بعد خروج السعودية من بطولة الكأس الذهبية.. تصريح ناري من رينارد يهز الوسط الرياضي

تصريح رينارد
كتب بواسطة: صلاح الأحمر | نشر في 

عقب الخروج المرير للمنتخب السعودي من بطولة الكأس الذهبية 2025 أمام نظيره المكسيكي، أطلق المدرب الفرنسي السابق للأخضر هيرفي رينارد تصريحًا لافتًا أثار الكثير من الجدل، حيث وجّه فيه انتقادات صريحة لأداء المنتخب وواقع الكرة السعودية، مؤكدًا أن ما شاهده "لا يرقى لطموح الجماهير ولا يعكس حجم الاستثمارات الرياضية في المملكة".

رينارد، الذي تابع المباراة من المدرجات ضمن تحليله للبطولة لصالح قناة دولية، لم يتوانَ عن التعبير عن استيائه مما وصفه بـ"غياب الروح"، وقال في تصريحات متلفزة: "السعودية تملك لاعبِين موهوبين، لكنها تفتقر إلى التنظيم الذهني والانضباط التكتيكي، وهذا ما ظهر جليًا في مباراة المكسيك".

وتابع قائلاً: "الخسارة أمام فريق قوي مثل المكسيك ليست عارًا، لكن الطريقة التي خرج بها الأخضر من البطولة تدعو للقلق. كان من الممكن تقديم رد فعل أقوى، حتى مع التأخر في النتيجة"، وأضاف أن الأداء "افتقر للجدية والإيمان بقدرة العودة".

وعن الفوارق الفنية، قال رينارد إن المنتخب السعودي بدا وكأنه غير مستعد لمستوى هذه النوعية من المنافسات، مشيرًا إلى أن الكأس الذهبية اختبار حقيقي لأي فريق يرغب في التطور خارج منطقته، مضيفًا: "ما زلنا بعيدين عن مقارعة منتخبات أمريكا الشمالية أو اللاتينية في المباريات الحاسمة".

المدرب الفرنسي، الذي سبق أن قاد الأخضر إلى انتصار تاريخي على الأرجنتين في كأس العالم 2022، أشار إلى أن المشروع الرياضي في السعودية طموح، لكنه بحاجة لمزيد من الوقت والجدية على مستوى البنية التحتية للمنتخبات، وتحديدًا في الفئات العمرية الأصغر التي تفتقر إلى برامج إعداد نوعية، على حد قوله.

وأضاف: "اللاعب السعودي موهوب بطبيعته، لكنه بحاجة إلى بيئة تنافسية أعلى، وأن يُوضع باستمرار تحت ضغط مماثل لما يواجهه في البطولات الدولية. ما يحدث حاليًا هو أننا نُعدّ اللاعبين في بيئة محلية مريحة، ثم نتفاجأ عند أول احتكاك خارجي".

تصريحات رينارد اعتُبرت من قبل متابعين نوعًا من النقد البنّاء، بينما رأى البعض الآخر فيها لهجة لاذعة غير معتادة من مدرب قضى سنوات في المنظومة السعودية وحقق معها نجاحات بارزة، ما فتح الباب أمام تفسيرات عديدة تتعلق بمدى قلقه على مستقبل الأخضر أو ربما رغبته في العودة مجددًا للمشهد الفني المحلي.

المدرب الفرنسي أكد أنه يتحدث بدافع الحب والاهتمام، مشيرًا إلى أن ما قدمه مع المنتخب السعودي في الفترة السابقة لا يمكن أن يُنسى، لكن التطوير لا يتوقف عند لحظة تاريخية واحدة، بل يجب أن يكون مستمرًا، خاصة وأن الطموحات في المملكة باتت أعلى من أي وقت مضى.

وفي رده على سؤال حول المدرب الحالي سعد الشهري، رفض رينارد توجيه النقد المباشر، لكنه اكتفى بالقول: "المرحلة الحالية دقيقة، وتحتاج إلى مدرب صاحب رؤية طويلة الأمد، يملك قدرة على فرض الانضباط وتوجيه اللاعبين ذهنيًا، وهو أمر ليس سهلًا في هذا التوقيت".

تصريحات رينارد لقيت صدى واسعًا في الأوساط الرياضية، واحتلت مساحة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى أن حديثه عكس واقعًا ملموسًا، وآخرين اعتبروه تدخلًا غير مبرر في توقيت حساس عقب الإقصاء من بطولة مهمة.

وفي السياق نفسه، عبّر عدد من الإعلاميين المحليين عن أهمية ما قاله رينارد، مشددين على أن تقبل النقد ضرورة لأي منظومة تسعى للتطور، لا سيما إذا جاء من شخصية خَبِرت الواقع الفني عن قرب وسبق لها العمل في داخل البيت السعودي لسنوات.

وتعيد هذه التصريحات إلى الأذهان حالات سابقة انتقد فيها مدربون سابقون المنتخبات التي أشرفوا عليها، ما فتح نقاشًا متجددًا حول مدى حاجة المنتخب السعودي لتغيير استراتيجياته الفنية والتخطيطية، خاصة في ظل دخول المملكة في سباق تنافسي دولي على كافة المستويات الرياضية.

وما بين التأييد والرفض، يبقى تصريح رينارد محطة مهمة تستدعي التوقف، ليس فقط لأنها صدرت من مدرب له تاريخ مع الأخضر، بل لأنها تطرح أسئلة حقيقية عن موقع المنتخب على خارطة التنافس الدولي، وعن مدى جاهزية اللاعبين والقيادة الفنية لخوض تحديات أكبر مستقبلًا.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية