أسعار النفط تهبط بفعل انتعاش الدولار بعد قرار أمريكي مفاجئ

في تحوّلٍ لافت في أسواق الطاقة العالمية، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة، متأثرة بصعود الدولار أمام سلة من العملات العالمية، بعد أن صادق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون مثير للجدل يتضمن خفضًا في الضرائب والإنفاق الحكومي.
ويأتي هذا التراجع رغم توقعات سابقة باستقرار نسبي في أسعار الخام مع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد عادة زيادة في الطلب على الوقود.
وشهدت العقود الآجلة لخام برنت، المرجع العالمي، انخفاضًا بواقع 37 سنتًا، لتستقر عند مستوى 64.07 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 39 سنتًا إلى 60.81 دولارًا للبرميل، ما يعكس توجّه السوق نحو الحذر في ظل تقلبات السياسات الاقتصادية في أكبر اقتصاد في العالم.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد وافق، مساء الخميس، على مشروع قانون يخفض الضرائب بمليارات الدولارات، ويقلّص الإنفاق العام في قطاعات عدة، في خطوة أثارت ارتياح الأسواق المالية، ودعمت صعود الدولار الذي عادة ما يؤثر سلبًا على أسعار السلع المقومة بالعملة الأمريكية، وعلى رأسها النفط. ومع ارتفاع الدولار، تصبح أسعار الخام أعلى بالنسبة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، ما يقلل من جاذبيته ويضغط على أسعاره.
ويرى محللون أن التحركات الأخيرة تعكس تفاعل الأسواق مع السياسات الاقتصادية الأمريكية أكثر من تأثرها المباشر بالعوامل الجيوسياسية أو الأساسية المرتبطة بالعرض والطلب على النفط.
ويقول جيمس مكارثي، المحلل الاقتصادي في شركة “إيجل إنرجي” للاستشارات المالية: "الرسالة التي وصلت للأسواق أن واشنطن تتحرك نحو تقليص عجز الميزانية، وهذا يمنح الدولار قوة إضافية، لكن في المقابل، قد يؤدي إلى تباطؤ في الإنفاق العام، وهو ما يمكن أن يقلل من الطلب المستقبلي على الطاقة".
من ناحية أخرى، لم تُبدِ منظمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك" أي تحركات عاجلة للرد على الانخفاض الحالي في الأسعار، مكتفية بمراقبة السوق عن كثب وسط توازن دقيق بين مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي وجهودها المستمرة للحد من الإنتاج.
وكانت أوبك قد نجحت خلال الأشهر الماضية في الحفاظ على استقرار نسبي في الأسعار عبر اتفاقيات خفض الإنتاج، بالتعاون مع عدد من المنتجين من خارج المنظمة، أبرزهم روسيا.
ويشير خبراء إلى أن الأسعار لا تزال تتحرك ضمن نطاق مقبول نسبيًا رغم الانخفاض الطفيف، وأن السوق لم تدخل بعد في مرحلة تصحيح حاد، خاصة مع اقتراب موسم السفر في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يرتفع الطلب على وقود النقل.
كما أن التوترات الجيوسياسية في بعض مناطق الإنتاج الرئيسية ما تزال تشكل عاملًا محتملًا لرفع الأسعار في حال تصاعدت.
في المقابل، يواصل قطاع النفط الصخري الأمريكي توسيع إنتاجه بوتيرة متسارعة، ما يشكل تحديًا إضافيًا في موازنة الأسواق، إذ يؤدي ارتفاع الإنتاج الأمريكي إلى وفرة في الإمدادات، ويقوّض في بعض الأحيان جهود أوبك لضبط السوق.
وتنتظر الأسواق مزيدًا من الإشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، حيث يمكن لأي رفع متوقع للفائدة أن يعزز الدولار مجددًا، ويدفع بأسعار الخام إلى مزيد من التراجع.
ومع استمرار الغموض بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، وتباين المؤشرات القادمة من كبرى الاقتصادات، يبقى الترقب سيد الموقف في أسواق النفط، التي ما زالت توازن بين ضغوط مالية ناتجة عن قوة الدولار، وعوامل أساسية تتعلق بالعرض والطلب الموسمي.
- المسند يحذّر من تطبيع التجاوزات المرورية ويقترح حلولًا تربوية
- "الأرصاد" تحذر: رياح نشطة وأتربة تغطي أجواء عدة مناطق اليوم
- بين الربح والخسارة... حيرة المستثمرين في حالة أسهم ومؤشرات الشركات في البورصة السعودية
- بعد انخفاض المستوى في الأيام الماضية.. عودة أسعار الذهب في السوق السعودي إلى المسار الصحيح
- تأثير درجات الحرارة على المناطق السعودية... حالة الطقس والمناخ وتحذيرات لسكان بعض المناطق