وزير الصحة: الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولا تفشيات وبائية

الحج
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا | نشر في 

في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم الحج هذا العام، أكد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل أن الحالة الصحية العامة لضيوف الرحمن مطمئنة، ولا توجد مؤشرات على وجود أي تفشيات وبائية أو أمراض معدية قد تهدد صحة الحجاج أو تؤثر على سلامة التجمعات الكبرى في المشاعر المقدسة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الذي تناول أبرز التجهيزات الصحية والخطط الوقائية للموسم، حيث شدد الوزير على أن الوزارة تضع صحة الحجاج على رأس أولوياتها، وتطبق أعلى المعايير الدولية في الرصد والاستجابة والتدخل السريع.

وأوضح الجلاجل أن الوزارة وضعت اشتراطات صحية دقيقة لضمان بيئة آمنة للحجاج، وتم تنفيذها في كافة مراحل الرحلة، بداية من المنافذ الجوية والبرية والبحرية، مرورًا بوسائل النقل والسكن، وانتهاءً بالمشاعر المقدسة.

وأضاف أن منظومة الرعاية الصحية في الحج تعتمد على بنية تحتية متقدمة ومنظومة متكاملة من الخدمات الإسعافية والعلاجية والوقائية، تسير بتناغم بين الجهات الحكومية المختلفة.

وتحدث الوزير عن جانب الطوارئ والاستجابة السريعة، كاشفًا عن تجهيز 11 طائرة للإخلاء الجوي، مزودة بأحدث التجهيزات الطبية، ومهيأة للتعامل مع الحالات الحرجة والنقل السريع بين مناطق المشاعر أو إلى المدن الطبية في المملكة.

كما تم توفير 900 سيارة إسعاف موزعة استراتيجيًا، إضافة إلى 71 نقطة طبية تم إنشاؤها داخل المشاعر لتقديم الرعاية الفورية للحجاج.

وفي جانب القدرة الاستيعابية للمستشفيات، أشار الجلاجل إلى أن الوزارة، بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني، جهزت 3 مستشفيات ميدانية تضم أكثر من 1200 سرير، ما يتيح استجابة سريعة ومباشرة لأي تطورات صحية.

كما تم إنشاء مستشفى طوارئ جديد في مشعر منى، بسعة تفوق 200 سرير، وهو ما يمثل نقلة نوعية في البنية الصحية للمشاعر المقدسة.

وأكد الوزير أن الطاقة السريرية ارتفعت بنسبة 60% مقارنة بالموسم الماضي، في خطوة تهدف إلى تعزيز المرونة والاستجابة الفورية في الحالات الطارئة.

وفي لفتة تعكس التوجهات التقنية في الرعاية الصحية، كشف الجلاجل عن تزويد عدد من الحجاج من ذوي الحالات الصحية الحرجة بأجهزة استشعار ذكية، مرتبطة بمستشفى الصحة الافتراضي، الذي يُعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم.

هذه الأجهزة تتيح مراقبة دقيقة لحالة الحجاج الصحية على مدار الساعة، وترتبط بمنظومة طبية مركزية قادرة على التدخل عن بُعد عند الضرورة، مما يضمن الرعاية الوقائية قبل تفاقم الحالات.

وعن حجم الخدمات المقدمة منذ بدء توافد الحجاج، أوضح الوزير أنه تم تقديم أكثر من 50 ألف خدمة صحية عبر 14 منفذًا بريًا وجويًا وبحريًا، إضافة إلى إجراء 140 عملية جراحية دقيقة و65 قسطرة قلبية، وهو ما يعكس كفاءة الاستعدادات وكثافة الجهود الطبية الموزعة على نطاق واسع في المملكة.

وفي جانب تعزيز الراحة البيئية والوقاية من الإجهاد الحراري، أشار الجلاجل إلى أن الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة قامت بزراعة أكثر من 10 آلاف شجرة، ونصبت 400 برادة مياه موزعة في مناطق الحجاج، فضلًا عن تركيب مراوح رذاذ في مواقع التجمعات لتخفيف درجة الحرارة والوقاية من ضربات الشمس.

كل هذه الاستعدادات تأتي ضمن منظومة وطنية تعمل على مدار الساعة لتقديم حج آمن وصحي وميسر، ويجري تنفيذها بدقة ومتابعة لحظية لضمان عدم تعطل أي حلقة في سلسلة الخدمات المقدمة.

وتؤكد هذه الجهود التكاملية حرص المملكة على تقديم تجربة حج نموذجية ترقى لتطلعات ملايين المسلمين، في ظل تحديات لوجستية وصحية يتطلب التعامل معها مستوى عاليًا من الجاهزية والتنسيق.‬

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية