حادث غامض يهز الإمارات .. ماذا حدث على طريق دبا الفجيرة؟

كتب بواسطة: صهيب بن جابر | نشر في

في مشهد طارئ وغير مألوف، تحوّل الطريق الرابط بين منطقة وعيب الحنّة ومدينة دبا الفجيرة مساء أمس إلى ساحة من الفوضى، بعد أن أدى حادث تصادم متتابع شمل عشرين مركبة إلى إغلاق تام للطريق وتعطيل حركة السير لساعات.

وقد بدأت تفاصيل الحادث بحريق اندلع بشكل مفاجئ في مركبة كانت متوقفة على جانب الطريق، ورغم أن المركبة كانت خارج المسار الفعلي لحركة المرور، إلا أن الدخان المتصاعد منها لفت أنظار السائقين، ما دفعهم إلى خفض السرعة والتوقف تدريجياً بحذر.

وهذا التوقف المفاجئ خلق وضعاً غير مستقر على الطريق، خاصة في منطقة جبلية ضيقة بطبيعتها، قبل أن تفقد إحدى الشاحنات القادمة من الخلف السيطرة عليها بسبب السرعة وعدم تقدير الموقف، لتصطدم بالمركبات المتوقفة مسببة سلسلة من التصادمات العنيفة.

وتعاقبت الصدمات على نحو سريع، فتراكمت المركبات واحدة تلو الأخرى، مما أدى إلى أضرار بالغة في بعضها، وانحراف أخرى إلى أطراف الطريق، وكان من بين المركبات المتضررة أربع شاحنات ثقيلة، ما زاد من تعقيد الموقف وأدى إلى انسداد كامل في مسار السير.

وبحسب ما أكدته القيادة العامة لشرطة الفجيرة، فإن عدد المركبات المتورطة في التصادم بلغ عشرين، بينها شاحنات ومركبات خاصة، فيما استمر توافد المركبات القادمة إلى الموقع دون أن تدرك وجود الحادث، ما هدد بزيادة الأضرار.

وفور تلقي البلاغ، تحركت دوريات شرطة دبا الفجيرة، مدعومة بقوى من إدارة المرور والدوريات، إلى موقع الحادث، كما شارك مركز شرطة مسافي الشامل في إدارة المشهد، بينما وصلت فرق الإسعاف الوطني إلى المكان لتقديم الرعاية الطبية.

وعملت الفرق الأمنية بسرعة وفعالية في تطويق المنطقة، وضبطت الحركة في الجوانب الآمنة من الطريق، بينما باشرت فرق الإسعاف عمليات نقل المصابين، وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين في الموقع ذاته.

وأعلنت الشرطة تسجيل تسع إصابات، من بينها إصابة واحدة متوسطة استدعت نقلاً عاجلاً إلى المستشفى، في حين تم تصنيف الإصابات الأخرى على أنها بسيطة، وتمت معالجتها في موقع الحادث أو لاحقاً في المستشفيات.

وقد تطلبت أعمال إزالة المركبات المتضررة جهودًا مكثفة، خاصة في ظل تداخل بعض المركبات مع بعضها البعض، واحتياج عدد من السيارات لاستخدام معدات الرفع والنقل الثقيلة لفصلها عن باقي المركبات المحطمة.

وإلى جانب الجهود الميدانية، أغلقت الشرطة الطريق بشكل كامل حفاظًا على سلامة الجميع، ولم يُعاد فتحه إلا بعد ساعات من انتهاء كل الأعمال الطارئة، بما في ذلك سحب المركبات وتنظيف آثار الحادث من الزيوت والمخلفات.

ونشرت شرطة الفجيرة عبر حساباتها الرسمية تحديثات فورية عن الحادث، طمأنت خلالها الجمهور، وأكدت على جاهزية الأجهزة الأمنية للتعامل مع مختلف السيناريوهات الطارئة، مشيدة بتعاون السائقين خلال عمليات تنظيم المرور.

وفي تصريح لاحق، دعت الشرطة جميع السائقين إلى الالتزام بالقيادة الآمنة، لا سيما في المناطق الجبلية التي تتطلب مهارات مضاعفة، والانتباه إلى تغيرات الطريق والظروف المفاجئة، وعدم التباطؤ المفاجئ إلا في حالات الطوارئ القصوى.

وأشارت إلى أهمية الحفاظ على مسافات الأمان، وعدم التوقف العشوائي أو التجمهر عند وقوع حادث أو عارض على الطريق، وهو ما قد يتسبب في كوارث متتالية، كما حصل في هذا الحادث.

وقد أعاد الحادث إلى الأذهان الحاجة الماسة إلى مراجعة إجراءات السلامة على الطرق الجبلية، خصوصًا تلك التي تشهد حركة مرورية عالية، كما أعاد فتح النقاش حول ضرورة تركيب أنظمة استشعار وتنبيه في المركبات الثقيلة.

وأشاد شهود عيان بسرعة تدخل الجهات المعنية، وأكدوا أن وجود دوريات منتظمة في تلك المنطقة ساعد على عدم تفاقم الوضع، مشيرين إلى أن الحريق كان بإمكانه أن يتسبب في كارثة أكبر لولا الاستجابة السريعة.

ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة التفاصيل الدقيقة حول سبب اندلاع الحريق في المركبة المتوقفة، وكذلك لفحص الشاحنة التي بدأت منها سلسلة التصادم، وسط حديث عن احتمال وجود خلل فني أو تأخير في الكبح.

وتستعد الجهات المختصة لرفع تقرير شامل عن الحادث خلال الأيام المقبلة، لتحديد المسؤوليات، واقتراح التوصيات التي تضمن عدم تكرار مثل هذا النوع من الحوادث في طرق الفجيرة الحيوية.

اقرأ ايضاً