"أداء باهت" وخيبة أمل كبيرة.. كيف سقط المنتخب السعودي أمام المكسيك بثنائية نظيفة؟

المنتخب السعودي يخرج من الكأس الذهبية
كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في 

ودّع المنتخب السعودي منافسات بطولة الكأس الذهبية 2025 بعد خسارته أمام المنتخب المكسيكي بهدفين دون رد، في اللقاء الذي جمع بين الفريقين ضمن منافسات دور ربع النهائي على أرضية ملعب "آرلينغتون بارك" بالولايات المتحدة، وسط حضور جماهيري كبير غلب عليه الحماس والتشجيع من كلا الجانبين.

جاءت المباراة قوية منذ لحظاتها الأولى، حيث ضغط المنتخب المكسيكي بكل ثقله الهجومي، وفرض أسلوب لعب سريع أرهق الدفاع السعودي الذي بدا متراجعًا نسبيًا ومنشغلًا بامتصاص الهجمات بدلاً من المبادرة، وهو ما منح المكسيك أفضليّة ميدانية مبكرة مهدت الطريق للتسجيل لاحقًا.

وتمكن المنتخب المكسيكي من تسجيل هدفه الأول في الدقيقة 31 عن طريق المهاجم راؤول خيمينيز، الذي استغل تمريرة عرضية متقنة من الجهة اليمنى، وتفوق على الرقابة الدفاعية ليضع الكرة بثقة في شباك الحارس السعودي محمد العويس، معلنًا عن افتتاح التسجيل وسط فرحة الجماهير اللاتينية.

رغم محاولات الأخضر في العودة إلى أجواء المباراة بعد هدف السبق، فإن تحركات لاعبيه افتقرت إلى التركيز واللمسة الأخيرة، كما ظهر تفكك واضح بين الخطوط الثلاثة، ما قلّل من فاعلية الهجمات المرتدة التي اعتمد عليها المدرب سعد الشهري في خطته خلال اللقاء.

الشوط الثاني لم يحمل جديدًا على صعيد التحسن السعودي، حيث واصل المنتخب المكسيكي ضغطه، وسط أداء منظم وانتشار متوازن على أرضية الملعب، وهو ما ترجم في الدقيقة 67 إلى الهدف الثاني عبر البديل سانتياجو خيمينيز، بعد تسديدة قوية سكنت الزاوية اليمنى لمرمى العويس.

تلقى الجمهور السعودي صدمة الهدف الثاني بخيبة أمل واضحة، خاصة في ظل الأداء الباهت للفريق الوطني خلال مجمل دقائق المباراة، وعدم وجود رد فعل حقيقي أو اندفاع هجومي منظم قد يغير مجريات اللقاء، ما زاد من إحباط الآمال في إمكانية العودة.

المنتخب السعودي حاول في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء تقليص الفارق عبر بعض المحاولات الفردية من سالم الدوسري وفهد المولد، لكن الدفاع المكسيكي ظل متماسكًا، وتمكن من إغلاق المساحات بذكاء، مع ارتداد منظم في حالة فقدان الكرة، وهو ما جعل فرص الأخضر شبه معدومة.

بهذه النتيجة، ينتهي مشوار المنتخب السعودي في البطولة التي يُشارك فيها لأول مرة بدعوة رسمية من اتحاد الكونكاكاف، ويغادر المسابقة من دور الثمانية دون أن يحقق أي انتصار كبير يُذكر، رغم الأداء الجيد في مرحلة المجموعات التي تأهل منها بفارق الأهداف.

وقد عبّر المدرب سعد الشهري عقب اللقاء عن خيبة أمله من نتيجة المباراة، لكنه شدد على أهمية التجربة التي وصفها بـ"القاسية والضرورية"، مشيرًا إلى أن مثل هذه البطولات تكشف حجم العمل المطلوب قبل الدخول في منافسات آسيا والتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

وتُعد المشاركة في الكأس الذهبية خطوة ضمن مساعي الاتحاد السعودي لكرة القدم لاختبار لاعبيه على أعلى المستويات وتحت ضغوط جماهيرية وتنظيمية مختلفة، حيث واجه الأخضر فرقًا من مدارس كروية متنوعة، ما يساعد في رفع الجاهزية الفنية والذهنية للعناصر الشابة.

من جانبها، احتفلت الجماهير المكسيكية بالتأهل إلى نصف النهائي، مؤكدة ثقتها في قدرة الفريق على الذهاب بعيدًا في البطولة، لا سيما مع الأداء المقنع الذي قدمه الفريق حتى الآن، والمستوى العالي للاعبين سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي.

وشهدت المباراة تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى الكثير من المشجعين السعوديين استياءهم من الأداء المتواضع والظهور غير المقنع في الأدوار الإقصائية، مطالبين بمراجعة الخيارات التكتيكية وتشكيلة اللاعبين قبل البطولات القادمة.

وتفتح هذه الخسارة الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل المنتخب السعودي في البطولات الكبرى، وقدرته على مقارعة المنتخبات القوية خارج نطاق القارة الآسيوية، خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهات حاسمة تتطلب قدرًا أكبر من الانضباط والخبرة الفنية.

في المقابل، اعتبر عدد من المحللين الرياضيين أن المشاركة السعودية رغم خروجها المبكر تمثل فرصة ذهبية لإعادة تقييم مستوى المنتخب أمام فرق ذات طابع هجومي وتنظيمي متقدم، مشيرين إلى ضرورة البناء على الإيجابيات وتعزيز ثقافة الاحتكاك القوي دون الاكتفاء بالمسابقات القارية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية