هيئة التراث تُطلق حملة توعوية كبرى لرفع الوعي بأهمية الآثار الوطنية

في إطار جهودها لتعزيز الوعي المجتمعي بقيمة الإرث الثقافي، أطلقت هيئة التراث اليوم الحملة الوطنية التوعوية "عادت"، الهادفة إلى تسليط الضوء على أهمية الآثار السعودية ودورها في بناء الهوية الثقافية والوطنية.
وتسعى الحملة إلى ترسيخ مكانة الآثار بوصفها شواهد حية على تعاقب الحضارات، وتنوع الامتدادات التاريخية التي شهدتها المملكة على مدى آلاف السنين، وتُعد كل قطعة أثرية بمثابة سجل ناطق بتاريخ الإنسان على أرض الجزيرة العربية.
وتأتي حملة "عادت" كجزء من سلسلة مبادرات استراتيجية أطلقتها الهيئة مؤخرًا، تُعنى بطرح قضايا الآثار الوطنية أمام الرأي العام، وتحفيز المجتمع للاضطلاع بدور فاعل في حمايتها من المخاطر التي تهددها، سواء كانت التعديات المباشرة أو الاتجار غير المشروع بها.
وأكدت هيئة التراث أن الحملة تهدف إلى ترسيخ مبدأ أن حماية الآثار مسؤولية مجتمعية تتجاوز العمل المؤسسي، وتتطلب وعيًا جمعيًا بقيمتها التاريخية والرمزية بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الموروث الثقافي للمملكة.
وتعتمد "عادت" على خطة إعلامية شاملة تستهدف مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، عبر أدوات توعوية وإعلامية متنوعة تجمع بين العمل الميداني والتواصل الرقمي، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع.
ومن أبرز أدوات الحملة تنظيم فعاليات ميدانية في الأماكن العامة، مثل الأسواق، المجمعات التجارية، والجامعات في مختلف مناطق المملكة، بما يسهم في تعزيز التفاعل المباشر بين أفراد المجتمع ومفاهيم الحملة.
كما سيتم تفعيل منصات الإعلام الرقمي والحملات الإعلانية الإلكترونية، في تناغم مع أنماط الاستهلاك الإعلامي المعاصر، ما يضمن انتشار الرسائل التوعوية بشكل واسع ويزيد من فعالية تأثيرها.
وتعمل هيئة التراث ضمن هذه الحملة على إطلاق أجنحة تفاعلية متنقلة، تتيح للزوار التعرّف على الكنوز الأثرية التي تزخر بها المملكة، من خلال تجربة حسية معرفية تعكس التنوع الثقافي والجغرافي لكل منطقة.
وتُولي الهيئة أهمية خاصة للبعد التفاعلي للحملة، حيث تعتمد على أساليب مبتكرة تُمكّن الجمهور من فهم السياق التاريخي للأثر، والتعرّف على التحديات التي تواجه حمايته، مما يعزز الارتباط العاطفي والمجتمعي به.
وأكدت الهيئة في بيانها أن الحملة تأتي ضمن التزامها برؤية السعودية 2030، التي تُعلي من شأن الهوية الثقافية وتعزيز القيم الوطنية، عبر الحفاظ على الموروث الحضاري بوصفه موردًا غير متجدد وثروة للأجيال القادمة.
وشددت على أن كل قطعة أثرية تحوي في طياتها قصة ماضٍ عريق، وأن إهمالها أو الاتجار بها يعني ضياع جزء مهم من ذاكرة الوطن، ما يفرض تكاتف المجتمع بكل فئاته لحمايتها.
وقالت الهيئة إن الحملة تستهدف أيضًا تحفيز المواطنين والمقيمين على الإبلاغ عن أي نشاطات مخالفة أو ممارسات تؤدي إلى المساس بالآثار الوطنية، عبر القنوات الرسمية والرقمية.
وأضافت أن "عادت" تمثل امتدادًا طبيعيًا لجهود الهيئة في تنفيذ حملات ميدانية وتوعوية سابقة، أثمرت عن ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي، وزيادة ملحوظة في التفاعل مع مبادرات صون التراث.
واختتمت هيئة التراث بيانها بالتأكيد على أن حماية الآثار ليست مسؤولية تاريخية فقط، بل مسؤولية وطنية حاضرة، تتطلب من الجميع أن يكونوا حراسًا لذاكرة الوطن، وشركاء في الحفاظ على إرثه للأجيال المقبلة.
- أخصائي نفسي يحذر: المراهقون أكثر عرضة للقلق الجسدي
- لصيف أكثر برودة وأقل تكلفة.. "المواصفات السعودية" تقدم دليلك لاستخدام المكيف بذكاء
- بداية التعاملات.. قفزة جديدة في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم
- في خليجي 26.. من هو حكم مباراة اليمن والسعودية؟
- قبل المباراة.. تعرف على تشكيلة المنتخب السعودي أمام نظيره اليمني