ابن نافل يقلب الموازين .. العقل المدبر لليفربول يوقع للهلال!

ابن نافل يقلب الموازين .. العقل المدبر لليفربول يوقع للهلال!
كتب بواسطة: صهيب بن جابر | نشر في 

في خطوة وُصفت بالمفاجئة، خطف نادي الهلال السعودي أحد أبرز العقول الكروية في أوروبا، في تحرك يؤكد أن الإدارة الزرقاء بقيادة فهد بن نافل لا تنوي الاكتفاء بما تحقق، بل تسير بخطى جريئة نحو مرحلة مختلفة تمامًا من الاحترافية.

فالاسم الذي وصل إلى الرياض ليس عاديًا، بل هو مايكل إدواردز، المدير الرياضي الذي شكّل هوية ليفربول خلال أعوام الذهب الأخيرة، وصانع الصفقات الذكية التي حولت الفريق الإنجليزي إلى أحد أكثر الأندية رعبًا في القارة العجوز.

ولكن إدواردز ليس فقط الرجل الذي جاء بمحمد صلاح وفابينيو وأليسون إلى الأنفيلد، بل هو من أعاد صياغة مشروع ليفربول برمّته، واليوم، يطير إلى الهلال ليبدأ تجربة جديدة في بيئة مختلفة، ولكن بطموحات لا تقل حماسة.

ولم يكن التحرك الهلالي صدفة، فإدارة فهد بن نافل، وبعد ضغط جماهيري واضح للمطالبة بمدير رياضي محترف، كانت تعمل بهدوء خلف الكواليس لإتمام صفقة من العيار الثقيل تعيد صياغة مستقبل النادي على كافة الأصعدة.

وكانت جماهير الهلال قد أبدت استياءها سابقًا من غياب شخصية رياضية خبيرة في ملفات التعاقدات وإدارة الفريق، ويبدو أن الإدارة التقطت الرسالة بسرعة، واختارت أن ترد بطريقة لا تُنسى، بالتعاقد مع أحد أهم العقول في أوروبا.

ولكن مايكل إدواردز، الذي كان قد غادر ليفربول في هدوء العام الماضي، يعود الآن إلى الأضواء من بوابة الرياض، حيث ينتظره جمهور لا يرضى بأقل من الذهب، ونادٍ يمتلك طموحات عابرة للقارات، ودوري يسابق الزمن في استقطاب الأفضل.

ومن المتوقع أن تشكّل هذه الصفقة بداية لمرحلة جديدة في الهلال، فوجود إدواردز يعني إدارة أكثر احترافية لملف اللاعبين، وتخطيطًا دقيقًا للمواسم القادمة، وربما استقطاب أسماء كبيرة بطريقة أكثر ذكاءً وأقل ضجيجًا.

وما يميز إدواردز هو براعته في التفاوض وتحويل الأرقام إلى أصول رياضية، ففي ليفربول، كان صانع الصفقات غير المتوقعة، وهو من أرسى قاعدة "اشترِ بثمن معقول، وبِع بأضعافه"، وهو الأسلوب الذي صنع الفارق للريدز في سوق الانتقالات.

والهلال لا يبحث فقط عن التتويج بالمزيد من البطولات، بل يسعى لبناء مؤسسة رياضية متكاملة، وقادرة على منافسة الأندية الكبرى إداريًا قبل أن تنافسها على المستطيل الأخضر، وإدواردز هو المفتاح الذي قد يفتح هذا الباب.

وتعني الصفقة أيضًا أن الهلال ربما يستعد لمرحلة من التغييرات الداخلية في هيكل الفريق الأول، سواء من ناحية التعاقدات أو حتى أسلوب العمل اليومي داخل الجهاز الفني والإداري، فالرجل معروف بدقته وصرامته في التنظيم.

ولا يُستبعد أن تتبع هذه الخطوة مجموعة من التعاقدات الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة، سواء مع لاعبين جدد أو حتى تغييرات في الهيكل الفني، إذ يُتوقع أن يبدأ إدواردز عمله فورًا برؤية واضحة وخطة بعيدة المدى.

وتظهر التحركات الهلالية الأخيرة، من ضم نجوم عالميين إلى التعاقد مع أبرز الخبراء، مشروعًا متكاملاً لا يهدف فقط للسيطرة على البطولات المحلية، بل لكتابة فصل جديد من الهيمنة على الساحة القارية والعالمية.

وإذا كانت صفقة نيمار قد لفتت الأنظار إلى الهلال فنيًا، فإن صفقة مايكل إدواردز تعني أن الهلال يريد أن يربح في الميدان وفي المكتب، بالتخطيط طويل الأجل والاستثمار في عقلية الفوز قبل مهارة اللعب.

وتشهد الساحة الرياضية في السعودية تشهد تغيرات دراماتيكية، والهلال اختار أن يكون في طليعة هذا التغيير، مستقطبًا أفضل العقول التي يمكنها تحويل الطموحات إلى واقع ملموس، وإعادة تعريف معنى "النادي الكبير" على الطريقة الحديثة.

وفي النهاية، بن نافل لم يتحدث كثيرًا، لكنه فعل الكثير، ومايكل إدواردز اليوم هو الدليل الأقوى على أن الهلال لا يُفاوض إلا الكبار، ولا يرضى بغير القمة، حتى لو كان الطريق إليها يمر عبر بوابة ليفربول.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية