الأرصاد تدعو للحذر: رياح مثيرة للغبار في 12 منطقة بالمملكة

أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا جويًا جديدًا شمل 12 منطقة في المملكة، حذر فيه من تعرضها لرياح نشطة محملة بالأتربة والعوالق الترابية، والتي قد تتسبب في تدنٍ ملحوظ لمستوى الرؤية الأفقية، وتستمر تأثيراتها حتى ساعات المساء.
وتأتي هذه التحذيرات ضمن المتابعة الدقيقة التي يجريها المركز لحالة الطقس في عموم مناطق المملكة، خاصة في ظل النشاط الملحوظ للرياح السطحية القادمة من اتجاهات مختلفة، والتي أثّرت على الأجواء منذ ساعات الصباح الأولى.
وأوضح المركز أن الحالة المناخية الحالية ناتجة عن تعمق منخفض جوي في الطبقات العليا للغلاف الجوي، مصحوب بتيارات هوائية جافة وسريعة، ما يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار على نحو واسع في عدد من المناطق المفتوحة والطرق السريعة.
وقد شملت التنبيهات مناطق الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الشرقية، القصيم، حائل، الجوف، الحدود الشمالية، نجران، عسير، جازان، والباحة، مع اختلاف في درجة التأثير وشدته من منطقة لأخرى حسب التضاريس وسرعة الرياح.
وتوقع المركز أن تبلغ سرعة الرياح في بعض المناطق 45 كيلومترًا في الساعة، خاصة في الأجزاء الصحراوية المكشوفة، ما يؤدي إلى تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 2 كيلومتر، ويزيد من احتمالية الحوادث المرورية وتعثر حركة السفر.
وطالب المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحيطة والحذر، خصوصًا سائقي المركبات، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى في المناطق المتأثرة، وتجنب الطرق المكشوفة قدر الإمكان.
كما شدد المركز على ضرورة متابعة التحديثات الجوية عبر منصاته الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو التنبؤات غير الموثوقة التي قد تُحدث بلبلة أو تضليلًا للرأي العام، خاصة في مثل هذه الحالات المتغيرة بسرعة.
وفي المناطق الساحلية، حذرت الأرصاد من اضطرابات متوقعة في حركة الملاحة البحرية نتيجة نشاط الرياح وارتفاع الأمواج، خصوصًا على السواحل الغربية والشرقية، داعية الصيادين ومرتادي البحر إلى تأجيل الأنشطة حتى استقرار الأحوال الجوية.
وفيما يخص القطاع الصحي، نصحت وزارة الصحة عبر حساباتها الرسمية مرضى الربو والحساسية والأمراض التنفسية المزمنة بعدم التعرض المباشر للغبار، واستخدام الكمامات الوقائية والبقاء في أماكن مغلقة جيدة التهوية خلال فترة التحذير.
وأوضحت الأرصاد أن هذه الحالة المناخية تُعد امتدادًا لموجة من التغيرات الجوية التي تشهدها المنطقة خلال فصل الصيف، والتي تتسبب في تفاوت درجات الحرارة ونشاط الرياح المحملة بذرات الرمال الدقيقة والعوالق الترابية.
ويُتوقع أن تتحسن الأجواء تدريجيًا مع حلول ساعات الليل، لا سيما في المناطق الشمالية والغربية، بينما قد تستمر بعض التأثيرات المحدودة حتى صباح الغد في وسط وشرق المملكة، وفقًا لأحدث نماذج الرصد الجوي.
وأشار المركز إلى أن هذه التقلبات تدخل ضمن المعدلات الموسمية، لكنها تستدعي تعاملًا جادًا بسبب ما تسببه من تأثير مباشر على حركة الطرق، وسلامة الأفراد، والأعمال الميدانية في القطاعات المختلفة.
وحثت الجهات المختصة مثل الدفاع المدني والمرور والبلديات على رفع مستوى الجاهزية الميدانية، تحسبًا لأي طوارئ قد تنجم عن الحالة المناخية، بما يشمل تقديم الدعم الفني والإرشادي لمستخدمي الطرق ومرافق النقل.
وتواصل الجهات المعنية متابعة التطورات أولًا بأول بالتنسيق مع المركز الوطني للأرصاد، فيما دعا مختصون في الطقس إلى اعتماد تدابير وقائية في المدن التي تشهد كثافة سكانية عالية، مثل إغلاق النوافذ وتشغيل أنظمة تنقية الهواء في المنازل.