خلال الميركاتو الصيفي.. الاتحاد يتريث في التعاقدات ويحسم أمر الأجانب

الميركاتو الصيفي
كتب بواسطة: محمود العادل | نشر في 

تسير إدارة نادي الاتحاد بخطى متأنية في ملف التعاقدات الصيفية هذا الموسم، مع توجه واضح للحفاظ على الاستقرار الفني داخل الفريق، لا سيما في ما يتعلق بالعناصر الأجنبية التي تشكل الهيكل الأساسي للفريق الأول.

ويبدو أن إدارة النادي قد اختارت أن تعتمد على الاستمرارية كخيار استراتيجي لموسم 2025/2026، بدلاً من الدخول في تغييرات جذرية قد تزعزع الانسجام الذي بدأ يتشكل منذ المواسم الماضية.

وتشير مصادر مقربة من البيت الاتحادي إلى أن الإدارة لن تُقدم على تعديلات جوهرية في قائمة اللاعبين الأجانب ما لم تظهر فرصة "غير قابلة للتجاهل" في سوق الانتقالات، وهي سياسة تعكس رغبة واضحة في الحفاظ على الانضباط المالي والفني في آنٍ واحد، خاصة بعد مواسم شهدت إنفاقًا ضخمًا على صفقات لم تؤتِ ثمارها دومًا.

هذا النهج الحذر يرتبط أيضًا بعامل رئيس يتمثل في الميزانية المخصصة للميركاتو الصيفي، والتي لم يتم إقرارها حتى الآن بشكل نهائي، وتخضع حاليًا لمداولات داخلية تشمل الإدارة التنفيذية والمالية والفنية، في محاولة للوصول إلى صيغة تضمن الاستفادة القصوى من الموارد دون الإخلال بالتوازن المالي العام للنادي.

ووفقًا للتقارير، فإن النادي لا يرى في الميركاتو هذا الصيف فرصة للإنفاق المفتوح، بل فرصة للترميم المدروس وتعديل ما يلزم فقط، خاصة في ظل المتغيرات المالية التي طرأت على الأندية السعودية بعد المواسم الأخيرة التي شهدت تصاعدًا في حجم الإنفاق التنافسي في دوري روشن.

على الصعيد المحلي، تتحرك إدارة الاتحاد بشكل أكثر نشاطًا، وتركز جهودها على دعم بعض المراكز التي شهدت تراجعًا في الأداء خلال الموسم الماضي، وفي مقدمتها مركز حراسة المرمى والظهيرين، إضافة إلى قلب الدفاع، وهو ما يفسر دخول النادي في مفاوضات مع عدد من اللاعبين المحليين خلال الأيام الماضية.

ويهدف هذا التوجه إلى تعزيز العمق الفني للتشكيلة وتوفير البدائل الجاهزة، لا سيما في ظل موسم طويل ومتخم بالمنافسات المحلية والقارية، حيث يسعى الاتحاد لاستعادة توازنه ومكانته في المنافسات بعد موسم مخيب للآمال على أكثر من صعيد.

ومن بين الملفات التي تحظى باهتمام كبير داخل أروقة النادي، ملف اللاعبين المعارين، حيث سيعود عدد منهم إلى صفوف الفريق خلال فترة المعسكر الإعدادي للموسم الجديد، وستكون عودتهم فرصة للجهاز الفني لإعادة تقييمهم عن قرب، قبل اتخاذ قرارات نهائية بشأن استمرارهم أو إعارتهم مجددًا.

ويترقب عدد من هؤلاء اللاعبين فرصًا فعلية لإثبات أنفسهم بعد تجارب متباينة في أندية أخرى، فيما يعتبر البعض منهم مرشحين للعودة إلى التشكيلة الأساسية في حال أظهروا تطورًا واضحًا خلال فترة التحضير.

في الوقت ذاته، تناقش الإدارة مع الجهاز الفني إمكانية إعارة بعض اللاعبين في مراكز تعاني من التكدس، وهو إجراء يسعى للحفاظ على التوازن داخل الفريق وتفادي المشاكل المرتبطة بغياب دقائق اللعب أو حالات عدم الرضا داخل غرفة الملابس.

ويدرك الجهاز الفني أن الحفاظ على الانسجام داخل المجموعة يتطلب أيضًا توفير بيئة تنافسية عادلة، تتيح لكل لاعب فرصًا حقيقية للمشاركة، وهو ما يفرض على الإدارة اتخاذ قرارات فنية قد تكون صعبة ولكن ضرورية.

وتكشف سياسة الاتحاد هذا الصيف عن رغبة واضحة في تجاوز أخطاء المواسم الماضية، حينما جاءت بعض التعاقدات بلا مردود حقيقي، وهو ما ألقى بظلاله على النتائج في مختلف البطولات، وأدى إلى خسارة الفريق لبريقه المعتاد.

وتبدو الإدارة عازمة على استعادة هوية الفريق التنافسية من خلال التركيز على الاستقرار، والتقليل من التغييرات المفاجئة، وبناء منظومة منضبطة على المستويين الفني والإداري، وهو ما يتماشى مع تطلعات الجماهير التي باتت تطالب بمشروع طويل الأمد لا يرتكز فقط على "أسماء لامعة" دون رؤية فنية.

كما أن التحرك الهادئ هذا الصيف يعكس إيمانًا من الإدارة بأن الإصلاح لا يشترط أن يكون جذريًا، بل يمكن أن يكون متدرجًا وفعّالًا إذا ما ارتكز على رؤية فنية ناضجة، واستراتيجية تعاقدات مبنية على احتياجات حقيقية للفريق.

وفي الوقت الذي تتحرك فيه بعض الأندية السعودية لإبرام صفقات ضخمة، يبدو الاتحاد متمسكًا بخط متوازن يراهن على البناء الهادئ والانسجام الداخلي، عوضًا عن التغيير المتكرر الذي كثيرًا ما يكون على حساب التماسك الفني.

ويُنتظر أن تتضح معالم التحركات الاتحادية بشكل أكبر بعد الانتهاء من تحديد الميزانية، حيث من المرجح أن تبدأ الإدارة في تنفيذ خطة التحضيرات للموسم الجديد على كافة المستويات، بما في ذلك جدولة المباريات الودية وإعداد برامج اللياقة البدنية، إلى جانب معالجة بعض الملفات الإدارية العالقة.

في المجمل، يبدو أن نادي الاتحاد اختار هذا الصيف أن يكون صيف الاستقرار الفني، والبناء التدريجي بعيدًا عن ضوضاء الصفقات الكبرى، في محاولة لاستعادة الفريق لثباته المفقود دون هدم ما تم بناؤه خلال السنوات الماضية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية