مستشفى سليمان الحبيب بجدة تجري جراحة دقيقة تعيد الأمل لشاب بعد شلل جزئي في العمود الفقري

أعاد فريق طبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة الأمل لشاب ثلاثيني بعد أن تمكن من إجراء جراحة دقيقة في العمود الفقري أنهت معاناته المستمرة من آلام شديدة وشلل جزئي كاد يحرمه من ممارسة حياته الطبيعية.
المريض كان يعاني منذ فترة طويلة من مشكلات في أسفل الظهر تسببت في ضعف تدريجي في الحركة، وآلام مزمنة امتدت إلى الطرفين السفليين، وهو ما دفعه إلى البحث عن علاج فعال بعد فشل الأدوية والعلاج الطبيعي في تخفيف الأعراض.
عند وصوله إلى المستشفى، خضع لفحوصات دقيقة تضمنت تصويرًا بالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي، والتي أظهرت وجود انزلاق غضروفي ضاغط على النخاع الشوكي والأعصاب الحركية، مما تسبب في تدهور ملحوظ في حالته العصبية.
الفريق الطبي بقيادة استشاريي جراحة العمود الفقري والأعصاب ناقش حالة المريض بشكل تفصيلي، حيث تبين أن الحالة تتطلب تدخلًا جراحيًا معقدًا باستخدام تقنيات دقيقة تضمن إزالة الضغط عن الأعصاب وإعادة الاستقرار إلى العمود الفقري.
وبحسب التقرير الطبي، كانت العملية تمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لحساسية المنطقة المصابة، وارتباطها المباشر بوظائف الحركة والإحساس، مما استدعى تحضيرًا دقيقًا شمل فريقًا من الجراحين، وأطباء التخدير، وفنيي الأشعة التداخلية.
تمت الجراحة باستخدام الميكروسكوب الجراحي، وبتقنية التداخل المحدود التي تقلل من فقدان الدم وتقلص فترة التعافي، حيث جرى إزالة الغضروف الضاغط وتثبيت الفقرات المصابة باستخدام دعامات دقيقة وأدوات جراحية متطورة.
استغرقت العملية عدة ساعات تكللت بالنجاح، وخرج المريض من غرفة العمليات بحالة مستقرة دون أي مضاعفات، فيما بدأت علامات التحسن العصبي بالظهور بعد وقت قصير من انتهاء الجراحة، وفقًا للفريق الطبي المشرف.
بعد أيام من المتابعة الدقيقة داخل المستشفى، تمكن المريض من استعادة القدرة على الوقوف والحركة بمساعدة محدودة، لتبدأ بعدها مرحلة العلاج التأهيلي الطبيعي الذي ساعده في استعادة توازنه وثقته بجسده تدريجيًا.
وفي تصريحات من الفريق الطبي، أكد الأطباء أن حالة المريض كانت من النوع النادر الذي يتطلب دقة عالية وخبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه الجراحات، مشيرين إلى أن تأخر التدخل الجراحي كان سيؤدي إلى مضاعفات عصبية دائمة.
من جانبه، عبر المريض عن امتنانه للفريق الطبي والإدارة الطبية في المستشفى، مؤكدًا أنه استعاد حياته الطبيعية تدريجيًا بفضل الله أولًا، ثم بفضل المهارة التي وجدها في هذا الصرح الطبي المتخصص.
تأتي هذه الجراحة في إطار الإنجازات المتواصلة التي تحققها مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب في مختلف فروعها، خاصة في مجال جراحات الأعصاب والعمود الفقري، والتي تعتمد فيها على أحدث التقنيات الطبية وأفضل الكفاءات المتخصصة.
يُذكر أن مستشفى سليمان الحبيب بالمحمدية يُعد من المراكز الرائدة في تقديم الرعاية الصحية المتقدمة بجدة، حيث يضم نخبة من الاستشاريين السعوديين والدوليين، ويستقبل حالات معقدة من مختلف أنحاء المملكة والمنطقة.
العمليات المماثلة أصبحت تشكل فارقًا حقيقيًا في حياة المرضى، إذ لم تعد مثل هذه الجراحات مصحوبة بالخوف من الإعاقة أو المضاعفات كما كان في السابق، بل أصبحت بوابة لاستعادة الحياة الطبيعية والعودة إلى الأنشطة اليومية بثقة.
ويستمر المستشفى في تبني نهج يدمج بين الابتكار الطبي والرعاية الإنسانية، ما يجعله محط أنظار المرضى الذين يبحثون عن خدمات صحية بمعايير عالمية داخل المملكة دون الحاجة للسفر أو الانتظار في طوابير طويلة للعلاج بالخارج.