من الأهلي إلى الوداد والعين.. كيف انهار الحلم العربي في أسبوع واحد بمونديال الأندية؟

تلقّى جمهور الكرة العربية صدمة ثلاثية بخروج الأهلي المصري، والوداد المغربي، والعين الإماراتي من دور المجموعات في كأس العالم للأندية، ليغيب الحضور العربي تمامًا عن الأدوار الإقصائية، ويخفت الأمل في تحقيق إنجاز عربي جديد على الساحة العالمية هذا العام.
الأهلي المصري، أحد أكثر الفرق العربية والعالمية خبرة في المحافل الدولية، خرج بصورة غير معتادة، مكتفيًا تعادلين وهزيمة في مجموعة لم تكن مستحيلة، رصيد نقطتين فقط لم يكن كافيًا للاستمرار، خاصة أمام فرق قوية مثل بالميراس وإنتر ميامي، مما جعل خروجه بمثابة المفاجأة الأكبر لجماهيره.
رغم التعاقدات الأخيرة التي أبرمها الأهلي بقيادة محمود الخطيب، لم يتمكن الفريق من إثبات نفسه على أرض الملعب، فظهرت مشكلات في الفاعلية الهجومية والصلابة الدفاعية، ما فتح باب الانتقادات الواسعة على الجهاز الفني واللاعبين على حد سواء.
من جهته، لم يكن الوضع أفضل حالًا للوداد المغربي، الذي غادر البطولة من الدور نفسه، بعد نتائج غير مقنعة تركته في قاع ترتيب مجموعته دون أي بصمة تُذكر، لم يكن الفريق في أفضل أحواله فنيًا أو بدنيًا، وهو ما جعل المنافسة خارج حساباته مبكرًا.
العين الإماراتي أيضًا لم يتمكن من مجاراة نسق البطولة، وودّع من الجولة الثانية دون انتظار نتيجة مباراته الأخيرة مع الوداد، في صورة أعادت إلى الأذهان صعوبات الأندية الخليجية في فرض الذات أمام مدارس الكرة اللاتينية والأوروبية.
خروج هذه الأندية العربية الثلاثة معًا شكّل خيبة أمل كبيرة للمشجع العربي، الذي لطالما علّق آمالًا على هذه الفرق لإحداث مفاجآت أو على الأقل الوصول لمراحل متقدمة كما حدث في نسخ سابقة مع الهلال السعودي والسد القطري والترجي التونسي.
وبهذا الخروج الجماعي، انتهت فعليًا آمال العرب في مونديال الأندية لهذا العام، حيث لم يتبقَّ أي فريق عربي في الأدوار التالية، ما يعني غياب أي تمثيل عربي في دور الـ16، وهي مفارقة لافتة بعد النجاحات المتكررة في النسخ الماضية.
هذا الإقصاء المبكر يدفع للتفكير بجدية في أهمية تطوير البنية التنافسية للأندية العربية، بدءًا من إعداد اللاعبين بدنيًا وذهنيًا، وصولًا إلى استقطاب الكفاءات الفنية القادرة على قيادة هذه الفرق في محافل بحجم كأس العالم للأندية.
ويبدو أن الفارق بات كبيرًا بين مستوى الكرة العربية والمستويات التي تقدمها أندية من أمريكا الجنوبية وأوروبا وحتى أمريكا الشمالية، وهو ما يفرض على الاتحادات العربية مضاعفة العمل إذا كانت تطمح لمنافسة واقعية في السنوات المقبلة.
الجدير بالذكر أن الأندية العربية اعتادت في الأعوام الأخيرة على تسجيل حضور قوي في هذه البطولة، لا سيما مع تطور المنافسة وزيادة عدد الفرق المشاركة، لكن نسخة هذا العام كانت مختلفة تمامًا عن سابقاتها في ما يخص المشاركة العربية.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل كان الخروج نتيجة لظروف فنية بحتة، أم أن هناك عوامل تتعلق بالإعداد الذهني والثقة في النفس؟ المهارات وحدها لم تكن كافية لمقارعة أندية تعمل بخطط طويلة المدى وتحظى باستقرار إداري كبير.
كما أثار الخروج المبكر تساؤلات حول مدى استفادة الأندية العربية من تجاربها السابقة في البطولة، ففي كل مرة يتم الحديث عن "التعلم من الدروس"، لكن النتائج لا تعكس ذلك على أرض الواقع، وهو ما يستدعي وقفة شاملة على مستوى التخطيط الرياضي.
على الرغم من الخروج الجماعي، فإن الأمل لا يزال قائمًا في أن تشكل هذه الانتكاسة بداية لتصحيح المسار، خاصة أن دولًا مثل السعودية وقطر ومصر باتت تمتلك البنية التحتية والكوادر الفنية الكافية لدعم نهوض كروي جديد أكثر جدية.
ولعل ما يُخفف من وطأة الخروج العربي هو بقاء بعض اللاعبين العرب في البطولة ضمن فرق أجنبية، ما يجعل الأنظار تتابع أداءهم الفردي رغم غياب التمثيل الرسمي، لكنه يبقى حضورًا معنويًا لا يُعوّض الغياب الجماعي.
وبينما تتجه البطولة نحو أدوارها الحاسمة، ستكون الجماهير العربية مضطرة لمتابعة المنافسات من موقع المشاهد فقط، على أمل أن تعود فرقها أقوى في النسخ المقبلة، مع وعود بالتغيير وتطلعات لا تزال تنتظر من يحققها في الميدان.
- صدمة مدوية تضرب الهلال..علي البليهي يقرر الرحيل بعد المونديال.. ما السبب؟!
- تحذير عاجل لمدمني القهوة.. احذر تناولها مع هذه الأدوية.. العواقب وخيمة!
- في مكة | مجموعة فقيه للرعاية الصحية تفتح باب التقديم على الوظائف الموسمية للممارسين الصحية
- تعرف على التفاصيل | البنك السعودي الفرنسي ينتهي من طرح سندات رأس مال إضافي
- خبير تحكيمي يكشف | هل استحق النصر السعودي ركلة جزاء في الدقائق الاخيرة ضد كاواساكي