تحذير عاجل من أخصائي نفسي: الاكتئاب الصامت يهدد الحياة الزوجية

الاكتئاب الصامت
كتب بواسطة: احمد عادل | نشر في 

حذّر الأخصائي النفسي أسامة الجامع من تداعيات ما أسماه بـ"الاكتئاب الصامت" على استقرار الحياة الزوجية، مؤكدًا أن هذا النوع من الاضطرابات النفسية يُعد أحد أكثر العوامل تهديدًا للعلاقات الزوجية المعاصرة دون أن يلحظه الطرف الآخر بسهولة.

وأوضح الجامع خلال لقاء تلفزيوني بثته قناة العربية أن العلاقات الزوجية السليمة لا تقوم على الصراع والتنازع، بل تنشأ من توازن الأدوار بين الرجل والمرأة، حيث يسهم هذا التوازن في بناء بيئة آمنة ومليئة بالمودة والطمأنينة لكلا الطرفين.

وأشار إلى أن التهديد الأكبر للعلاقة لا يكمن في المواجهات الظاهرة أو الخلافات التقليدية، بل في ذلك الاضطراب الكامن الذي ينمو بصمت نتيجة الضغوط النفسية اليومية المتراكمة دون تفريغ أو مواجهة مباشرة.

وبيّن أن الكثير من الأزواج قد يعانون من أعراض الاكتئاب دون وعي أو إدراك، إذ يتجلى في صمت مطبق، وفتور في التفاعل، وتراجع ملحوظ في التواصل، ما يخلق فجوة عاطفية خطيرة يصعب ردمها مع مرور الوقت.

وأضاف الجامع أن الرجل السوي يمثل مصدر أمان واستقرار نفسي للمرأة، كما تمثل الزوجة الصالحة سكنًا وسكينة للرجل، وبالتالي فإن اختلال هذا التوازن بفعل اضطراب نفسي غير معالج ينعكس مباشرة على جودة العلاقة.

ولفت إلى أن استمرار أي اضطراب نفسي دون تدخل علاجي لفترة طويلة من الزمن يزيد من احتمالية تطوره إلى حالة اكتئابية، سواء كان ذلك القلق أو الوسواس القهري أو الرهاب الاجتماعي، ما يُفاقم التأثير السلبي على الحياة الزوجية.

وأكد أن مؤشر الإصابة باضطراب نفسي لا يقتصر على الأعراض الكلاسيكية فقط، بل يظهر أحيانًا من خلال فقدان الشغف، وتراجع الاهتمام بالروتين اليومي، وانخفاض جودة الحياة، والانفصال النفسي عن المحيطين.

وأشار إلى أن من بين العلامات التحذيرية المهمة ضعف التفاعل مع أفراد الأسرة، وقلة المبادرات العاطفية، والانزواء غير المبرر، وكلها إشارات تدل على حاجة ماسة للتقييم النفسي وربما التدخل العلاجي.

وشدد على أن المعاناة النفسية ليست عيبًا أو ضعفًا، بل هي حالة إنسانية تحتاج إلى فهم وتعاطف ومتابعة مهنية، لا سيما في بيئة الزواج التي تتطلب توافقًا مستمرًا ورعاية متبادلة.

ودعا الجامع إلى ضرورة كسر حاجز الصمت حول الاضطرابات النفسية داخل الأسر، والعمل على خلق مناخ يسمح بالحوار المفتوح، ومشاركة المشاعر دون خجل أو شعور بالذنب.

وأوضح أن تدهور جودة الحياة الزوجية لا يعني دائمًا فشل العلاقة بحد ذاتها، بل قد يكون انعكاسًا لمشكلة داخلية عند أحد الطرفين تستوجب الدعم والمساعدة بدلًا من الانتقاد أو العزلة.

وأكد أن التعامل مع الاكتئاب الصامت يتطلب وعيًا مشتركًا من الزوجين، ومرونة في تقبّل فكرة العلاج النفسي عند الحاجة، دون ربطه بمفاهيم خاطئة أو وصمة اجتماعية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الوقاية من تفكك العلاقات تبدأ من الانتباه للتفاصيل الصغيرة، وفهم أثر الصحة النفسية على الحب والاحترام المتبادل، واللجوء للمختصين عند ظهور المؤشرات المبكرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية