مختصة تؤكد: يمكن للطفل اكتساب 5 لغات في المراحل المبكرة

أكدت الدكتورة غدير مليباري، أستاذ تعليم اللغة الإنجليزية، أن تعلّم الطفل لأكثر من لغة في مرحلة مبكرة لا يُشكّل أي ضرر على إتقانه للغته الأم، طالما تم تحقيق توازن سليم بين تعليم اللغة الأم واللغات الأخرى في البيئة المحيطة به.
وأوضحت مليباري خلال حديثها في مداخلة تلفزيونية على قناة "الإخبارية" أن الخوف من تشوش اللغة أو فقدان الطفل للقدرة على التعبير بلغة واحدة بشكل سليم هو أمر غير مبرر إذا ما تم التعامل مع العملية التعليمية بطريقة علمية ومدروسة.
وأشارت إلى أن الطفل في سنواته الأولى يمتلك قدرة ذهنية متميزة على التقاط المفردات والنماذج اللغوية المختلفة، وهو ما يتيح له تعلم أكثر من لغة في آن واحد دون أن يُربك تطوره اللغوي أو يُعيق قدراته التواصلية.
وأضافت أن الطفل يستطيع أن يكتسب ما يصل إلى خمس لغات مختلفة في مراحل عمره المبكرة، شريطة أن تُقدّم له اللغات في سياقات طبيعية ومتكررة، وأن يكون هناك توازن في استخدام كل لغة ضمن محيطه الأسري أو التعليمي.
ولفتت إلى أن الأبحاث التربوية الحديثة تدعم هذا الاتجاه، حيث أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون لأكثر من لغة يكونون أكثر مرونة في التفكير، ويتمتعون بقدرات ذهنية أعلى من غيرهم في مجالات التحليل والفهم والتعبير.
وأكدت مليباري على أهمية حضور اللغة الأم بقوة في محيط الطفل، وذلك من خلال تعزيز استخدامها في المنزل والأنشطة اليومية، مع السماح بتعلم اللغات الأخرى عبر التعليم المدرسي أو الوسائط التفاعلية الحديثة.
وشددت على ضرورة أن يراعي الوالدان التدرج في تقديم اللغات وألا يُفرضا جميعها دفعة واحدة على الطفل، بل يجب أن تكون العملية ممتعة وطبيعية حتى لا يشعر الطفل بالضغط أو يتعرض للارتباك في مرحلة التكوين.
وأوضحت أن تجربة تعليم أكثر من لغة في مرحلة مبكرة يجب أن تكون مدعومة بالتكرار والتشجيع، مشيرة إلى أن الأطفال يتعلمون بشكل أسرع عندما يتلقون دعمًا عاطفيًا وإيجابيًا من المحيطين بهم أثناء المحادثة والتفاعل.
ونبّهت إلى أن بعض المشكلات اللغوية التي قد تظهر في البدايات، مثل خلط الكلمات أو التبديل بين اللغات، هي جزء طبيعي من مراحل الاكتساب ولا تدعو للقلق طالما أن الطفل يواصل التقدم ويطور مفرداته في كل لغة.
وقالت إن التركيز على اللغة الأم في المراحل التأسيسية يمنح الطفل قاعدة لغوية متينة تساعده على استقبال باقي اللغات بثقة، مما يقلل من احتمالات التأخر في النطق أو الفهم ويمنحه قدرة أكبر على التمييز اللغوي.
وأضافت أن الأهل والمربين يقع عليهم دور كبير في بناء هذا التوازن اللغوي، من خلال تقديم محتوى متنوع في كل لغة، والانتباه لردود فعل الطفل أثناء استخدامه للغة لضمان تحقيق الفهم وليس مجرد الحفظ.
وبيّنت أن التعدد اللغوي يمثل أحد أشكال الثراء الثقافي الذي يجب تنميته لا منعه، خاصة في ظل التداخل الثقافي والتكنولوجي الذي يعيشه الجيل الحالي والذي يجعل تعدد اللغات مهارة ضرورية وليست ترفًا.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن تنشئة الطفل في بيئة متعددة اللغات لا يُشكل تهديدًا لهويته اللغوية، بل يمنحه فرصًا أوسع للتواصل والتفاعل، ويزيد من قابليته للاندماج في مجتمعات متنوعة دون أن يفقد لغته الأصلية.
- الدفاع المدني يواجه حريقًا شرسًا في بللسمر
- بقرار عاجل.. الحج والعمرة تعلن إيقاف 4 شركات عمرة بعد تقصير في التسكين
- عاجل: الكشف عن قائمة منتخب الأخضر المشاركة في مواجهات الصين واليابان
- هل الفحص شرط إلزامي لتجديد الاستمارة؟! الرد الرسمي من إدارة المرور السعودي
- في محمية طويق الطبيعية | ضبط مواطن لإشعال النيران في الغطاء النباتي وتلك العقوبة المالية!!