تنفيذ حكم القتل في مواطن قتل 4 من أفراد أسرته في المدينة المنورة

نفذت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، حكم القتل حدًا بحق مواطن ارتكب جريمة إرهابية مروّعة، تمثلت في قتله أربعة من أفراد أسرته أثناء نومهم، تنفيذًا لأهداف تنظيم إرهابي كان يؤيده.
وجاء في بيان رسمي أصدرته الوزارة، أن الجاني ويدعى محمد بن حامد بن حميد اللهيبي الحربي، سعودي الجنسية، قام بطعن والدته، وشقيقته، وطفليها بأداة حادة، وذلك أثناء نومهم، في جريمة غيلة أوقعت المجتمع في صدمة شديدة.
وأوضحت وزارة الداخلية أن التحقيقات أثبتت أن المتهم أقدم على هذه الجريمة النكراء دعمًا لأهداف تنظيم إرهابي، وبدافع فكر متطرف ينتهك أحكام الشريعة، ويستهدف الأبرياء في مأمنهم، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المملكة.
وأفادت بأن الجهات الأمنية تمكنت، بفضل الله، من القبض على الجاني في وقت وجيز بعد ارتكابه الجريمة، حيث خضع للتحقيق، وأُحيل إلى المحكمة المختصة، التي أصدرت حكمها بعد استيفاء كافة الإجراءات القضائية والنظامية.
وصدر بحق الجاني حكم القتل حدًا، نظرًا لبشاعة ما أقدم عليه، ولكونه قتل ضحاياه غيلة وهم نيام، وهو ما يُعدّ من أشد أنواع القتل جرمًا في الشريعة الإسلامية، لما فيه من خيانة للأمان والثقة واعتداء على أقرب الناس إليه.
وقد تم تأييد الحكم من محكمة الاستئناف، ثم المحكمة العليا، ما جعله نهائيًا غير قابل للنقض، وصدر بعد ذلك أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا بحق الجاني، وتنفيذ حكم القتل حدًا بحقه.
ونفذ الحكم صباح اليوم الثلاثاء، الموافق 6 محرم 1447هـ، 1 يوليو 2025م، في منطقة المدينة المنورة، حيث تم تطبيق القصاص بحضور الجهات الرسمية، ووفقًا للأحكام القضائية المقررة.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن تنفيذ الحكم يأتي في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على تحقيق العدالة، وردع كل من تسوّل له نفسه الإخلال بأمن الوطن أو الاعتداء على الأرواح البريئة.
وأشارت إلى أن المملكة تطبق الشريعة الإسلامية بحزم وشفافية، دون تمييز، على كل من يثبت ارتكابه جرائم تمس أمن المجتمع وسلامته، مؤكدة أن حماية الأرواح تُعدّ من المقاصد العليا في الدين الإسلامي.
كما نبهت الوزارة إلى أن من يرتكب جرائم غيلة أو إرهاب أو اعتداء على المطمئنين، سيواجه العقوبات الشرعية الرادعة، التي لا مجال فيها للتساهل مع من يعبث بأمن الوطن أو يسفك الدماء المحرمة.
وحذرت في الوقت ذاته من الانجراف خلف التنظيمات المتطرفة والأفكار المنحرفة التي تلبس لبوس الدين وتستهدف القيم المجتمعية، وتغسل أدمغة أتباعها لارتكاب أبشع الجرائم باسم الولاء الكاذب.
وأهابت بالمواطنين والمقيمين أخذ الحيطة من مثل هذه التوجهات، والحرص على تنشئة أفراد الأسرة على الوسطية والاعتدال، والإبلاغ عن أي علامات تطرف أو ميل للعنف لدى من حولهم، حمايةً للأمن العام.
وأكدت الوزارة التزام المملكة بمسؤوليتها الشرعية في تحقيق القصاص من المجرمين وفق الضوابط القضائية، كحق للضحايا وأهاليهم، وكأساس لأمن واستقرار المجتمع.
واختتمت بيانها بالتذكير بقول الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ..."، مؤكدة أن تطبيق الحدود من أعظم سبل صيانة الأمن وردع الإجرام في المجتمعات.