أخصائي نفسي يحذر: المراهقون أكثر عرضة للقلق الجسدي

أكد الأخصائي النفسي منصور الصانع أن فئة المراهقين تُعد من أكثر الفئات العمرية تعرضًا للقلق النفسي المصحوب بأعراض جسدية، نتيجة التغيرات الكبيرة التي يمر بها الفرد في هذه المرحلة الحساسة من النمو.
وقال الصانع، خلال مداخلة هاتفية على قناة "روتانا خليجية"، إن المراهقة تشكّل فترة انتقالية حرجة ما بين الطفولة والشباب، وتتسم بتقلبات نفسية وسلوكية تجعلها من أصعب المراحل من الناحية النفسية.
وأوضح أن هذه الفترة تتطلب من المحيطين بالمراهق وعيًا نفسيًا كافيًا، لفهم طبيعة التغيرات التي يعيشها، واحتواء مشاعره المتضاربة، التي قد تتجسد أحيانًا في شكل أعراض مرضية جسدية دون وجود سبب عضوي حقيقي.
وأشار إلى أن كثيرًا من المراهقين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي، أو آلام في الرأس والعضلات، أو صعوبة في النوم، وجميعها مؤشرات على وجود توتر داخلي ناتج عن قلق نفسي مزمن.
وبيّن أن أحد أبرز أسباب هذا القلق هو رغبة المراهق في تحقيق ذاته، وتأكيد استقلاله الشخصي، ومحاولته المستمرة لإثبات وجوده وسط تحديات مجتمعية وأسرية كثيرة.
وأضاف أن كثيرًا من المراهقين يواجهون ضغطًا نفسيًا مرتبطًا برغبتهم في نيل التقدير من الأسرة أو المجتمع، ما يدفعهم إلى بذل مجهود مضاعف في الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية على حساب صحتهم النفسية.
وأوضح الصانع أن دخول الطالب في مرحلة التعليم الثانوي، وتحديدًا عندما يُطلب منه اختيار المسار الدراسي الذي سيوجهه إلى مستقبله المهني، يشكّل عامل ضغط إضافي قد لا يستطيع التعامل معه وحده.
وحذّر من أن التعامل الخاطئ مع المراهقين، خصوصًا من قِبل الأهل أو المعلمين، قد يزيد من تفاقم القلق لديهم، مشيرًا إلى أن النقد المستمر أو التهديد الدائم بنتائج دراسية يفاقم المشكلة.
وأكد أن المراهق بحاجة إلى بيئة آمنة نفسيًا، توفر له مساحة للتعبير عن مشاعره وتقبل حالته دون إصدار أحكام، وهذا يتطلب وعيًا تربويًا ونفسيًا من جميع أفراد الأسرة.
كما لفت إلى أهمية المساندة النفسية المبكرة، وملاحظة أي تغيرات حادة في السلوك أو الحالة الجسدية للمراهق، بما في ذلك العزلة، أو التغيّر المفاجئ في المزاج، أو تراجع الأداء الدراسي.
ودعا الصانع إلى دمج التوعية النفسية في المنظومة التعليمية، بحيث يتم تدريب المعلمين والمشرفين على مهارات احتواء المراهقين، وفهم دوافعهم، بدلاً من الاكتفاء بالجوانب الأكاديمية.
وأوضح أن المراهق الذي لا يجد مساحة للتعبير عن ذاته ومشاعره، غالبًا ما يكبت توتره داخليًا، ما يؤدي لاحقًا إلى تطور القلق إلى نوبات هلع، أو اكتئاب، أو اضطرابات أكثر تعقيدًا في مرحلة الشباب.
وأشار إلى أن الدعم النفسي لا يتطلب دائمًا اللجوء إلى العيادات المختصة، بل يبدأ من الحوار الأسري الصحي، والاستماع بإنصات دون إصدار أحكام أو مقارنات سلبية.
وختم الصانع حديثه بالتأكيد على أن المراهقة ليست أزمة يجب تجاوزها، بل فرصة لإعداد جيل ناضج نفسيًا، قادر على مواجهة التحديات، متى ما حصل على الدعم الصحيح في الوقت المناسب.
- كلية الملك فهد الأمنية تعلن بدء التقديم على دورة الضباط الجامعيين 55
- لصيف أكثر برودة وأقل تكلفة.. "المواصفات السعودية" تقدم دليلك لاستخدام المكيف بذكاء
- الجميع يتخلى عن جورجي جيسوس.. رحيل 3 من أعمدة مدرب الهلال يزلزل صفوف الأزرق
- بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة! صديق الطيار "حسن عدس" يشرح سبب الوفاة وتفاصيل حياته
- كأنها كانت معي! لحظات مؤثرة من "وائل الدحدوح" أثناء التحدث عن زوجته في موسم الحج 1445هـ