لتيسير تنقّل ضيوف الرحمن: أكثر من 17 موقعًا في المدينة المنورة لخدمات الأجرة

أكثر من 17 موقعًا في المدينة المنورة لخدمات الأجرة.
كتب بواسطة: محمود العادل | نشر في 

في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز جودة خدمات النقل العام وتيسير حركة ضيوف الرحمن داخل المدينة المنورة، أعلنت الهيئة العامة للنقل، بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، عن تجهيز أكثر من 17 موقعًا استراتيجيًا بخدمات الأجرة العامة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الإجراءات الرامية إلى توفير تنقل آمن ومريح للحجاج والمعتمرين والزوار، خصوصًا في ظل ارتفاع أعداد القادمين إلى المدينة خلال موسم الحج.

وتوزعت مواقع خدمات الأجرة على عدد من النقاط الحيوية في المدينة، من أبرزها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، ومحطة قطار الحرمين السريع، ومسجد قباء، إلى جانب عدد من المستشفيات الكبرى، والمراكز التجارية، والمواقع التاريخية التي تعد وجهات رئيسية لزوار المدينة المنورة، بما يعكس اهتمام الجهات المعنية بتحسين تجربة ضيوف الرحمن ورفع مستوى رضاهم عن الخدمات المقدمة.

وتهدف هذه الخطوة إلى تحقيق انسيابية أعلى في حركة التنقل داخل المدينة، وتخفيف الازدحام المروري، خاصة في أوقات الذروة التي تشهد تدفقًا كبيرًا من الزوار، خصوصًا خلال موسم الحج.

وبحسب الهيئة العامة للنقل، فإن اختيار هذه المواقع جاء بناءً على دراسة شاملة لنقاط التجمع الأكثر نشاطًا، ووفقًا لمؤشرات الطلب على خدمات الأجرة، بما يضمن سهولة الوصول من وإلى المواقع المهمة بطريقة سلسة وآمنة.

وقد أكد عدد من الزوار الذين استفادوا من هذه الخدمة أن وجود مركبات الأجرة بالقرب من الأماكن الحيوية ساعد بشكل كبير في اختصار الوقت وتقليل عناء البحث عن وسائل نقل، خاصة لكبار السن والمرضى الذين يترددون على المستشفيات والمراكز الصحية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة الهيئة الشاملة لتطوير منظومة النقل العام في مختلف مدن المملكة، وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما ما يتعلق بتحسين تجربة ضيوف الرحمن وتقديم خدمات متقدمة تسهم في رفع كفاءة البنية التحتية للنقل.

وتؤكد الهيئة العامة للنقل في بياناتها الرسمية التزامها بتوفير بيئة تنقّل عالية الجودة، تقوم على معايير السلامة والراحة والكفاءة، وتدعم التكامل بين مختلف أنماط النقل العام.

كما تسعى الهيئة إلى دمج خدمات الأجرة مع التطبيقات الذكية، بما يتيح للمستفيدين إمكانية حجز المركبات وتحديد مواقع الانطلاق والوصول إلكترونيًا، مما يسهم في تحسين كفاءة الخدمة وتقليل أوقات الانتظار، وهو ما اعتُبر نقلة نوعية في أسلوب تقديم الخدمة للزوار والمقيمين على حد سواء.

وتحظى المدينة المنورة بمكانة خاصة لدى المسلمين، باعتبارها ثاني الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة الملايين من المسلمين الذين يزورونها كل عام للصلاة في المسجد النبوي الشريف، وزيارة المعالم الدينية والتاريخية المرتبطة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتشهد المدينة حركة موسمية كثيفة، خاصة في موسمي الحج والعمرة، الأمر الذي يستدعي توفير حلول نقل فاعلة وآمنة تلبي احتياجات جميع الزوار.

وتعمل الجهات المختصة في المدينة المنورة على تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات بما يتماشى مع الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار، من خلال مشاريع مستدامة تهدف إلى تحسين تجربة الضيف من لحظة وصوله وحتى مغادرته.

وأكد العديد من المسؤولين في الهيئة العامة للنقل أن آراء الزوار والمستفيدين تمثل عنصرًا أساسيًا في تقييم الخدمات وتطويرها، وقد أوضحت الهيئة أنها تعمل على استقبال الملاحظات ومقترحات المستفيدين بشكل مستمر، من أجل تطوير الخدمات بشكل يتلاءم مع تطلعات المستخدمين، مع ضمان التزام المشغلين بأعلى معايير الجودة والنظافة والأمان.

وأوضح أحد المسؤولين في هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة أن التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية يلعب دورًا كبيرًا في إنجاح هذه المبادرات، مشيرًا إلى أن فرق العمل الميدانية تتابع تنفيذ الخدمة على مدار الساعة، للتأكد من انضباط الأداء وتقديم الدعم الفوري عند الحاجة.

وإلى جانب البعد الخدمي والديني للمبادرة، فإن توفير خدمات الأجرة في أكثر من 17 موقعًا يمثل أيضًا دعمًا للاقتصاد المحلي، من خلال تنشيط قطاع النقل وتوفير فرص عمل للسائقين والمشغلين.

وتؤكد الجهات المعنية أن المنظومة الجديدة لخدمات الأجرة تعتمد على الكوادر الوطنية بشكل رئيسي، ضمن خطة تمكين الشباب السعودي للمشاركة في القطاعات الخدمية الحيوية.

وتعمل الهيئة العامة للنقل على رفع كفاءة السائقين من خلال برامج تدريبية مستمرة، تركز على جوانب السلامة، وأخلاقيات المهنة، والتعامل مع الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات، بما يسهم في تقديم صورة مشرفة عن المملكة وخدماتها.

وفي ظل النجاح المبدئي للمبادرة، يجري حاليًا تقييم الخطط التوسعية لتغطية المزيد من المواقع الحيوية في المدينة المنورة، واستحداث نقاط إضافية لخدمات الأجرة في مناطق تشهد كثافة سكانية أو زوارًا دائمين، كما تواصل الهيئة العامة للنقل متابعة مؤشرات الأداء والاحتياج لتطوير الخدمة بشكل دوري.

وتؤكد الهيئة أن هذه المبادرة تمثل إحدى اللبنات الأساسية في استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل التنقل في المدينة المنورة أكثر سهولة وأمانًا، بما يعزز مكانة المملكة كوجهة أولى في خدمة الإسلام والمسلمين.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية