بونو يصنع التاريخ في مونديال الأندية بتصديات خرافية أمام السيتي

ياسين بونو
كتب بواسطة: صلاح الأحمر | نشر في 

دوّن الحارس المغربي ياسين بونو فصلاً جديدًا في مسيرته الكروية، بعد أن قدّم أداءً بطوليًا بقميص الهلال السعودي أمام مانشستر سيتي، ليضع بصمته كأحد أبرز نجوم بطولة كأس العالم للأندية 2025.

المباراة التي شهدت فوز الزعيم على بطل أوروبا بنتيجة 4-3، لم تكن لتأخذ هذا المسار لولا تدخلات بونو الحاسمة في لحظات فارقة.

بونو، الذي واجه أقوى هجوم في البطولة، تصدى ببراعة لعشر كرات خطيرة من داخل منطقة الجزاء، في أداء لم يكن عاديًا ولا متوقعًا، بل وصل إلى مستوى تاريخي لم يسبقه إليه أي حارس في هذه البطولة، وما فعله كان أبعد من مجرد تصديات، بل تجسيد للثبات الذهني والتركيز العالي تحت ضغط لا يُحتمل.

الإحصائيات التي كشفها موقع "سوفاسكور" بعد المباراة أظهرت مدى التأثير الحقيقي لبونو، إذ تصدى لست كرات خلال الشوط الأول، واستمر بنفس الحضور في الشوط الثاني بتصديه لأربع محاولات أخرى، كلها من مسافات قريبة وبزوايا صعبة.

ما يجعل هذا الإنجاز أكثر بروزًا أن بونو أصبح رسميًا أكثر حارس تصديًا لمحاولات داخل منطقة الجزاء في مباراة واحدة بتاريخ البطولة، متفوقًا على أسماء عملاقة سبق لها التواجد في المونديال، من القارات كافة، في نسخ مختلفة.

لكن الأمر لم يتوقف عند حدود مباراة واحدة، فالحارس المغربي واصل تألقه في مشوار الهلال بالبطولة، حتى عادل رقم الأرجنتيني أوسكار أوستاري، حارس إنتر ميامي، كأكثر من تصدى لمحاولات من داخل المنطقة خلال نسخة واحدة، برصيد 15 تصديًا حتى الآن لكل منهما.

منذ انتقاله إلى الهلال، حمل بونو على عاتقه مسؤولية كبيرة كأحد النجوم الأجانب المنتظر منهم صناعة الفارق، وفي مواجهة مانشستر سيتي، أوفى بكل وعوده وقدم درسًا حقيقيًا في حراسة المرمى أمام أحد أعظم الفرق تكتيكًا وتنظيمًا في العالم.

وعلى الرغم من الغزارة الهجومية للسيتي، التي يقودها المدرب الإسباني بيب جوارديولا، فإن بونو لم يبدُ متوترًا أو مشتتًا، بل ظهر واثقًا، منظمًا، سريعًا في رد الفعل، وكان في كل مرة يُنقذ مرماه يزرع طمأنينة في نفوس زملائه، ويدفعهم للمزيد من القتال.

أبرز لقطات المباراة تمثلت في تصديه لانفراد تام من النرويجي إرلينغ هالاند، حين خرج في التوقيت المثالي، وأغلق الزاوية بحنكة، ليبعد الكرة بقدمه اليسرى إلى ركنية، في لقطة صفق لها حتى مناصرو الفريق المنافس إعجابًا بردة فعله السريعة.

وعلى الرغم من تسجيل مانشستر سيتي لثلاثة أهداف، إلا أن بونو تصدى لما هو أخطر وأكثر تهديدًا، إذ حافظ على تركيزه الكامل حتى اللحظات الأخيرة، وظهر كحارس ناضج يمتلك خبرة البطولات الكبرى، خاصة بعد مسيرته اللامعة في أوروبا مع إشبيلية.

وجود بونو في قائمة الهلال لم يعد فقط خيارًا فنيًا، بل بات عنصرًا نفسيًا له وزنه الكبير، حيث يمنح الفريق ثقة استثنائية، ويُشكل درعًا واقيًا أمام الهجمات العنيفة، كما حدث في مباراة السيتي، التي حملت في طياتها الكثير من الضغط، والإثارة.

اللافت في أداء بونو أنه لم يكن فقط متفوقًا في التصديات، بل حتى في التمركز، والخروج في الكرات الهوائية، واللعب بقدميه لبناء الهجمات من الخلف، ليعكس صورة الحارس العصري الذي لا يكتفي بصد الكرات بل يشارك بفعالية في المنظومة.

وبعد هذا الأداء، ارتفعت أسهم بونو ليكون أحد أبرز المرشحين لجائزة أفضل لاعب في البطولة، أو على الأقل أفضل حارس، إذا ما استمر على نفس النهج في الأدوار المقبلة، خاصة مع اقتراب مواجهة الهلال مع فلومينينسي البرازيلي في الدور ربع النهائي.

الجماهير السعودية، والمغربية كذلك، أبدت فخرها الكبير بما قدمه بونو، حيث انتشرت مقاطع تصدياته على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بإشادة كبيرة من الإعلام الرياضي الدولي، الذي وصفه بأنه كان "الفرق الحقيقي" في مواجهة السيتي.

اللحظة التي عاشها بونو في تلك الليلة لم تكن لحظة فردية فقط، بل تعبير عن مشروع ناجح، بدأه الهلال ببناء فريق يضم نجومًا عالميين على أعلى مستوى، وها هو يقطف ثماره بأداء خرافي من أحد أفضل حراس العالم حاليًا.

وبينما تستعد بقية الفرق لما هو قادم، فإن كل مدرب سيضع بونو في حساباته، ليس كحارس عادي، بل كأحد أهم عناصر تفوق الهلال في هذه النسخة من المونديال، والذي يُمكن أن يقود الفريق لكتابة تاريخ جديد في عالم كرة القدم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية