عاجل| "البلدية" تصدر اشتراطات جديدة صارمة لخدمة التوصيل المنزلي في السعودية

كتب بواسطة: سماء سالم | نشر في

في خطوة تهدف إلى رفع معايير السلامة الغذائية وتحسين جودة خدمات التوصيل المنزلي في المملكة، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان عن اعتماد مجموعة من الاشتراطات الجديدة الخاصة بنقل وتوصيل الأغذية والمشروبات، وتأتي هذه الإجراءات التنظيمية في إطار سعي الوزارة إلى تعزيز صحة وسلامة المستهلك، وضمان التزام المنشآت والعاملين بأفضل الممارسات المهنية.

ووفقًا لما جاء في بيان رسمي للوزارة، فإن الاشتراطات الجديدة تُعد جزءًا من منظومة تطويرية أشمل تستهدف ضبط وتنظيم قطاع التوصيل، الذي شهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع زيادة الاعتماد على تطبيقات الطلبات الإلكترونية، وتوسع نشاط التوصيل في مختلف المدن والمناطق.

وتضمنت الاشتراطات عددًا من النقاط الصارمة التي يتوجب على العاملين والمنشآت الالتزام بها، وعلى رأسها حظر وضع صناديق الأغذية أو المشروبات على المقعد المجاور للسائق، وذلك للحد من تعرض الطلبات للتلوث أو التلف خلال التنقل، ولضمان بقائها في بيئة آمنة ومستقرة.

كما شددت الوزارة على منع عامل التوصيل من التدخين أو الأكل أو الشرب أثناء أداء المهمة، وذلك لتفادي أي تلوث مباشر أو غير مباشر للأطعمة المنقولة، إضافة إلى منع فتح أو إزالة الختم اللاصق على العبوات، في خطوة تؤكد حرص الوزارة على ضمان وصول الطلب إلى المستهلك كما أُعدّ في المنشأة دون تدخل خارجي.

وفي جانب آخر من التنظيم، تم التأكيد على أهمية ارتداء عامل التوصيل لزي موحد ونظيف، يعكس مظهرًا مهنيًا لائقًا، بما يعزز من ثقة المستهلكين في الخدمة المقدمة، ويمنح صورة احترافية تليق بالمستوى الذي تطمح إليه الوزارة، ويُعد هذا المعيار من أبرز عناصر تحسين تجربة العملاء والارتقاء بالخدمة إلى مصاف المعايير العالمية.

كما أوضحت الاشتراطات ضرورة استخدام عبوات محكمة الغلق لتعبئة المشروبات والسوائل، مع التوصية باستخدام العلب المعدنية نظرًا لمتانتها وسهولة حفظها للسوائل دون تسرب، بالإضافة إلى أهمية فصل الأغذية الباردة عن الساخنة عند نقلها، وهو ما يُعد من أبرز المبادئ الصحية المعروفة عالميًا في حفظ الطعام خلال التنقل.

وفيما يخص وسائل النقل المستخدمة، ألزمت الوزارة المنشآت بتخصيص مركبات أو دراجات مجهزة ومهيأة لتقديم خدمة التوصيل، على أن يتم تزويد الدراجات بصناديق مصنوعة من مواد غير قابلة للصدأ، وتكون سهلة التنظيف والتطهير، بهدف تقليل فرص انتقال الملوثات وضمان الحفاظ على جودة الطلبات حتى وصولها للمستهلك.

كما نصت الاشتراطات على منع ركن مركبات التوصيل في المواقف المخصصة للمستفيدين، باستثناء أوقات استلام الطلبات، وذلك لتفادي التسبب في ازدحامات أو تعطيل مصالح رواد المنشآت التجارية.

وتُعَد هذه الخطوة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان استجابةً عملية للتحولات المتسارعة في نمط الحياة، والاعتماد المتزايد على خدمات التوصيل، إذ تشير الإحصائيات إلى نمو لافت في عدد الطلبات اليومية عبر التطبيقات والمنصات الرقمية، ما يجعل من الضروري إيجاد منظومة تنظيمية فعالة تحكم هذا القطاع الحيوي.

ومن شأن هذه الاشتراطات أن تُحدث أثرًا إيجابيًا على عدة مستويات، أبرزها الحفاظ على الصحة العامة، وتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء، بالإضافة إلى حماية المستهلك من أي ممارسات عشوائية قد تضر بجودة الخدمة أو محتوى الطلب.

كما تسهم هذه الإجراءات في تحسين بيئة العمل بالنسبة للعاملين في قطاع التوصيل، ورفع الوعي المهني لديهم، بما يعود بالنفع على المنشآت نفسها من خلال تحسين سمعتها وتعزيز ولاء العملاء.

وفي ختام بيانها، دعت الوزارة جميع المنشآت والعاملين في قطاع التوصيل المنزلي، سواء كانوا من الشركات الكبرى أو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى ضرورة الالتزام الكامل بكافة الاشتراطات المعلنة، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الدولة على سلامة المواطنين والمقيمين، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة ضمن رؤية المملكة 2030.

كما نوهت الوزارة إلى أن الجهات الرقابية ستكثف من جولاتها التفتيشية خلال الفترة المقبلة لرصد أي مخالفات وتطبيق الإجراءات النظامية بحق غير الملتزمين، مع توفير قنوات مخصصة لاستقبال الشكاوى والملاحظات من المستهلكين بشأن أي تجاوزات تُرصد أثناء تقديم خدمات التوصيل.

ويُعد إصدار هذه الاشتراطات الجديدة من وزارة الشؤون البلدية والإسكان بمثابة خطوة محورية في تطوير قطاع التوصيل المنزلي في المملكة، ليس فقط من حيث تحسين جودة الخدمة، بل أيضًا من ناحية ضمان صحة وسلامة المستهلكين، وتعزيز الثقة العامة في المنظومة الغذائية المحلية، ومع تزايد الاعتماد على التوصيل كخدمة يومية أساسية، تبرز أهمية هذه الاشتراطات كمكون رئيسي في بناء مستقبل آمن وصحي ومستدام.

اقرأ ايضاً