الأمن البيئي يضبط مخالفاً أشعل النار في غطاء نباتي بعسير

الأمن البيئي
كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في 

كثّفت القوات الخاصة للأمن البيئي جهودها الرقابية في مختلف مناطق المملكة، ضمن مساعيها الرامية للحفاظ على التوازن البيئي والتصدي للمخالفات التي تهدد الغطاء النباتي والحياة الفطرية، حيث أعلنت عن ضبط مقيم من الجنسية اليمنية ارتكب مخالفة بيئية جسيمة في منطقة عسير من خلال إشعاله النار في مواقع طبيعية تحتوي على غطاء نباتي.

وأوضحت القوات أن المقيم المخالف خالف الأنظمة والتعليمات المعمول بها في المملكة والتي تحظر إشعال النار في أراضي الغطاء النباتي، نظراً لما يترتب على ذلك من أضرار بيئية جسيمة تشمل تدهور التربة وتهديد التنوع النباتي والحيواني وزيادة خطر اندلاع الحرائق التي قد تمتد لمساحات واسعة يصعب السيطرة عليها.

وأشارت إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه فور ضبطه، مؤكدة أنها لن تتهاون في تطبيق الأنظمة البيئية على كل من تسول له نفسه الإضرار بالبيئة أو انتهاك التعليمات المنظمة لاستخدام المناطق الطبيعية، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة ووفق آليات رقابية دقيقة تعتمد على الرصد والتتبع.

وبيّنت القوات الخاصة أن إشعال النار أو استخدامها في أراضي الغطاء النباتي يخالف نظام البيئة المعتمد في المملكة، ويعد من الأفعال التي تستوجب العقوبة المالية، موضحة أن غرامة هذه المخالفة قد تصل إلى 3 آلاف ريال، وتزداد العقوبات وفقاً لطبيعة الضرر ومساحة الموقع المتأثر وتكرار المخالفة.

وأضافت أن هذه الغرامات لا تهدف فقط إلى الردع، بل تسعى أيضاً لترسيخ الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، مشددة على أن الحفاظ على الغطاء النباتي مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة الجميع في الإبلاغ والتعاون وتطبيق السلوكيات الصحيحة عند التواجد في المناطق الطبيعية.

وحثت القوات الخاصة للأمن البيئي الجميع على ضرورة الالتزام بإرشادات التخييم والتنزه، وعدم إشعال النار في غير الأماكن المخصصة، كما دعت إلى استخدام الوسائل البديلة الآمنة للطهي أو التدفئة أثناء التخييم، تفادياً لأي أضرار قد تلحق بالبيئة أو تسبب في إشعال حرائق يصعب السيطرة عليها.

كما نوّهت بأهمية اتباع التعليمات التي تصدرها الجهات البيئية المختصة، لا سيما في المناطق الحساسة بيئياً والتي تتطلب عناية خاصة بسبب احتوائها على أنواع نادرة من النباتات أو مواطن الكائنات الفطرية، موضحة أن أي تصرف غير مسؤول في تلك المناطق قد يؤدي إلى فقدان بيئي لا يمكن تعويضه.

وأكدت القوات أن عمليات الرصد الميداني تتم على مدار الساعة من خلال فرق رقابية مجهزة تعمل وفق خطة شاملة تغطي المناطق ذات الكثافة النباتية، وتستهدف الكشف عن أي تعديات قد تطال الغابات أو المتنزهات أو المناطق الطبيعية المحمية من قبل الدولة.

ودعت المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ الفوري عن أي ممارسات بيئية مخالفة، سواء تعلقت بإشعال النار أو قطع الأشجار أو الصيد الجائر، مؤكدة أن البلاغات تمثل أداة رئيسية في دعم جهود الحماية والمساءلة، وتسهم في تعزيز ثقافة التفاعل المجتمعي مع قضايا البيئة.

وبيّنت أن وسائل الإبلاغ متاحة على مدار اليوم، حيث يمكن التواصل عبر الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، فيما يتم استقبال البلاغات في بقية مناطق المملكة عبر الرقمين 999 و996، مع ضمان السرية التامة لكافة البلاغات دون أي مسؤولية على المبلّغ.

وشددت القوات على أن كل بلاغ يتم التعامل معه بجدية ومهنية عالية، ويتم التحقق من محتواه ميدانياً من قبل الفرق المختصة، مضيفة أن استجابة المجتمع مع هذه القنوات تمثل شراكة فعالة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وصون التنوع البيولوجي الذي تزخر به المملكة.

وأكدت أن الحفاظ على الغطاء النباتي لا يقتصر على الجهات الرسمية فقط، بل هو واجب وطني وأخلاقي لكل من يعيش على أرض المملكة، مشيرة إلى أن مستقبل البيئة يرتبط مباشرة بحجم الوعي الذي يتحلى به الأفراد وسلوكياتهم اليومية تجاه الطبيعة.

واختتمت القوات بيانها بالتشديد على استمرار الجولات الرقابية دون توقف، مؤكدة أن خططها القادمة تستهدف تعزيز مستوى الحماية في كافة المواقع البيئية، والتوسع في حملات التوعية الميدانية والإلكترونية، بهدف تحقيق التوازن بين التنمية البيئية واحتياجات المجتمع.

ودعت في ختام رسالتها إلى احترام الأنظمة البيئية والعمل على نشر ثقافة الالتزام بها، مشيرة إلى أن الحفاظ على الموارد الطبيعية مسؤولية تشاركية لا تحتمل التهاون، وأن أي انتهاك سيقابل بإجراءات صارمة حفاظاً على مقدرات الوطن البيئية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية