تحذير عاجل لمدمني القهوة.. احذر تناولها مع هذه الأدوية.. العواقب وخيمة!

 صحة عامة
كتب بواسطة: محمود العادل | نشر في 

في روتين الصباح المعتاد، قد لا يخطر ببال كثيرين أن فنجان القهوة المحبب قد يُحدث تفاعلًا غير مرغوب فيه مع أدوية يتناولونها بانتظام، إلا أن تقارير طبية حديثة حذرت من هذا الأمر، مؤكدة أن الكافيين، وبالأخص الموجود في القهوة، يمكن أن يؤثر على امتصاص وفعالية بعض الأدوية، بل ويُغير من آلية عملها داخل الجسم.

ويؤكد الخبراء أن التأثير لا يقتصر على نوع واحد من الأدوية، بل يشمل فئات دوائية شائعة، مثل أدوية الإنفلونزا، والغدة الدرقية، وأدوية القلب، بل وحتى مسكنات الألم التي يلجأ لها الكثيرون دون تفكير في محتوياتها أو تفاعلها مع ما يُشرب بجانبها.

من أبرز ما تم التحذير منه، أدوية نزلات البرد، والتي تحتوي أصلًا في بعض الحالات على مادة الكافيين، بهدف تحسين تأثيرها المنشط، إلا أن إضافة قهوة الصباح إلى المعادلة، قد يتسبب في تسارع ضربات القلب، ارتفاع التوتر، واضطراب النوم، وهي أعراض قد تُفاقم من حدة المرض بدلاً من التخفيف منه.

الأمر ذاته ينطبق على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو من الربو، فكلا الفئتين غالبًا ما يتناولون أدوية تؤثر على الجهاز العصبي، وقد يتضخم أثرها بشكل غير محسوب عند اقترانها بالكافيين.

أما فيما يخص أدوية الغدة الدرقية، فالمسألة تتعلق بتوقيت تناول القهوة، حيث أظهرت الدراسات أن شرب القهوة بعد الدواء مباشرة يمكن أن يقلل من امتصاصه بنسبة قد تصل إلى 50%، مما يضعف فاعليته ويؤخر التحسن المرجو، لذا يُوصى بانتظار 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول الدواء قبل احتساء القهوة.

المفاجئ أكثر أن بعض مسكنات الألم الشهيرة، مثل الباراسيتامول والأسبرين، تحتوي هي الأخرى على كافيين، مما يجعل تناول القهوة معها سببًا في زيادة الحموضة، وربما التسبب بتهيجات في المعدة أو مشكلات في الجهاز الهضمي، رغم أن التفاعل قد لا يكون دائمًا خطيرًا، إلا أن الأطباء ينصحون بعدم الاعتياد عليه.

وفيما يتعلق بصحة القلب، فإن الكافيين قد يؤثر على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهذا التفاعل قد يستمر لعدة ساعات، مما يعني أن مرضى القلب الذين يتناولون أدوية منظمة للضغط أو ضربات القلب، قد يُعرّضون أنفسهم لخلل مؤقت في العلاج إذا لم يضبطون كمية القهوة التي يتناولونها.

ومع ذلك، لا يدعو الخبراء إلى الامتناع التام عن القهوة، حتى لمن يعانون من أمراض مزمنة، بل ينصحون بالمراقبة الواعية للتأثيرات الجانبية، وربما تقليل الكمية، أو التحول إلى أنواع القهوة منزوعة الكافيين إذا لزم الأمر.

ولا يُخفى أن الكافيين مادة منبهة تؤثر على الجهاز العصبي والهضمي، وتزيد من سرعة مرور الطعام في الأمعاء، مما يُقلل من وقت امتصاص بعض الأدوية داخل الجسم، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى تراجع فعالية تلك العلاجات.

هذا التفاعل لا يتوقف على تأثير فوري فقط، بل قد يؤثر على المدى الطويل، إذا لم يتم التنبه إليه، خصوصًا لمن يتناولون أدويتهم صباحًا بشكل يومي، متبوعة مباشرة بفنجان من القهوة الساخنة.

ولهذا السبب، يؤكد الأطباء على أهمية استشارة الصيدلي أو الطبيب المختص، حول توقيت تناول القهوة في علاقة بالأدوية المستخدمة، خصوصًا مع الأدوية الحساسة ك الهرمونية و القلبية.

كما ينصح البعض بتغيير توقيت شرب القهوة إلى ما بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، خصوصًا إذا كانت الأدوية المعنية تُؤخذ على معدة فارغة، مما يُقلل فرص التداخل بين المواد الفعالة في الجسم.

وختامًا، فإن هذه التوصيات لا تعني أن القهوة ضارة في المطلق، لكنها تذكير بأن التفاعل بين الأغذية والمشروبات مع الأدوية أمر يستحق الانتباه، وأن القهوة، مهما كانت عزيزة على الروتين الصباحي، قد تستدعي إعادة ترتيب الأولويات عند تناول الأدوية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية