمة المالية الإجمالية، بالإضافة إلى الجوانب التسويقية والترويجية التي وُصفت بـ"الاستثنائية"، ما جعله الخيار الأمثل لدى المنظمين.

وهذا التوجه يُعبر عن رغبة واضحة لدى الجهات الرياضية السعودية في نقل البطولة إلى آفاق أوسع، وعدم حصرها داخل الإطار الخليجي أو العربي، بما يواكب المشروع الوطني الطموح الذي تتبناه المملكة لتطوير كرة القدم، وتحويلها إلى أداة دبلوماسية ثقافية ناعمة تخدم أهداف "رؤية السعودية 2030".

ويُعد تواجد عدد من نجوم كرة القدم العالميين في الدوري السعودي من أبرز العوامل التي ساعدت في إنجاح فكرة إقامة البطولة في الصين، إذ يحظى هؤلاء اللاعبون بشعبية جارفة بين الجماهير الصينية، وفي مقدمتهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب نادي النصر، والفرنسي كريم بنزيما مهاجم الاتحاد، إضافة إلى البرازيلي روبرتو فيرمينو نجم الأهلي.

وتراهن الجهات المنظمة على هذا الحضور الجماهيري الكبير في الصين، حيث تتوقع إقبالًا واسعًا على مباريات البطولة سواء في الملاعب أو من خلال القنوات والمنصات الرقمية، ما يعزز من مكانة المسابقة ويرفع من قيمتها التسويقية.

ومن المقرر أن تشهد نسخة 2025 من كأس السوبر السعودي مشاركة أربعة أندية هي: الهلال (بطل الدوري)، النصر، الاتحاد، والقادسية (وصيف كأس الملك)، لتتنافس على اللقب بنظام نصف النهائي والنهائي، الذي اعتمدته البطولة في نسختها الأخيرة.

وكان نادي الهلال قد تُوّج بلقب النسخة الماضية من كأس السوبر بعد فوزه على النصر بنتيجة 2-1 في المباراة النهائية التي احتضنتها العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ويطمح "الزعيم" إلى الدفاع عن لقبه، بينما يسعى النصر، بقيادة رونالدو، إلى الثأر واستعادة المجد، في حين يأمل الاتحاد في العودة إلى منصات التتويج، بينما يُمثل القادسية مفاجأة البطولة كونه الفريق الأقل ترشيحًا على الورق، لكنه لا يفتقد للطموح والرغبة في إثبات الذات.

ويمثل تنظيم البطولة في الصين أحد أبرز تجليات المشروع الرياضي الكبير الذي تنفذه المملكة، والذي لا يقتصر على جذب الأسماء العالمية إلى الدوري المحلي، بل يشمل أيضًا تسويق المسابقات محليًا ودوليًا، ورفع مستويات التنافس والاحترافية، وتعزيز الشراكات الرياضية مع دول العالم.

كما يسعى الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال هذه الخطوة إلى فتح آفاق جديدة للاستثمار الرياضي، واستقطاب جماهير جديدة إلى كرة القدم السعودية، خصوصًا في أسواق ضخمة مثل الصين، التي تُعد من أكبر القواعد الجماهيرية المهتمة بكرة القدم على مستوى العالم.

وتأتي هذه المبادرة بدعم من الجهات العليا ذات الصلة بالرياضة والاستثمار والتخطيط الاستراتيجي في السعودية، في ظل التوجه العام نحو جعل الرياضة أحد محركات التنمية الاقتصادية، وتحويل المملكة إلى وجهة رياضية عالمية، سواء على صعيد استضافة الأحداث الكبرى أو المشاركة فيها.

كما لم تُخفِ مصادر قريبة من الملف الدور الإيجابي الذي لعبته العلاقات الثنائية المتنامية بين السعودية والصين في إنجاح المفاوضات الخاصة بالاستضافة، حيث ساهمت هذه العلاقات في تهيئة البيئة الملائمة لتنظيم حدث رياضي كبير مثل كأس السوبر السعودي في بكين أو إحدى المدن الكبرى الأخرى.

ويتوقع أن تشهد البطولة متابعة واسعة من قبل وسائل الإعلام الدولية، في ظل الزخم الكبير الذي تحظى به الكرة السعودية منذ انضمام عدد من أبرز نجوم العالم إلى دوري روشن، إضافة إلى تصاعد أداء الأندية السعودية في المسابقات القارية، واستضافة المملكة لعدد من الأحداث الرياضية العالمية الكبرى خلال السنوات الأخيرة.

كما عبّر مشجعون سعوديون وصينيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن حماسهم الكبير لهذه الخطوة، حيث أبدى كثيرون رغبتهم في حضور المباريات على أرض الواقع، ومتابعة النجوم عن قرب في أجواء احتفالية حماسية.

ويُمثّل تنظيم كأس السوبر السعودي 2025 في الصين محطة مهمة في مسيرة كرة القدم السعودية نحو العالمية، وخطوة مدروسة في إطار استراتيجيات التوسع والتسويق، من خلال الجمع بين الجودة الفنية للبطولة، والقيمة التسويقية للنجوم، والديناميكية المتزايدة للسوق الرياضي في الصين.

وبينما تبدأ العد التنازلي لانطلاق البطولة في أغسطس المقبل، تتجه الأنظار إلى الملاعب الصينية التي ستحتضن أندية من الصف الأول في الكرة السعودية، وسط تطلعات بمزيد من النجاحات التي تعكس طموحات المملكة في تصدير نموذج رياضي متكامل إلى العالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية