الأخضر يرفع جاهزيته لمواجهة المكسيك في ربع نهائي الكأس الذهبية

يرفع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من وتيرة استعداداته تحضيرًا للمواجهة المرتقبة أمام نظيره المكسيكي في الدور ربع النهائي من بطولة الكأس الذهبية، في مواجهة تبدو محفوفة بالتحديات لكنها تحمل آمالًا كبيرة للأخضر السعودي الباحث عن إنجاز قاري جديد، وتأتي هذه المواجهة بعد أداء لافت قدمه الأخضر في دور المجموعات، حيث أظهر ثباتًا تكتيكيًا وتطورًا ملحوظًا في الانسجام بين عناصره.
الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب الوطني سعد الشهري يواصل تحضيراته وسط تركيز كبير على الجانب التكتيكي، خصوصًا في ما يتعلق بتضييق المساحات وتنظيم التحولات الدفاعية أمام منتخب مكسيكي يتمتع بسرعة هجومية عالية، ويركّز الشهري على رفع معدل الانضباط الدفاعي وتفعيل الجوانب البدنية، مع إجراء تدريبات خاصة للمهاجمين على استغلال أنصاف الفرص.
وتُجرى التحضيرات وسط أجواء إيجابية في معسكر المنتخب، مدفوعة بحالة من الثقة بعد التأهل من مجموعة صعبة ضمت منتخبات قوية أبرزها الولايات المتحدة وكوستاريكا، ويأمل الجهاز الفني أن يترجم اللاعبون هذه الحالة النفسية الجيدة إلى أداء متوازن ومقنع أمام المكسيك، لا سيما وأن هذه المرحلة لا تقبل الحسابات المعقدة.
في المقابل، تولي إدارة المنتخب اهتمامًا خاصًا بالجوانب النفسية، عبر تخصيص جلسات تحفيزية بقيادة مختصين نفسيين لتعزيز التركيز وتقليل التوتر، وهي خطوة تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية الإعداد الذهني في المباريات الإقصائية التي تُحسم غالبًا بتفاصيل صغيرة.
ويضع المنتخب السعودي في حساباته ضرورة تقليص الأخطاء الفردية، بعد أن ظهرت بعض الثغرات خلال مباريات دور المجموعات، خصوصًا في الكرات العرضية والكرات الثابتة، وعمل الجهاز الفني على تصحيح هذه الهفوات عبر تدريبات متكررة على التمركز الدفاعي وتمارين الضغط العالي لإجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء في مناطقه الخلفية.
من جانب آخر، يشهد التشكيل الأساسي تغييرات محتملة في بعض المراكز، أبرزها مركز قلب الدفاع والوسط المتقدم، في ظل رغبة الشهري في تنشيط خط المنتصف بوجوه أكثر ديناميكية، إلى جانب تعزيز الجبهة اليمنى دفاعيًا لمجاراة سرعة الأجنحة المكسيكية.
ويتجه المدرب للاعتماد على أسلوب مرن بين 4-2-3-1 و4-3-3، حسب مجريات اللقاء، مع التزام واضح بالتحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم، وهي الاستراتيجية التي نجحت في أرباك الخصوم خلال مواجهات سابقة، ويعوّل الجهاز الفني على قدرة اللاعبين على تطبيق الأدوار المزدوجة بكفاءة وذكاء.
وفيما يتعلق بالجانب البدني، يخضع اللاعبون لبرنامج استشفائي دقيق بإشراف طاقم طبي متخصص، لضمان جاهزية تامة، خاصة أن معدل المباريات والضغط الزمني يتطلب إدارة مجهود دقيقة، وهو ما برز في تقنين دقائق اللعب لبعض العناصر الأساسية خلال المباراة الأخيرة في دور المجموعات.
الجماهير السعودية تترقب هذه المواجهة بأمل كبير، خاصة أنها تُعد فرصة حقيقية لإثبات تطور المنتخب على المستوى القاري، بعد أن قدم عروضًا مقنعة في مراحل البطولة، كما أن الانتصار على المكسيك، أحد أبرز المنتخبات في الكأس الذهبية، سيُعد إنجازًا معنويًا وتكتيكيًا يعزز طموحات الأخضر في طريقه نحو اللقب.
ويدرك لاعبو المنتخب أن الفوز في هذا الدور ليس مجرد عبور إلى نصف النهائي، بل خطوة نحو تثبيت الهوية الكروية الجديدة للمنتخب، القائمة على الانضباط، والمرونة، والقدرة على مجاراة مدارس كروية مختلفة. ولذلك فإن الحافز يتضاعف داخل المعسكر لتقديم أفضل ما لديهم.
على صعيد الإعلام الرياضي، تحظى المباراة بمتابعة كبيرة من المحللين الذين أشادوا بتطور أداء الأخضر، لكنهم أيضًا حذّروا من بعض مواطن الضعف التي تحتاج إلى معالجة فورية قبل الصدام مع منتخب خبير مثل المكسيك، يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع هذه الأدوار من البطولات.
وقد أشاد الاتحاد السعودي لكرة القدم بالجهود المبذولة داخل المعسكر، مشيرًا إلى أن دعم القيادة الرياضية والاهتمام الكبير من الجماهير يشكلان دافعًا إضافيًا للاعبين لتقديم أداء مشرف، كما أكد الاتحاد أن التركيز في هذه المرحلة ينصب على الجانب الفني دون أي تشويش خارجي.
وفي ذات السياق، دعت رابطة الجماهير السعودية في أمريكا أبناء الجالية إلى الحضور بكثافة وتشجيع المنتخب من المدرجات، في محاولة لخلق أجواء داعمة ومؤثرة، على غرار ما حدث في مباريات سابقة حيث كان الحضور السعودي لافتًا رغم بُعد المسافة.
وتُعد مواجهة المكسيك واحدة من أهم التحديات التي قد تُحدد معالم مستقبل الأخضر في البطولة، لا سيما أن المنافس يمتلك سجلًا حافلًا في هذه المسابقة، ما يتطلب تعاملًا فنيًا عالي التركيز، وتكتيكًا مرنًا قادرًا على مجاراة الضغط الجماهيري والفني المتوقع في اللقاء.
ومع اقتراب صافرة البداية، يبدو أن الأخضر استعد على كافة المستويات الفنية والبدنية والنفسية، واضعًا نصب عينيه هدفًا وحيدًا: التأهل إلى نصف النهائي، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ مشاركاته القارية، وسط آمال متزايدة بأن تكون هذه النسخة بوابة لانطلاقة جديدة لكرة القدم السعودية.
- الأهلي السعودي أمام تحدي عالمي.. فيفا يعلن جدول مباريات بطولة كأس القارات للأندية
- رئاسة الحرمين تطلق خطة عمرة 1447هـ بثلاث مراحل تشغيلية
- بمرتبات مجزية.. وظائف صحية وإدارية للجنسين في مركز أرامكو الطبي
- عاجل | توضيح هام من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك بشأن خصم ضريبة المدخلات
- السيول تجرف السيارات داخل حي البديعة بالقصيم وأحد المواطنين يستعين بالقوارب