التحكيم تنهي الجدل وتحسم قرارها النهائي في أزمة النصر والعروبة بدوري روشن

كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا | نشر في

في ختام فصول أزمة أثارت جدلًا واسعًا في أوساط الكرة السعودية خلال الأسابيع الأخيرة، أصدرت لجنة التحكيم التابعة لاتحاد الكرة السعودي قرارها النهائي بشأن الشكوى المقدمة من نادي النصر ضد نادي العروبة، على خلفية مشاركة الحارس رافع الرويلي في المواجهة التي جمعت الفريقين ضمن الجولة الثالثة والعشرين من منافسات دوري روشن للمحترفين.

وجاء القرار ليحسم الموقف بشكل قاطع، إذ ثبتت اللجنة أهلية الحارس الرويلي للمشاركة، وأقرت بصحة موقف نادي العروبة، ما يعني أن نتيجة المباراة التي انتهت بفوز العروبة بهدفين مقابل هدف ستظل قائمة، دون خصم أي نقاط من النادي أو منحها لنادي النصر كما كان يطالب.

وكان نادي النصر قد تقدم باحتجاج رسمي إلى لجنة الانضباط والأخلاق عقب نهاية اللقاء، زاعمًا أن مشاركة الحارس رافع الرويلي غير قانونية، نظرًا لارتباطه بوظيفة حكومية قال النادي إنها تتعارض مع لوائح المشاركة في المسابقات الاحترافية.

وبحسب الشكوى المقدمة، استند النصر إلى وثائق ومراسلات رسمية تشير إلى أن الرويلي يشغل منصبًا حكوميًا لم يحصل بسببه على إخلاء طرف رسمي يسمح له باللعب، ومع تصاعد الحديث في وسائل الإعلام والمنصات الجماهيرية، أصبحت القضية محور نقاش محتدم بين جماهير الفريقين ومتابعي الدوري، خاصة في ظل اقتراب نهاية الموسم وشدة المنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات الخارجية.

وقرار لجنة التحكيم، الذي صدر مساء اليوم الخميس، جاء بعد جلسة استماع مطولة عقدت ظهر اليوم في مقر الاتحاد السعودي لكرة القدم، تم خلالها الاستماع إلى دفوعات الأطراف كافة، بما في ذلك تمثيل قانوني عن نادي النصر، ومحامي نادي العروبة، بالإضافة إلى الحارس رافع الرويلي نفسه، وممثلين عن الجهات الوظيفية ذات العلاقة.

وكشفت مصادر مطلعة أن اللجنة راجعت مستندات النصر بدقة، لكنها وجدت أن الرويلي حصل بالفعل على الموافقة النظامية المطلوبة، وأنه لا توجد مخالفة صريحة تخل بأهليته القانونية للمشاركة في المباراة، وبالتالي فإن الاحتجاج لا يستند إلى أساس متين يمكن أن يؤدي إلى معاقبة نادي العروبة أو تغيير نتيجة اللقاء.

والقرار أثار موجة من ردود الأفعال المتباينة على المستوى الجماهيري والإعلامي، ففي حين عبّر أنصار نادي العروبة عن ارتياحهم لما وصفوه بـ "العدالة الكروية" التي أنصفت ناديهم، أبدت جماهير النصر امتعاضها من القرار، مشيرين إلى أن فريقهم حُرم من ثلاث نقاط كانت كفيلة بتحسين موقعه في جدول الترتيب.

ويحتل النصر في الوقت الراهن المركز الرابع في دوري روشن برصيد 67 نقطة، بينما كان سيتقدم إلى المركز الثالث حال فوزه بالاحتجاج، إذ كان سيصل إلى 70 نقطة، متجاوزًا منافسه المباشر على المركز المؤهل لدوري أبطال آسيا.

ومن الناحية القانونية، يعكس قرار لجنة التحكيم أهمية الالتزام بالمستندات النظامية والتثبت من الأدلة قبل تقديم الاحتجاجات، كما يؤكد على استقلالية الجهات القضائية في اتحاد الكرة، التي باتت تلعب دورًا مهمًا في إدارة النزاعات والحد من الانفعالات الجماهيرية.

ويشير مراقبون إلى أن هذا القرار قد يشكل سابقة قانونية في التعامل مع القضايا المماثلة، خصوصًا تلك المرتبطة بالجوانب الوظيفية للاعبين في الدرجات الأدنى من سلم الاحتراف، وهو ما يتطلب مراجعة دقيقة للوائح واستباق حالات التعارض قبل وقوعها، حرصًا على عدالة المنافسة وتماسك المسابقة.

وفي المجمل، أسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الموسم الحالي، وأكد اتحاد الكرة من خلال لجانه أن مسار العدالة الرياضية لن يخضع للضغوط الجماهيرية أو الإعلامية، بل سيبقى مرهونًا بالمستندات الرسمية والقوانين التي تنظم اللعبة.

وبينما يستعد النصر لاستكمال منافساته فيما تبقى من جولات الدوري، يواصل العروبة الاحتفال بانتصاره الميداني والتأكيد على نزاهة موقفه، في حين تترقب الأندية الأخرى هذه السابقة القضائية بعين الاهتمام، لعلها تكون مؤشرًا لمستقبل أكثر وضوحًا وانضباطًا في الكرة السعودية.

اقرأ ايضاً