ارتفاع عيار 21.. سعر الذهب اليوم في السعودية يقفز لمستويات جديدة

كتب بواسطة: محمود العادل | نشر في

سجّلت أسواق الذهب في المملكة العربية السعودية اليوم تحركات سعرية لافتة، تزامنًا مع التقلبات العالمية في سوق المعادن النفيسة، حيث ارتفعت أسعار المعدن الأصفر بمختلف عياراته، مما لفت أنظار المتابعين والمستثمرين.

وجاء الارتفاع مدفوعًا بجملة من العوامل الاقتصادية والسياسية الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تقلبات سوق العملات وأسعار الفائدة، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا للاستثمار.

وبحسب منصة "سعودي جولد"، التي تُعد من أبرز المصادر التي تتابع حركة الذهب في السوق السعودي، فقد بلغ سعر الجرام من الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المشترين – نحو 360.06 ريال، أي ما يعادل حوالي 96.02 دولارًا أمريكيًا.

هذا الرقم يشير إلى موجة ارتفاع واضحة مقارنة بالأيام الماضية، ويعكس حجم التفاعل السريع بين الأسواق المحلية والتقلبات الخارجية، حيث لا تزال الأسواق في حالة ترقب لأي تطورات قد تؤثر على العرض والطلب.

أما الذهب من عيار 24، والذي يُعد الأعلى من حيث النقاوة، فقد سجّل اليوم سعرًا قدره 411.50 ريال للجرام، في مستوى يعتبر من بين الأعلى خلال العام الجاري، مع توقعات باستمرار التصاعد في حال استمرار العوامل المؤثرة نفسها.

فيما سجّل الذهب من عيار 22 مستوى 377.21 ريال، وهو ما يعكس توازنًا بين الجودة والسعر، ويشكّل خيارًا مفضّلًا لدى فئة واسعة من المستهلكين الذين يفضلون الاحتفاظ بالذهب كمدخرات طويلة الأمد.

أما الذهب عيار 18 – والذي يُعد الأنسب للاستخدامات الزخرفية والمجوهرات اليومية – فقد بلغ سعر الجرام منه 308.62 ريال، ما يشير إلى تأثر كافة العيارات بحركة السوق دون استثناء.

وفي المستوى الأدنى من حيث العيارات، بلغ سعر جرام الذهب من عيار 14 نحو 240.04 ريال، في وقت يُعد هذا النوع من العيارات أقل انتشارًا، لكنه لا يزال خيارًا لبعض الفئات الباحثة عن التوازن بين السعر والاقتناء.

هذه الأسعار لا تشمل الضرائب أو رسوم المصنعية، والتي تختلف من محل لآخر، وقد تشهد اختلافًا بسيطًا بين مناطق المملكة أو بحسب جودة الصياغة والمصدر المصنع للذهب.

ويأتي هذا الارتفاع في ظل حالة من التوتر الجيوسياسي وتذبذب الأسواق المالية، مما دفع الكثير من المستثمرين حول العالم نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي لا يزال يحافظ على جاذبيته كأصل تحوطي في فترات عدم اليقين.

محليًا، يعكس هذا الارتفاع مدى تفاعل السوق السعودي مع الديناميكيات العالمية، إذ بات الذهب في المملكة ليس فقط زينة للنساء أو عادة اجتماعية، بل أصبح خيارًا استثماريًا متزايد الشعبية، خاصة في أوقات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.

ومن المعروف أن أسعار الذهب تتأثر بمجموعة من العوامل، على رأسها تحركات الدولار الأمريكي، وتوجهات البنوك المركزية العالمية، إلى جانب الطلب الفعلي في الأسواق، سواء في صناعة المجوهرات أو في الاستثمار المباشر.

كما تسهم الأعياد والمواسم الدينية والاجتماعية، مثل موسم الزواج والعطلات، في زيادة الطلب محليًا، مما يؤدي بدوره إلى دعم الأسعار وخلق موجات من الشراء تكون غالبًا مؤقتة ولكن مؤثرة في السوق.

ويُتوقع، بحسب مراقبين، أن تظل أسعار الذهب متذبذبة في المدى القريب، وسط ترقب المستثمرين لتطورات السياسة النقدية الأمريكية، ومؤشرات التضخم العالمية، إضافة إلى أي صدمات اقتصادية أو سياسية قد ترفع شهية الأسواق للذهب.

في هذا السياق، ينصح خبراء الاقتصاد بعدم اتخاذ قرارات سريعة بالشراء أو البيع دون مراقبة الاتجاهات العامة، مؤكدين أن الذهب يظل استثمارًا طويل الأمد أكثر منه مضاربة يومية، خصوصًا مع ما يشهده السوق من تغيرات متسارعة.

اقرأ ايضاً