بين الضباب والشلالات.. اكتشف "الواحة السرية" في شبه الجزيرة العربية التي لا يعرفها الكثير

صلالة، خريف ظفار، هوانا صلالة، رحلات مباشرة، سياحة مستدامة
كتب بواسطة: زكريا الحاج | نشر في 

مع انطلاق موسم الخريف في ظفار يبدأ معمار الطبيعة في التحول من قسوة الصيف إلى أجواء ساحرة تضج بالضباب والرذاذ والغيوم، يمتد الموسم من يوليو حتى سبتمبر، ويحول صلالة إلى واحة خضراء تنثر مياه الشلالات الموسمية في وديانها.

تتراوح درجات الحرارة بين 22 و27 درجة مئوية، مما يجعلها مقصدًا مثاليًا للهروب من ارتفاع الحرارة.

يجثو شغف السياح بين حبِّ الطبيعة والاستكشاف الثقافي عند أبواب محافظة ظفار، حيث بات الطلب على السياحة البيئية يشق طريقه بقوة، في هذا السياق ترتسم ملامح فنادق هوانا صلالة كواحدة من أكبر الوجهات المتكاملة في سلطنة عُمان، التي جمعت بين الأصالة والفخامة.

تشكل هذه المنشأة نموذجًا للاستثمار السياحي المستدام، حيث صُممت مرافقها لخدمة العائلات ورجال الأعمال ومحبي الرحلات الاستثنائية.

يمتد مجمع هوانا صلالة على ساحل مطل على مياه بحر العرب، ويستضيف أربعة فنادق رئيسية هي فنار، روتانا، ذا كلوب وجويرة، يوفر المجمع باقة متنوعة من المنتجعات والمرافق الترفيهية التي تلبي مختلف أذواق الزوار، من حمامات سباحة وملاعب رياضية إلى مطاعم عالمية. 

تجمع تجربة الإقامة فيه بين الفخامة والراحة، مع التركيز على توفير مساحات مفتوحة خضراء تتيح الاستمتاع بأجواء الطبيعة.

تتجاوز رحلة الضيف حدود الفندق لتشمل استكشاف أهم معالم ظفار الطبيعية والثقافية، يكتشف الزوار وادي دربات الساحر، وعين أثوم العذبة، إضافة إلى المواقع الأثرية المسجلة على لائحة اليونسكو مثل سمهرم والبليد.

وتتشكل الذكريات في منحدرات مغسيل حيث تنبثق نوافير مياه لؤلؤية وسط الصخور، مما يضفي بُعدًا مختلفًا على الحضور، ويرافق الضيوف مرشدون محليون يطلعونهم على أسرار البيئة الظفارية وتنوعها البيولوجي.

يعتمد عمل فنادق هوانا صلالة على رؤية تشغيلية رائدة في مجال الضيافة الذكية، تم توظيف أحدث التقنيات الرقمية لتسهيل إجراءات الوصول وتخصيص الخدمات، مع الحرص على اتباع النهج العماني التقليدي في الترحيب والضيافة.

إضافة إلى ذلك، تقدم المنشأة حلولًا مبتكرة في إدارة الطاقة والحفاظ على البيئة ضمن إطار سياحي مستدام، مما يرسخ مكانتها كنموذج للضيافة المسؤولة.

عززت رحلات الطيران المباشر من السعودية وعُمان من سهولة الوصول إلى صلالة طوال موسم الخريف، يُشغل المسار خمس ناقلات: الخطوط السعودية، فلاي ناس، فلاي أديل، طيران عُمان وسلام إير.

تربط هذه الرحلات الرياض وجدة والدمام والمدن الرئيسية الأخرى بمطار صلالة الدولي، ويسعى القطاع الجوي إلى تنسيق الجداول لتلبية الطلب المتزايد خلال فترة الذروة.

تُعد الرياض أكثر مدن السعودية تسييرًا للرحلات إلى صلالة، حيث تتجاوز عدد الرحلات الأسبوعية منها ثماني رحلات، أما بقية المدن فتتنوع جداول رحلاتها بحسب كثافة الطلب ومتغيرات الموسم، ما يضفي مرونة على خيارات المسافرين.

ويتوقع مراقبون ارتفاعًا إضافيًا في المقاعد المتاحة خلال شهري يوليو وأغسطس تماشيًا مع ذروة الإقبال السياحي.

وفي حديثه عن هذه التطورات، أوضح أحمد عفيفي المدير العام لمنتجع صلالة روتانا أن الفخامة ليست الهدف الوحيد، وأشار إلى أن الغاية الأسمى تتمثل في نقل روح الضيافة العمانية للضيف منذ لحظة وصوله، ويحرص الفريق على تناغم تفاصيل الإقامة لتعكس التراث الظفاري بدفء إنساني.

أضاف عفيفي أن تجربة الضيف تبدأ من أطباق الطهي الظفاري إلى ديكورات الفندق المستلهمة من العمارة المحلية.

وتبرز الروح الإنسانية لكل عضو في فريق العمل، ما يضفي أجواءً حميمة تشبه اللقاء بأهل البيت، ويُقاس النجاح بابتسامة الضيف ومحبة تتكرر سنويًا.

يضم مجمع هوانا صلالة مارينا متكاملًا يستقطب هواة اليخوت والرياضات البحرية المختلفة من الإبحار إلى التجديف، وتنتشر على الواجهة البحرية مطاعم عالمية تقدّم مأكولات متنوعة مستوحاة من تراث المنطقة، إلى جانب أجنحة استرخاء تطل على البحر.

كما تحتضن حدائق خضراء واسعة توفر للضيوف جلسات تأملية وسط الطبيعة قبل العودة إلى أجواء الرفاهية الفندقية.

يعد مشروع هوانا صلالة نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ أسهم في خلق فرص عمل ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما وفرت هذه المبادرة مقومات استدامة تحافظ على الموارد الطبيعية وتحقق توازنًا اقتصاديًا واجتماعيًا، وتم إدماج مبادرات مجتمعية لتعزيز مشاركة السكان المحليين، ما يبرز دوره في تحريك عجلة التنمية المحلية وتعزيز البنى التحتية.

عزز المشروع مكانة صلالة كوجهة صيفية رائدة في السياحة الخليجية والعربية، وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع أعداد الزوار مقارنة بالأعوام السابقة، ما يعكس جاذبية أجواء الموسم، ويظهر ذلك في تزايد الحجوزات الفندقية وانتعاش الشركات السياحية، وتوقعت هيئة الطيران المدني العمانية استمرار نمط النمو مع توسع البنية التحتية للمطار.

مع بزوغ فصل الخريف في ظفار، تتنافس الوجهات في المنطقة على استقطاب المسافرين الباحثين عن التغيير والانتعاش، ويبرز اسم هوانا صلالة كخيار يجمع بين روعة الطبيعة وعراقة الثقافة ورفاهية الخدمات الفندقية، لتحفر هذه الرحلة ذكرى تحفظها العائلات وتشاركها الأصدقاء.

يلتقي ضباب خريف صلالة مع نسمات البحر لتنسج لوحة طبيعية محط أنظار عشّاق السفر، تتسدل أضواء الفنادق ستارًا من الضيافة على امتداد الساحل، ما يحوّل كل لحظة إلى تجربة فريدة.

وتنبض شواطئها بأنغام أمواج المحيط وصدَى ضحكات الضيوف في المساء، إن كنتم تبحثون عن وجهة تكسر رتابة الصيف، فقد وجدتم ضالتكم بين دفتي هذا المشروع المدهش.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية