باستخدام تقنية eTEP.. إزالة فتق بطول 21 سم بجراحة دقيقة في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب

مستشفى الدكتور سليمان الحبيب
كتب بواسطة: فادية حكيم | نشر في 

نجح الفريق الطبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بحي السويدي في إنهاء معاناة سيدة ستينية استمرت سنوات طويلة مع فتق بطني معقد بلغ عرضه 21 سم، وذلك باستخدام تقنية جراحية حديثة مكّنت من تحقيق نتائج دقيقة وتقليل نسب المضاعفات بعد العملية.

السيدة كانت تعاني من فتق بطني ضخم سبّب لها صعوبة في الحركة ومشكلات مستمرة في الجهاز الهضمي، وقد أظهرت الفحوصات الإشعاعية امتداد الفتق على مساحة كبيرة من جدار البطن ما أثّر بشكل مباشر على حياتها اليومية ونمط نشاطها المعتاد.

الفريق الطبي المختص قام بإجراء تقييم دقيق لحالة المريضة قبل اتخاذ قرار التدخل الجراحي، حيث تبيّن أن الحالة معقدة بسبب وجود التصاقات سابقة في البطن نتيجة عمليات أجريت لها قبل سنوات إلى جانب ارتخاء واضح في جدار البطن.

اعتمد الأطباء على تقنية حديثة في إصلاح الفتق تسمى “eTEP” أو تقنية الدخول الموسّع خارج الغشاء البريتوني، وهي من الأساليب المتطورة التي توفر مستوى عاليًا من الأمان وتُستخدم عادة للحالات الصعبة والمعقدة التي لا يمكن معالجتها بالتقنيات التقليدية.

هذه التقنية تتيح للطبيب الوصول إلى منطقة الفتق من دون الدخول المباشر إلى تجويف البطن، مما يقلل احتمالية الالتصاقات ويحد من مضاعفات ما بعد الجراحة مثل العدوى أو النزيف أو تكرار الفتق مرة أخرى بعد الترميم.

العملية استغرقت قرابة الثلاث ساعات، وتم خلالها إعادة الأنسجة إلى وضعها الطبيعي مع تقوية جدار البطن باستخدام شبكة طبية متقدمة، وتم تثبيتها بدقة عالية لتقليل الضغط الداخلي وتوزيع الحمل بشكل متوازن على كامل الجدار العضلي.

وبحسب الفريق الجراحي فإن نجاح العملية لم يكن فقط في إزالة الفتق وإصلاح جدار البطن، بل أيضًا في تقليل الألم وتحسين الشكل الجمالي للمكان، مما عزّز من الحالة النفسية للمريضة وساهم في تحسين جودة حياتها بعد الخروج من المستشفى.

غادرت المريضة المستشفى خلال فترة قصيرة بعد الجراحة بعدما أظهرت نتائج المتابعة استقرار حالتها واختفاء الأعراض التي كانت تعاني منها، وتمكّنت من استعادة القدرة على الحركة والمشي دون ألم أو مضاعفات تُذكر.

المستشفى أوضح أن تقنية eTEP تُعتبر واحدة من أهم تقنيات الجراحة الحديثة في العالم حاليًا، خاصة في مجال إصلاح الفتق المعقد، وقد تم تدريب كوادر طبية متخصصة على استخدامها ضمن المعايير العالمية التي تضمن سلامة المرضى وكفاءة الأداء.

وتُعد هذه الحالة من أبرز النجاحات التي حققها المستشفى مؤخرًا، حيث تمكّن الفريق من التعامل مع فتق يفوق 20 سم بنجاح، وهي من الحالات القليلة التي يمكن معالجتها من دون اللجوء إلى شقوق كبيرة أو تدخلات تقليدية قد تُعرض المريض لمضاعفات طويلة المدى.

وأوضح الدكتور المسؤول عن الحالة أن مثل هذه الجراحات الدقيقة تتطلب خبرة متقدمة ومعرفة عميقة بالتقنيات الحديثة، إلى جانب توفر تجهيزات طبية متطورة تُتيح إجراء الجراحة في بيئة آمنة تضمن تقليل المخاطر ورفع نسب النجاح.

وأشار إلى أن انتشار السمنة ووجود عمليات سابقة في البطن هما من أبرز العوامل التي تؤدي إلى حدوث الفتق المعقد، وأن الاعتماد على التقنيات الحديثة يمكن أن يخفف كثيرًا من معاناة المرضى ويوفر لهم فرصة التعافي السريع والعودة للحياة الطبيعية.

المريضة عبّرت عن شكرها للفريق الطبي مؤكدة أنها عانت لسنوات طويلة من الألم والمضاعفات، وكانت تخشى من إجراء أي تدخل جراحي بسبب تعقيد الحالة، إلا أن التجربة في هذا المستشفى كانت مختلفة من حيث الأسلوب والرعاية والنتائج.

ويواصل مستشفى الدكتور سليمان الحبيب تطوير خدماته الجراحية التخصصية في كافة المجالات، خاصة في مجالات الجراحة المتقدمة، حيث يُعد من أوائل المستشفيات التي أدخلت هذه التقنية إلى المملكة وطبقتها بنجاح على عدد متزايد من المرضى.

هذا الإنجاز يعكس التقدّم الكبير الذي تشهده المؤسسات الصحية الوطنية في استخدام أحدث ما توصل إليه الطب الحديث عالميًا، ويؤكد قدرة الكفاءات السعودية على تحقيق نتائج طبية تُضاهي المستويات العالمية في التعامل مع الحالات المعقدة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية