تذبذب أسعار الذهب بعد رسائل ترمب التجارية الجديدة

شهدت أسعار الذهب العالمية استقرارًا نسبيًا اليوم الثلاثاء بعد حالة من الترقب في الأسواق المالية نتيجة التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية التي تعتزم بلاده فرضها على شركاء تجاريين رئيسيين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السوق ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية الأمر الذي حدّ من أي مكاسب محتملة للذهب الذي يُعد من أبرز الملاذات الآمنة في أوقات التوترات الاقتصادية والسياسية.
وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 3331.85 دولار أمريكي للأوقية ما يعكس توازنًا هشًا في حركة السوق بين ضغوط العوائد وقوة الدولار من جهة وتوترات السياسة التجارية من جهة أخرى.
في المقابل استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند مستوى 3341.80 دولار للأوقية دون تغيّر يُذكر مقارنة بجلسة الأمس في إشارة إلى غياب المحفزات الكبرى التي قد تدفع الأسعار نحو اتجاه واضح.
وتُعد تصريحات ترمب الجديدة بشأن إمكانية فرض رسوم إضافية على دول حليفة اقتصاديًا من أبرز العوامل التي أدت إلى إعادة تقييم المستثمرين لوضع الأصول الآمنة وخاصة الذهب وسط ضبابية المشهد التجاري العالمي.
أما بالنسبة لباقي المعادن النفيسة فقد شهدت أداءً متباينًا حيث استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند مستوى 36.75 دولار للأوقية دون تسجيل أي تغير عن الإغلاق السابق في ظل حركة تداول محدودة.
وفي الوقت ذاته تراجع معدن البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 1368.93 دولار للأوقية بعد أن واجه ضغوطًا ناتجة عن ضعف الطلب الصناعي وتوجه المستثمرين نحو أدوات استثمارية أكثر أمانًا.
وعلى النقيض ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2% ليصل إلى 1112.88 دولار للأوقية محققًا مكاسب طفيفة وسط توقعات بزيادة الطلب عليه من قبل شركات صناعة السيارات التي تعتمد عليه في أنظمة التحكم في الانبعاثات.
ويواصل المستثمرون مراقبة تطورات السياسة النقدية الأمريكية وسقف الفائدة خلال الفترة المقبلة إلى جانب نتائج بيانات سوق العمل والتضخم التي قد تؤثر على توقعات أسعار المعادن النفيسة في المدى القصير.
ويرى مراقبون أن استمرار ارتفاع عوائد السندات يشكل عائقًا أمام صعود الذهب إذ يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا ما يقلص من جاذبيته لدى المستثمرين.
في المقابل لا تزال المخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية والنزاعات التجارية العالمية تشكل داعمًا جزئيًا للذهب وتمنحه بعض التماسك رغم الضغوط المستمرة من أداء الدولار والأسواق الأمريكية.
ويُتوقع أن تستمر أسعار الذهب في نطاق ضيق خلال الأيام المقبلة ما لم تظهر بيانات اقتصادية حاسمة أو تصريحات جديدة تغيّر من مسار التوقعات بشأن السياسات المالية والتجارية العالمية.
ويشير محللون إلى أن تحرك الذهب فوق مستويات 3350 دولارًا قد يُعد إشارة فنية على تحوّل الاتجاه نحو الصعود مجددًا فيما يشكّل أي هبوط دون 3300 دولار علامة على ضعف ثقة المستثمرين في الأمد القصير.
ورغم التذبذب الحالي في الأسعار إلا أن الذهب لا يزال يُنظر إليه كأداة تحوّط رئيسية في أوقات عدم الاستقرار خاصة مع تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة من الركود التضخمي.
ويتابع المستثمرون عن كثب التحديثات القادمة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة والتي ستكون لها الكلمة الفصل في تحديد مستقبل أسعار الذهب والمعادن النفيسة عمومًا خلال الفترة المقبلة.