تمهيدًا لتحديد موعد أعظم شعائر الإسلام: المحكمة العليا تدعو المسلمين لتحري هلال ذي الحجة

المحكمة العليا تدعو المسلمين لتحري هلال ذي الحجة مساء الثلاثاء.

كتب بواسطة: سلوى سعيد | نشر في

دعت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية عموم المسلمين في جميع أنحاء البلاد إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء يوم الثلاثاء المقبل، الموافق التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة 1446هـ، والذي يصادف السابع والعشرين من مايو 2025م، وفقًا لتقويم أم القرى، وتأتي هذه الدعوة تمهيدًا لتحديد بداية شهر ذي الحجة، والذي تتعلق به واحدة من أعظم شعائر الإسلام، وهي شعيرة الحج، بالإضافة إلى يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك.

وجاء في بيان المحكمة العليا، الذي صدر يوم الأحد، أن يوم الثلاثاء هو التاسع والعشرون من شهر ذي القعدة وفقًا للتقويم الرسمي، وبناءً عليه فإن المحكمة تدعو إلى رصد هلال شهر ذي الحجة مساء ذلك اليوم، سواء بالعين المجردة أو باستخدام الوسائل الفلكية كالتلسكوبات والمناظير.

وأكدت المحكمة العليا في بيانها أنها ترجو ممن يرى الهلال -سواء بالعين أو بالوسائل البصرية- أن يتجه إلى أقرب محكمة لتسجيل شهادته، أو أن يتواصل مع أقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى المحكمة، وشدد البيان على أهمية هذا الرصد في ضبط دخول الشهر القمري الجديد الذي يرتبط به توقيت عدد من العبادات والأعمال والمناسبات الإسلامية المهمة.

وأعربت المحكمة العليا عن أملها في أن يشارك الأفراد القادرون على الرؤية في أعمال الترائي، والانضمام إلى اللجان الرسمية المشكلة في مختلف المناطق لهذا الغرض، موضحةً أن هذه المشاركة تمثل نوعًا من التعاون على البر والتقوى، وخدمة لعموم المسلمين، خصوصًا مع اقتراب موسم الحج، حيث يعتمد تحديد مواعيد المناسك على رؤية الهلال بشكل دقيق وموثوق.

وجاء في ختام البيان: "نسأل الله التوفيق، وأن يصلي ويسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين"، ويعتمد التقويم الهجري في المملكة العربية السعودية على الرؤية الشرعية للأهلة، والتي تتم غالبًا بواسطة لجان ترائي تضم عددًا من المتخصصين في الفلك، إضافة إلى مواطنين ذوي خبرة في رصد الأهلة.

ويُعَدّ تحديد أول أيام شهر ذي الحجة ذا أهمية بالغة؛ إذ يترتب عليه تحديد يوم الوقوف بعرفة -الذي هو ركن الحج الأعظم- وكذلك يوم عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به المسلمون حول العالم.

وفي حال ثبوت رؤية الهلال مساء الثلاثاء، سيكون يوم الأربعاء 28 مايو 2025 هو غرة شهر ذي الحجة، وبالتالي فإن يوم عرفة سيصادف الخميس 6 يونيو 2025، على أن يكون عيد الأضحى يوم الجمعة 7 يونيو 2025، أما إذا تعذر رؤية الهلال، فسيُتم شهر ذي القعدة ثلاثين يومًا، وتبدأ أيام ذي الحجة من يوم الخميس 29 مايو.

وتُعَدّ المملكة العربية السعودية من الدول القليلة التي ما زالت تعتمد بشكل رسمي على الرؤية الشرعية في تحديد بدايات الشهور الهجرية، خاصة في ما يتعلق بالشهور التي ترتبط بها مناسبات دينية كرمضان، وشوال، وذو الحجة.

وتتم عمليات الترائي وفق ترتيبات دقيقة، حيث تُنَشّط لجان الترائي في مناطق مختلفة من المملكة، تشمل مناطق صحراوية وجبلية تُعرف بصفاء الأفق وقلة التلوث الضوئي، ما يساعد على دقة الرؤية.

وتشمل هذه اللجان ممثلين عن المحكمة العليا، وهيئة كبار العلماء، ومراصد فلكية، بالإضافة إلى متطوعين من المواطنين الذين يمتلكون خبرة في مراقبة الهلال، وتُعد شهادة الشهود الموثوقين جزءًا أساسيًا من إجراءات إثبات دخول الشهر الجديد.

وفي كل مناسبة دينية مماثلة، تُجدد المحكمة العليا دعوتها إلى المواطنين والمقيمين في المملكة للمساهمة في هذا العمل الشرعي، الذي يعد من فروض الكفاية، حيث أكدت في بيانها أهمية احتساب الأجر في المشاركة في لجان الترائي، مشيرة إلى أن هذه المهمة تدخل في نطاق التعاون على البر والتقوى الذي دعا إليه الدين الإسلامي.

ومن المتوقع أن تُعلن المحكمة العليا مساء الثلاثاء، أو في وقت لاحق من ليل ذلك اليوم، نتائج التحري، وذلك بعد دراسة الشهادات المقدمة من لجان الترائي والمواطنين، والتأكد من ثبوت الرؤية أو عدمها.

ويُنتظر هذا الإعلان على نطاق واسع من قبل الجهات الرسمية، ووسائل الإعلام، والحجاج، وأسرهم، والجاليات الإسلامية، نظرًا لتأثيره المباشر على مواعيد مناسك الحج والإجازات الرسمية، وكذلك الترتيبات الخاصة بعيد الأضحى المبارك.

ويأتي بيان المحكمة العليا في سياق الالتزام بالسنة النبوية في تحديد بدايات الأشهر القمرية عبر الرؤية الشرعية، في وقت تزداد فيه أهمية دقة التوقيت مع اقتراب موسم الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة.

ومع استعداد ملايين المسلمين في الداخل والخارج لهذا الموسم العظيم، تتوجه الأنظار مساء الثلاثاء نحو الأفق، بانتظار لحظة إعلان دخول شهر ذي الحجة، وبداية أيام مباركة ينتظرها المسلمون بشغف كل عام.

اقرأ ايضاً