رئاسة الشؤون الدينية تطلق الدورة الصيفية لحفظ ومراجعة القرآن

الدورة الصيفية لحفظ ومراجعة القرآن
كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في 

أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في وكالة الشؤون العلمية والتوجيهية، الدورة الصيفية الإثرائية الكبرى لحفظ ومراجعة القرآن الكريم، ضمن موسم علمي وروحاني مميز يحتضنه المسجد الحرام في مكة المكرمة.

وجاء إطلاق الدورة تحت رعاية معالي رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في التوسعة السعودية الثالثة، التي تعد من أبرز معالم التوسعة الحديثة للحرم المكي، بما يوفر أجواء مثالية للمشاركة في هذا البرنامج المبارك.

تهدف الدورة إلى إثراء تجربة الزوار والمعتمرين، من خلال إتاحة الفرصة لحفظ وتجويد وتدبّر القرآن الكريم، في بيئة تعليمية تُراعي روحانية المكان، وتعزز من التفاعل المباشر مع كتاب الله عبر منهجية علمية متكاملة.

وأكدت وكالة الشؤون العلمية والتوجيهية أن البرنامج يشهد إقبالًا واسعًا، حيث تجاوز عدد المسجلين فيه 6 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، في مشهد يعكس شغف المسلمين بالقرآن، وحرصهم على ربط أوقاتهم بعلمه وهديه.

ويستهدف البرنامج تعزيز الصلة المتينة بين المسلم والقرآن الكريم، عبر منهج يجمع بين الهدايات القرآنية والتدبّر والتجويد، إلى جانب تعميق مهارات الحفظ والمراجعة والتأمل، بما يرتقي بتجربة المشاركين علميًا وروحيًا.

وتُقام الدورة داخل أروقة المسجد الحرام، ما يمنحها طابعًا روحانيًا مضاعفًا، إذ يشعر المشاركون بأنهم يعيشون تجربة إيمانية خالصة في أطهر بقاع الأرض، بين حلق الذكر ومجالس القرآن وعبَق الحرم.

وتتنوع مسارات الدورة إلى ثلاثة محاور رئيسية تشمل: حفظ القرآن الكريم، مراجعة الحفظ السابق، ومسار خاص بالقراءات القرآنية، وهو ما يسمح للمشاركين باختيار المسار الأنسب لقدراتهم ومستوياتهم.

كما تقدم الدورة لقاءات إثرائية مرافقة، تضم دروسًا ومحاضرات توجيهية يقدمها نُخبة من العلماء والمقرئين، لتوسيع مدارك الطلبة وتثقيفهم بمعاني القرآن وتفسير آياته وأسباب نزولها، مما يضيف بُعدًا معرفيًا موازيًا لحلقات الحفظ.

ويُمنح المشاركون في ختام الدورة شهادات حضور موثقة، تعزز من مكانتهم العلمية وتحفزهم على مواصلة طريق القرآن، كما تُمثل حافزًا للارتقاء الذاتي والمجتمعي عبر الانخراط في حلقات التعليم والتلاوة والإقراء.

وتمثل هذه الشهادات اعترافًا رمزيًا بمثابرة الحاضرين، وتشجيعًا لبقية الزوار على الانضمام في النسخ المقبلة من البرنامج، ما يسهم في توسيع دائرة الاستفادة وتفعيل رسالة الحرمين الشريفين في نشر الوسطية القرآنية.

وتعكس الدورة رؤية الرئاسة العامة في ترسيخ رسالة القرآن عالميًا، من خلال بث هداياته، وترسيخ منهج الاعتدال والرحمة، الذي تُجسده النصوص القرآنية في تعاملها مع الإنسان والكون والمجتمع.

وتُعد هذه المبادرة جزءًا من باقة البرامج القرآنية التي تطلقها وكالة الشؤون العلمية والتوجيهية خلال مواسم الحج والعمرة والإجازات، في سبيل توظيف مواسم الطاعة في تعليم وتدريب آلاف الطلاب والطالبات على الإتقان القرآني.

وتأتي الدورة ضمن خطط تطويرية متكاملة تسعى إلى نقل التجربة القرآنية من المستوى الفردي إلى الإطار المؤسسي، وتحويل الحرم المكي إلى مركز عالمي لتعليم القرآن ونشر ثقافته الأصيلة، بما يتسق مع مكانته الدينية والتاريخية.

وفي ضوء هذا النجاح الكبير والإقبال المتزايد، من المتوقع أن تُعمّم التجربة في مواسم قادمة، مع استحداث برامج مماثلة في المسجد النبوي، والاهتمام بتوسيع الفئات المستهدفة لتشمل الناطقين بغير العربية والزوار من الدول الإسلامية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية