الوطني للأرصاد يحذّر: رياح مغبرة تضرب المملكة لخمسة أيام وتدنٍ في الرؤية وصعوبة في التنقل

الوطني للأرصاد يحذّر: رياح مغبرة تضرب المملكة لخمسة أيام.
كتب بواسطة: صهيب بن جابر | نشر في 

في تحذير جوي جديد، أطلق المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا هامًا لمواطني ومقيمي المملكة العربية السعودية، متوقعًا تعرض عدد من المناطق لحالة من الرياح السطحية النشطة المثيرة للأتربة والغبار، ابتداءً من يوم الأربعاء وحتى يوم الأحد المقبل، ما قد يترتب عليه انخفاض ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية، وتعطل في بعض أنماط التنقل، خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وقال المركز في بيانه الصادر اليوم الثلاثاء، إن هذه الحالة المناخية ستبدأ بالتأثير أولاً يوم الأربعاء وتستمر حتى الخميس، ثم تهدأ نسبيًا يوم الجمعة صباحًا، قبل أن تعود مجددًا في فترة ما بعد الظهيرة وتستمر حتى نهاية يوم الأحد، مشيرًا إلى أن الرياح ستبلغ ذروتها خلال ساعات النهار، حيث تكون الأجواء أكثر عرضة للغبار والأتربة المثارة، مع احتمالية أن تصل سرعة الرياح إلى معدلات تؤثر على السلامة المرورية وحركة الطيران.

وأوضح المركز أن الرياح المتوقعة تُعد من النوع الجاف والحار، قادمة من المناطق الداخلية والصحراوية، ما يسهم في زيادة كثافة الغبار المحمول في الجو، ويؤدي إلى تدنٍ في الرؤية الأفقية إلى ما دون 2 كيلومتر في بعض المناطق، خاصةً في شمال المملكة ووسطها، إضافة إلى أجزاء من المنطقة الشرقية والمرتفعات الجنوبية الغربية.

وفي هذا السياق، دعا "الوطني للأرصاد" جميع الجهات الحكومية والخاصة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتفعيل خطط الطوارئ لمواجهة أي تداعيات محتملة، كما نصح المواطنين بتقليل الحركة في الأوقات التي تشهد أعلى نشاط للرياح، وعدم التعرض المباشر للغبار، لا سيما كبار السن والمصابين بأمراض تنفسية مثل الربو والحساسية.

وتأتي هذه الحالة الجوية ضمن سلسلة من الظواهر المناخية الانتقالية التي تُميز فصل الربيع في المملكة، حيث تتزايد فرص اضطراب الطقس بفعل تلاقي كتل هوائية دافئة بأخرى باردة، ما ينتج عنه نشاط في الرياح السطحية، وارتفاع في درجات الحرارة، وتكرار لحالات الغبار الموسمية.

وتُعد الرياح المثيرة للغبار من أبرز الظواهر التي تؤثر على منطقة شبه الجزيرة العربية خلال هذا الفصل، حيث تتكرر بمعدل مرتفع مقارنة ببقية الفصول، وتُشير الإحصائيات المناخية إلى أن شهري أبريل ومايو يشهدان أعلى معدلات للعواصف الغبارية في عدد من مناطق المملكة، خاصة المناطق الواقعة على أطراف الربع الخالي، وشمال شرق البلاد.

ويعزو خبراء الطقس هذه الظواهر إلى عدة عوامل، أبرزها طبيعة التربة الجافة، وانخفاض نسبة الغطاء النباتي، فضلاً عن الأنشطة البشرية التي تزيد من تفكك التربة، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الأجواء المغبرة على عدة قطاعات حيوية، أبرزها قطاع النقل.

حيث يُحتمل أن تؤدي الرياح النشطة إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، مما ينعكس سلبًا على حركة المرور داخل المدن، والتنقل بين المناطق، كما قد تتسبب في تأخير بعض الرحلات الجوية أو تعديل مساراتها، خاصة في المطارات الواقعة في مناطق مفتوحة أو صحراوية.

وفي قطاع الصحة، نبهت وزارة الصحة في بيانات سابقة إلى أهمية التزام الأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، باستخدام الكمامات الطبية، والبقاء في أماكن مغلقة قدر الإمكان، لتفادي مضاعفات صحية محتملة، وأكدت الوزارة أهمية تناول الأدوية الوقائية في مواعيدها، والتوجه إلى أقرب مركز صحي في حال ظهور أي أعراض حادة نتيجة التعرض للغبار.

أما في قطاع التعليم، فقد تُصدر بعض إدارات التعليم بالمناطق المتأثرة قرارات بتعليق الدراسة الحضورية، وتحويلها إلى التعليم عن بُعد، خاصة إذا ما تزامنت ذروة العاصفة مع توقيت الدوام الصباحي، حفاظًا على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية.

وفي إطار التوجيهات التوعوية، أوصى المركز الوطني للأرصاد بعدد من الإرشادات الوقائية التي ينبغي اتباعها خلال الأيام المقبلة، أبرزها: متابعة تحديثات الطقس عبر القنوات الرسمية، وتجنب السفر على الطرق السريعة أثناء ذروة الرياح، وإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام داخل المنازل، وعدم ترك الأغراض القابلة للتطاير في الأماكن المكشوفة، واستخدام الكمامات الطبية عند الخروج، وخصوصًا لمرضى الربو والحساسية.

وبحسب المؤشرات الأولية، يُرجّح أن تبدأ حدة الرياح في الانخفاض التدريجي اعتبارًا من مساء الأحد، مع استقرار نسبي في درجات الحرارة، وتراجع في نشاط الغبار، ما يعني تحسّنًا تدريجيًا في حالة الطقس خلال الأسبوع المقبل، إلا أن المركز الوطني للأرصاد شدد على ضرورة متابعة التقارير اليومية، نظرًا لأن التغيرات الجوية قد تطرأ بشكل مفاجئ.

وفي ختام بيانه، أكد المركز الوطني للأرصاد أن هذه التحذيرات تأتي في إطار مسؤولياته الوطنية تجاه المجتمع، وحرصه على رفع الوعي بظروف الطقس المتغيرة، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإرشادات والتوجيهات الرسمية، لتجاوز هذه الحالة الجوية بأمان.

وتبقى المملكة دائمًا في حالة استعداد للتعامل مع تقلبات الطقس، بفضل منظومة أرصادية متكاملة تعتمد على أحدث التقنيات، وتنسيق فعال بين الجهات المعنية، لضمان أعلى درجات الأمان والسلامة لجميع المواطنين والمقيمين.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية