بعد هزيمة السيتي أمام الهلال.. جوارديولا يعترف "الهلال هزمنا بالتنظيم والمهارة ولم يفاجئني

في لحظة ستُخلد طويلاً في تاريخ الكرة الآسيوية، خرج بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، بتصريحات لافتة عقب خسارة فريقه أمام الهلال السعودي في مواجهة مثيرة بدور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية 2025، والتي انتهت بنتيجة 4-3 لصالح "الزعيم".
المدرب الإسباني، المعروف بتحليلاته الدقيقة وقراءته العميقة للمباريات، بدا متأثراً من النتيجة لكنه لم يتردد في الإشادة الكبيرة بالمستوى الذي قدمه الهلال، مشيرًا إلى أن الفريق السعودي لم يكن مجرد خصم منظم بل أظهر قدرات فنية وتكتيكية عالية.
وقال جوارديولا عقب اللقاء: "مستوى بطولة كأس العالم للأندية مرتفع للغاية، والمباراة أمام الهلال كانت نموذجًا لهذا التحدي الكبير، علينا الآن تحليل ما جرى ومعرفة سبب تفوقهم علينا خاصة في الهجمات المرتدة".
وأوضح مدرب السيتي أن فريقه لم يفتقر فقط إلى السيطرة، بل كان الهلال أكثر حدة وذكاءً في استغلال المساحات، مشيرًا إلى أن لاعبيه ركضوا كثيرًا في محاولة التغطية الدفاعية، عوضًا عن السيطرة السريعة على الكرة، وهي نقطة يرى أنها كانت محورية في سير اللقاء.
وأضاف: "الهلال لا يكتفون بالجري والضغط، لديهم مهارات فردية وقدرات جماعية، هناك الكثير من اللاعبين الذين يعرفون كيف يتحركون ويتواصلون بانسجام، وهذا ما شكل لنا ضغطًا مستمرًا".
ورغم أن السيتي تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف، إلا أن التوفيق خان الفريق في لحظات حاسمة، بحسب ما ذكر جوارديولا، الذي أشار إلى أن "المباراة كانت رائعة من حيث الأداء، لكن في النهاية من يسجل أكثر هو من يفوز، وهذا ما فعله الهلال".
من أبرز لحظات اللقاء، تألق الحارس المغربي ياسين بونو، الذي أنقذ أكثر من كرة خطيرة كادت أن تغير مسار المباراة، وهو ما سلط عليه جوارديولا الضوء بقوله: "بونو قدم أداءً مذهلًا، تصدى لكرتين محققتين في الشوط الثاني، ومع ذلك علينا أن نكون أكثر حسمًا أمام المرمى".
كما أشاد المدرب الإسباني بتنظيم الهلال الدفاعي، مؤكدًا أن الفريق السعودي لعب كمجموعة واحدة، حيث قال: "الهلال كان كتلة واحدة داخل الملعب، من الهجوم إلى الدفاع، وهذا النوع من التنظيم يجعل مهمة أي فريق في اختراقه معقدة للغاية".
وأكد جوارديولا أنه لم يكن متفاجئًا من مستوى الهلال، موضحًا أنه تحدث عن إمكانيات الفريق السعودي قبل المباراة، وأن توقعاته بخصوص قوته الفنية لم تكن مبالغًا فيها، بل إن الواقع تجاوز ذلك.
ورغم مرارة الخروج المبكر، أبدى مدرب مانشستر سيتي روحًا رياضية عالية، قائلًا: "قدمنا مباراة كبيرة، لكن التفاصيل الصغيرة صنعت الفارق، والهلال استغل تلك التفاصيل بذكاء، هذا ما يجعل كرة القدم مثيرة إلى هذا الحد".
وتعكس هذه الهزيمة حجم التطور الكبير الذي وصلت إليه الكرة السعودية، إذ لم تكن مجرد مفاجأة مؤقتة بل نتيجة تراكم جهود كبيرة على مستوى التعاقدات، التنظيم، والاحتكاك الدولي، الأمر الذي بدأ يعطي ثماره في أكبر المحافل العالمية.
وسيتعين على جوارديولا الآن العمل على إعادة ترتيب أوراقه بعد هذا الخروج، خاصة أن جمهور السيتي كان يمني النفس بمنافسة حقيقية على اللقب العالمي، وهو الهدف الذي طالما راود المدرب الإسباني منذ قدومه إلى النادي.
من جهته، يستعد الهلال لمواجهة جديدة في ربع نهائي البطولة، حيث سيكون في اختبار آخر أمام الفريق البرازيلي فلومينينسي، في مواجهة يتوقع أن تكون أكثر اشتعالًا بعد العرض الكبير الذي قدمه الزعيم أمام بطل أوروبا.
ويبقى فوز الهلال على مانشستر سيتي لحظة فارقة، ليس فقط في سجل النادي، بل في سجل الكرة الآسيوية بأكملها، إذ كسر حاجزًا نفسيًا طالما رافق الأندية غير الأوروبية، وفتح الباب على مصراعيه أمام طموحات أكبر في قادم البطولات.
فوز الزعيم لم يكن مجرد إنجاز رقمي، بل كان رسالة واضحة بأن الكرة الآسيوية، والسعودية تحديدًا، لم تعد بعيدة عن القمة العالمية، وأن الأسماء الكبيرة مثل جوارديولا باتت تعترف، وبكل شفافية، بأفضلية هذه الفرق عندما تقدم الأداء الحقيقي.