ضياع الفتاك في اللحظات الأخيرة: الهلال يتلقى ضربة موجعة قبل كأس العالم للأندية

في تطور صادم لأنصار نادي الهلال السعودي، اصطدم الفريق العاصمي برفض مفاجئ من النجم السويدي فيكتور جيوكيريس، مهاجم نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي، للانضمام إلى صفوفه، رغم عرض مالي ضخم قُدم في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات الاستثنائية، الذي أُغلق رسميًا مساء الثلاثاء الموافق 10 يونيو.
وقد فشل الهلال الذي كان يمني النفس بتعزيز خطه الهجومي قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية، في إتمام الصفقة التي كانت ستصبح الأضخم في تاريخ النادي، بعدما قدم عرضًا مغريًا وصلت قيمته الإجمالية إلى نحو 100 مليون يورو، مقسمة بين 65 مليون يورو للنادي البرتغالي، وراتب سنوي فلكي قدره 35 مليون يورو للنجم السويدي.
إلا أن اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا، والذي يعتبر من أكثر المهاجمين تألقًا في أوروبا حاليًا، رفض العرض، مفضلًا البقاء في الدوري البرتغالي مع سبورتنغ لشبونة.
وجاءت خطوة الهلال نحو جيوكيريس بعد تعثر مفاوضات النادي مع النيجيري فيكتور أوسيمين، نجم نابولي الإيطالي، الذي كانت جماهير الزعيم تأمل أن يشكل مع النجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش ثنائيًا مرعبًا في البطولة المقبلة.
غير أن مطالب أوسيمين المالية والتعقيدات المرتبطة بناديه الإيطالي دفعت إدارة الهلال لتغيير وجهتها نحو جيوكيريس، الذي أثبت نفسه كمهاجم من طراز رفيع بعد موسم استثنائي في البرتغال.
وقد فتحت إدارة الهلال باب التفاوض مع اللاعب وناديه في وقت حرج، مع اقتراب إغلاق سوق الانتقالات الاستثنائية الذي افتُتح في 1 يونيو الجاري وانتهى مساء 10 يونيو، وذلك في محاولة أخيرة لتدعيم الفريق قبل التحدي العالمي الكبير، لكن ضيق الوقت، وتمسك اللاعب بخياراته الأوروبية، أسهما في فشل الصفقة.
والجدير بالذكر أن، فيكتور جيوكيريس ولد في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1998، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف نادي برومابويكارنا السويدي، قبل أن ينتقل إلى الدوري الإنجليزي ويلعب لعدد من الأندية مثل برايتون، سوانزي سيتي، وكوفنتري سيتي، وسانت باولي الألماني.
إلا أن انتقاله الأبرز جاء في صيف عام 2023 حين انضم إلى سبورتنغ لشبونة مقابل 20 مليون يورو، في صفقة أثارت الانتباه، لكنها سرعان ما أثبتت جدواها.
ومع سبورتنغ، قدم جيوكيريس أداءً مذهلاً، حيث خاض 102 مباراة سجل خلالها 97 هدفاً، ليصبح أحد أبرز هدافي أوروبا، ويدخل منافسة قوية على الحذاء الذهبي في الموسم المنصرم.
كما ساهم بشكل مباشر في تتويج الفريق بلقبي الدوري البرتغالي وكأس البرتغال، مما عزز مكانته كأحد الأسماء اللامعة في سوق الانتقالات الأوروبية.
وعلى الصعيد الدولي، يمتلك جيوكيريس سجلًا لافتًا مع منتخب بلاده السويد، إذ سجل 15 هدفًا في 26 مباراة دولية منذ أول ظهور له في 2019، وكان آخرها رباعية نظيفة في شباك منتخب أذربيجان.
ويمثل فشل صفقة جيوكيريس نكسة واضحة للهلال، خصوصًا في ظل استعداد الفريق للمشاركة في كأس العالم للأندية، والتي تنطلق في 14 يونيو الجاري، ويتواجد الهلال في المجموعة الثامنة إلى جانب أندية من العيار الثقيل، أبرزها ريال مدريد الإسباني، وباتشوكا المكسيكي، وسالزبورغ النمساوي، في مجموعة توصف بـ"المعقدة"، تتطلب توازناً دفاعياً وهجومياً من الطراز العالي.
ويعتمد الفريق السعودي بشكل كبير على قدرات الثنائي ميتروفيتش ومالكوم في الهجوم، إلى جانب البرازيلي نيمار الذي لم يتعافَ بشكل كامل بعد من إصابته، ما يجعل الحاجة لمهاجم ثالث من الطراز الرفيع ضرورة فنية ملحة، وكان ضم جيوكيريس ليمنح الهلال دفعة قوية في المنافسة، لولا تعثر الصفقة في اللحظات الأخيرة.
وبينما تبدو الخيارات محدودة بعد إغلاق باب الانتقالات، لا تزال إدارة الهلال تدرس البدائل المتاحة، بما فيها إمكانية تعزيز الصفوف من داخل الدوري السعودي، أو منح الثقة الكاملة للمجموعة الحالية حتى نهاية البطولة، وتشير مصادر مقربة من النادي إلى أن المدرب جورجي جيسوس سيعتمد على الحنكة التكتيكية واستثمار اللاعبين المتاحين بأفضل طريقة ممكنة.
وفي الوقت ذاته، يرى البعض أن فشل الصفقة لا يعود فقط لعوامل خارجية، بل ربما أيضًا لافتقار استراتيجية النادي للمرونة في التفاوض مع لاعبين أوروبيين من النخبة، الذين يفضلون البقاء في أجواء المنافسات الأوروبية الكبرى، على الانتقال إلى الشرق الأوسط رغم العروض المالية الكبيرة.
يُذكر أن الأندية السعودية باتت منذ موسم 2023–2024 قوة مؤثرة في سوق الانتقالات العالمية، من خلال تعاقداتها مع عدد من أبرز نجوم أوروبا وأمريكا الجنوبية، ضمن مشروع طموح لتعزيز قوة الدوري المحلي وتحقيق حضور بارز في البطولات القارية والعالمية.
ويشكل هذا الرفض تذكيرًا بأن إغراء المال لا يكفي دائمًا لجذب النجوم، وأن بعض اللاعبين، رغم الضغوط والعروض الكبيرة، يفضلون التحديات الرياضية على المكاسب المالية، وقد يكون لهذا الرفض تأثير على توجهات الأندية السعودية مستقبلاً، التي قد تبدأ بإعادة تقييم سياساتها التعاقدية.
وفي نهاية المطاف، يظل الهلال أمام تحدٍّ كبير، يتمثل في الدخول إلى كأس العالم للأندية دون تعزيز هجومي كان سيغير الكثير من ملامح الفريق، ومع ذلك، فإن الطموح لا يزال قائمًا، والرغبة في المنافسة لا تزال حاضرة، وربما، تكون هذه الصدمة دافعًا للفريق لتحقيق ما لم يتوقعه أحد، والذهاب بعيدًا في البطولة العالمية.
- مواعيد قطار الرياض تتغير فجأة .. مرحلة جديدة بمواعيد غير معتادة
- الجهني يقرأ خريطة الأمطار .. المفاجآت قادمة في صيف المملكة
- استجابة سريعة وخطة محكمة.. "وقاء" ترفع جاهزيتها لموسم الحج المقبل
- إحباط ترويج 1.6 كجم شبو.. وضبط مقيمين في قبضة مكافحة المخدرات
- "مكافحة المخدرات" تطيح بمروج إمفيتامين في الحدود الشمالية