حتى هذا الموعد: إغلاق جزئي لطرق حائل يغيّر خريطة الحركة المرورية في المنطقة

أعلنت الإدارة العامة للمرور بمنطقة حائل، بالتعاون مع أمانة المنطقة، بدء تنفيذ خطة إغلاق جزئي لعدد من الطرق الحيوية داخل المدينة، وذلك حتى 19 يوليو 2025م، بهدف تنفيذ مشاريع تطويرية موسعة تشمل أعمال صيانة وتحسين للبنية التحتية المرورية.
وأفادت الجهات المعنية أن هذا الإغلاق يأتي في إطار خطة شاملة لتطوير شبكة الطرق في حائل، ورفع كفاءتها بما يتماشى مع أهداف التحول الحضري الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030، حيث تتضمن المشاريع المرتقبة تحسين جودة الأسفلت، تعزيز وسائل السلامة المرورية، وتحديث الأرصفة والتقاطعات الحيوية.
وقد أصدرت إدارة المرور بيانًا رسميًا عبر منصتها على موقع "إكس" أكدت فيه أن الطرق المشمولة بالإغلاق ستشهد أعمال تطوير تشمل إعادة سفلتة وتوسعة وتطوير أنظمة الإشارات والتحكم المروري، ودعت الإدارة قائدي المركبات إلى استخدام الطرق البديلة التي جرى تجهيزها مسبقًا لضمان انسيابية الحركة، وتقليل التأثير على التنقل اليومي للمواطنين والمقيمين.
وشددت الجهات المنظمة على أهمية الالتزام بالتعليمات المرورية خلال فترة الإغلاق، وتفهم الحاجة إلى مثل هذه الإجراءات التي تهدف إلى تقديم بيئة حضرية متقدمة وآمنة على المدى الطويل، وتشمل خطة الإغلاق طرقًا رئيسية ومحورية داخل المدينة، من بينها طريق الملك عبد العزيز الممتد من دوار الساعة حتى تقاطع شارع الأمير مقرن، إضافة إلى أجزاء من طريق بيروت، والطريق الرابط بين حي صديان وحي النقرة.
وتعد هذه المحاور من أكثر الطرق ازدحامًا في حائل، نظرًا لكونها تربط أحياءً سكنية حيوية بمنطقة الأسواق المركزية والدوائر الحكومية والمراكز الصحية، ومن المتوقع أن يشكل الإغلاق تحديًا مؤقتًا لمرتادي هذه الطرق، خاصة في أوقات الذروة، إلا أن الجهات المختصة أكدت أن فرق العمل تعمل بوتيرة متسارعة لإنهاء الأعمال خلال الجدول الزمني المحدد دون تأخير.
ومن جانبهم، أعرب عدد من سكان مدينة حائل عن تفهمهم للإغلاق الجزئي رغم ما سيسببه من ازدحامات مؤقتة، مؤكدين أن تحسين الطرق وتطوير البنية التحتية أمر ضروري لتلبية النمو السكاني والتوسع العمراني الذي تشهده المدينة.
وأشار آخرون إلى ضرورة توفير مزيد من اللوحات الإرشادية والخرائط التوضيحية عند التقاطعات ومداخل الأحياء المتأثرة، لتسهيل التنقل وتجنب وقوع ارتباك مروري، فيما طالب البعض بإيجاد حلول مستدامة لمشكلة الازدحام في حائل، لا سيما في المناطق القريبة من المؤسسات التعليمية والمجمعات التجارية التي تشهد حركة كثيفة على مدار اليوم.
وفي إطار جهود الحد من آثار الإغلاق، أطلقت أمانة حائل خطة دعم لوجستية تتضمن نشر فرق مراقبة مرورية ميدانية على مدار الساعة، وتكثيف الجهود الإعلامية لتوعية السكان بالطرق البديلة والمسارات الجديدة المؤقتة.
كما تم التنسيق مع شركات النقل العام لتعديل بعض خطوط الحافلات داخل المدينة، لتواكب التحولات المؤقتة في الحركة المرورية، وأوضحت الأمانة أن الأعمال الجاري تنفيذها تأتي ضمن مشاريع البنية التحتية المعتمدة للعام الحالي، وأنها تهدف لتحسين جودة الحياة وتعزيز سلامة المستخدمين ورفع كفاءة الطرق الداخلية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الحضرية المستدامة.
وفي المجمل، يعكس الإغلاق الجزئي للطرق في مدينة حائل توجّه الجهات المسؤولة نحو تطوير شامل ومستدام للبنية التحتية الحضرية، وهو ما يتطلب من المجتمع تعاونًا فعالًا وتفهمًا للتحديات المؤقتة.
وفي حين ستستمر بعض الإغلاقات لمدة شهرين، فإن النتائج المرجوة ستكون طويلة الأمد وتشمل تحسينات ملموسة في جودة الطرق وتقليل معدلات الحوادث المرورية، إضافة إلى تحسين المشهد الحضري العام، ويبقى التنسيق بين المرور والأمانة عنصرًا محوريًا في نجاح هذه الخطط، بما يضمن إنجاز الأعمال في الوقت المحدد وتقليل الآثار الجانبية على المواطنين والمقيمين في مدينة حائل.