دبي تتقدّم خطوة جديدة نحو مدينة ذكية .. خطوة جديدة تغيّر طريقة عبور المشاة

أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن إنجاز المرحلة الثانية من مشروع توسعة إشارات المشاة الذكية، الذي يهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وتحسين تجربة مستخدمي الطرق، من خلال اعتماد تقنيات ذكية تواكب توجهات الإمارة نحو التحول إلى مدينة ذكية ومستدامة، تعتمد على الابتكار في إدارة البنية التحتية والخدمات.
وقد شملت هذه المرحلة تركيب إشارات ذكية جديدة في عشرة مواقع إضافية متفرقة في أنحاء مختلفة من دبي، ليصل بذلك عدد التقاطعات التي تم تغطيتها في المرحلتين الأولى والثانية إلى 27 تقاطعاً، مما يعكس حرص الهيئة على التوسع المدروس في تنفيذ هذه الأنظمة الذكية وفقاً لأولويات السلامة المرورية والاستخدام الكثيف لممرات المشاة.
ويأتي تنفيذ هذه المرحلة استكمالاً للنجاح الذي حققته المرحلة الأولى، والتي شملت 17 تقاطعاً، حيث أثبت النظام فاعليته في خفض نسب الحوادث وتحسين انسيابية حركة المشاة والمركبات، من خلال تفاعل الإشارات الذكية مع الواقع الميداني في كل موقع، بناءً على معطيات فورية وقراءات دقيقة لحركة المشاة على الأرض.
وصرّح محمد آل علي، مدير إدارة الأنظمة المرورية الذكية في مؤسسة المرور والطرق بالهيئة، أن المواقع التي شملها التوسع في المرحلة الثانية تضمنت تقاطعات في عدد من الشوارع الحيوية في الإمارة، منها شارع عمر بن الخطاب، وشارع الشيخ خليفة بن زايد، وشارع السطوة، وشارع صلاح الدين، بالإضافة إلى شارع عمّان، وشارع القصيص أمام سكن العمّال، وشارع عود ميثاء أمام منطقة المدارس، وهي مواقع تشهد كثافة مرورية عالية وحركة مشاة نشطة.
وأشار آل علي إلى أن النظام الذكي المستخدم يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وكاميرات الرصد والتتبع التي ترصد حركة المشاة عند الممرات وتُفعّل الإشارة تلقائياً لمنحهم أولوية العبور بأمان، دون الحاجة لاستخدام أزرار الضغط اليدوية، وهو ما يُعزز من سلاسة التنقل ويرفع من مستوى السلامة في تلك المواقع.
ويمثل هذا المشروع نموذجاً متقدماً لتطبيق الأنظمة الذكية في إدارة الطرق والبنية التحتية، حيث تستند آلية تشغيل الإشارات الذكية على نظام دقيق لقياس حجم الحركة في كل موقع، وبالتالي تعمل الإشارة تلقائياً بناءً على بيانات لحظية دون تدخل بشري، وهو ما يساهم في تقليل وقت الانتظار وتحقيق التوازن بين حركة المشاة والمركبات.
ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية هيئة الطرق والمواصلات لتوسيع نطاق استخدام التقنيات الذكية، وتنفيذ مشاريع مبتكرة ترفع من كفاءة البنية التحتية وتحسّن جودة الحياة في الإمارة، وتتماشى مع رؤية دبي للتحول إلى مدينة ذكية بالكامل توفر خدمات عالية الجودة وتضع سلامة الإنسان في مقدمة أولوياتها.
ويُعد مشروع إشارات المشاة الذكية أحد المبادرات الاستراتيجية التي تنفذها الهيئة لدعم أهداف السلامة المرورية، حيث تُسهم هذه الإشارات في تقليل نسب الحوادث على ممرات المشاة، من خلال الحد من حالات قطع الطريق المفاجئة، وتحسين الاستجابة لحركة العبور في المناطق الحيوية والسكنية والتعليمية.
وفي ضوء هذه النتائج، تواصل الهيئة رصد أداء النظام وتحليل البيانات الناتجة عنه لتحديد مواقع جديدة محتملة للتوسع في تركيب الإشارات الذكية، وذلك ضمن خطة مرحلية تهدف إلى تغطية أوسع لمواقع العبور الكثيفة في مختلف مناطق دبي، بناءً على دراسات ميدانية دقيقة وتحليل لحركة المرور.
ويأتي المشروع أيضاً متماشياً مع التوجه العالمي نحو توظيف حلول المدن الذكية والأنظمة الذكية للنقل، التي تعتمد على تحليل البيانات والتفاعل اللحظي لتقديم حلول مرورية مرنة، تتكيف مع المتغيرات اليومية، وتُسهم في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تقليل فترات التوقف والانبعاثات الناتجة عن الانتظار الطويل.
ويُنظر إلى مشروع إشارات المشاة الذكية في دبي بوصفه واحداً من المشاريع الرائدة على مستوى المنطقة في هذا المجال، حيث تم تصميم النظام وتطويره وفق أعلى المعايير العالمية في السلامة المرورية والتكنولوجيا، ليواكب البنية التحتية الحديثة التي تمتاز بها الإمارة.
كما يعكس هذا المشروع التزام دبي بتحقيق التكامل بين وسائل النقل والبنية التحتية الذكية، بما يُحقق أهداف خطة دبي الحضرية 2040، ويُعزز من جودة الحياة ويوفر بيئة آمنة وسهلة للجميع، بمن فيهم الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يستفيدون بدرجة كبيرة من أتمتة العبور الآمن.
وتؤكد الهيئة أن مشروع إشارات المشاة الذكية هو جزء من منظومة متكاملة تشمل تطوير أنظمة الإشارات الضوئية والتحكم الذكي بالتقاطعات، وتحديث الأنظمة المركزية للرصد والتحليل، بالإضافة إلى الاستفادة من تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات فورية تسهم في تعزيز السلامة وتسهيل التنقل.
وتمتاز دبي ببنيتها التحتية المتطورة وأنظمتها الحديثة في إدارة الطرق والنقل، وهي تسعى بشكل مستمر إلى استثمار هذه البنية في تحسين خدماتها وتعزيز ثقة الجمهور، وذلك من خلال مشاريع نوعية مثل مشروع إشارات المشاة الذكية الذي يُجسد التكامل بين التخطيط الحضري والتقنيات الحديثة.
وتعكس هذه الخطوة التزام حكومة دبي بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في تصميم وتشغيل أنظمة الطرق، بما يدعم استدامة المدينة ويُحقق أهدافها الاستراتيجية في جعل دبي واحدة من أفضل مدن العالم للعيش والعمل والتنقل الآمن.
ويأتي هذا المشروع كجزء من مسيرة دبي المستمرة في الريادة التقنية، ويُعد مثالاً حياً على قدرة الإمارة على توظيف الحلول الذكية لخدمة المجتمع، وهو ما يُعزز من مكانتها الإقليمية والعالمية كمدينة سبّاقة في تبني الابتكار وتطوير الأنظمة الذكية.
- هكذا تحمي الدولة مواطنيها من الاحتيال .. النيابة العامة تكشف مهام نيابة الاحتيال المالي
- عيون لا تنام .. تقنية وطنية سعودية جديدة لحفظ الأمن على الحدود
- أجمل 7 حدائق بالمدينة المنورة 2023 1445
- أفضل 7 مطاعم في الأحساء مع العناوين يمكنك الذهاب إليها
- الجنيه المصري ينهار مجدداً امام الدولار اسعار الصرف اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2023