صفقة مثيرة تلوح في الأفق .. بوجبا على أعتاب الدوري السعودي عبر بوابة هذا النادي

كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في

في تطور مفاجئ قد يغير مسار سوق الانتقالات الصيفية، بات النجم الفرنسي بول بوجبا قريبًا من خوض تجربة كروية جديدة في الملاعب السعودية، بعد أن أصبح لاعبًا حرًا في أعقاب فسخ عقده مع نادي يوفنتوس الإيطالي بالتراضي، ويبدو أن نادي الاتحاد السعودي هو الوجهة المقبلة لنجم الوسط الفرنسي، في صفقة قد تحمل أبعادًا رياضية وتسويقية كبيرة.

وقد ظل بول بوجبا، البالغ من العمر 32 عامًا، بعيدًا عن الأضواء في الأشهر الأخيرة، بعد أن عوقب بالإيقاف بسبب ثبوت تعاطيه مادة منشطة في سبتمبر 2023، وهي الحادثة التي شكلت ضربة قوية لمسيرته الاحترافية، ومع ذلك، يبدو أن اللاعب بات مستعدًا لفتح صفحة جديدة تعيده إلى الواجهة، وهذه المرة من بوابة الدوري السعودي الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في استقطاب النجوم العالميين.

ووفقًا لما كشفه الصحفي الفرنسي سانتي أونا، الذي يُعد من أكثر المصادر موثوقية في أخبار الانتقالات، فإن بوجبا بات قريبًا جدًا من التوقيع مع نادي الاتحاد السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وهي الخطوة التي قد تعيد تعريف مسار اللاعب المهاري، الذي لطالما جذب الأنظار بقدراته الفنية وأسلوبه المتنوع في وسط الميدان.

ويبحث الاتحاد، الذي يُعد من أعرق الأندية في المملكة العربية السعودية، بشكل واضح عن تعزيز صفوفه بعناصر ذات خبرة دولية وثقل فني كبير، خصوصًا مع تعدد الاستحقاقات التي تنتظره في الموسم القادم، حيث سيخوض الفريق منافسات دوري روشن للمحترفين، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي، بالإضافة إلى دوري أبطال آسيا بنسخته المحدثة للنخبة.

وتشير التقارير إلى أن إدارة الاتحاد بدأت خطوات جدية للتفاوض مع بوجبا ووكيله، في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى كتيبة "النمور"، لا سيما وأن اللاعب بات حرًا ولا يتطلب دفع مقابل مادي لناديه السابق، مما يسهّل المفاوضات من الناحية المالية، ويمنح النادي مرونة أكبر في تقديم عرض مغرٍ من حيث الراتب والمزايا.

وإذا ما تمت الصفقة، فإنها ستكون إحدى أبرز صفقات الانتقالات في الدوري السعودي هذا الصيف، إذ يمتلك بوجبا سيرة ذاتية مبهرة، فقد بدأ مسيرته مع لوهافر الفرنسي، قبل أن ينضم إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2009، ومن ثم يخوض تجربة ناجحة في يوفنتوس، ليعود لاحقًا إلى النادي الإنجليزي في صفقة قياسية، ثم ينتهي به المطاف في يوفنتوس مرة أخرى قبل فسخ العقد الأخير.

والغريب في مسيرة بوجبا، أنه لم يخض أي تجربة احترافية في الدوري الفرنسي، رغم بداياته هناك، وهو ما يجعل انضمامه إلى الدوري السعودي تجربة جديدة كليًا من حيث النمط الكروي والثقافة الجماهيرية، كما أنها قد تشكل فرصة للاعب لإعادة اكتشاف نفسه، بعيدًا عن الضغوط الأوروبية التي لازمته خلال السنوات الماضية.

ومن المعروف عن بوجبا أنه يتمتع بحضور قوي في غرفة الملابس، ويُعد من اللاعبين القادرين على بث الحماس في صفوف الفريق، وهذه سمة تسعى إدارة الاتحاد إلى تعزيزها في تشكيلتها، بعد موسم شهد تقلبات فنية وأداء متذبذب، الأمر الذي دفعها إلى البحث عن عناصر قادرة على صنع الفارق.

وقد تكون الخطوة المقبلة في مسيرة بوجبا محورية، ليس فقط من أجل استعادة مستواه الفني، بل أيضًا لاستعادة صورته الذهنية لدى الجمهور، بعد أن تأثرت سمعته عقب أزمة المنشطات، ومن شأن الانتقال إلى دوري ناشئ من حيث الشهرة العالمية، أن يمنحه هامشًا أكبر من الحرية لإعادة ترتيب أوراقه.

يُذكر أن الدوري السعودي شهد في العامين الماضيين طفرة نوعية في استقطاب اللاعبين العالميين، بعد أن فتحت الأندية الباب على مصراعيه لاستقدام أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، ونغولو كانتي، وهو ما حول أنظار الإعلام الدولي إلى هذه البطولة المتطورة.

ولا تخفي إدارة الاتحاد طموحاتها في بناء فريق قادر على المنافسة القارية والمحلية، ويبدو أن وجود بوجبا في التشكيلة القادمة سيمنح الفريق بعدًا إضافيًا من العمق والهيبة، لا سيما في خط الوسط الذي يحتاج إلى قائد بمواصفات النجم الفرنسي.

وتؤكد المصادر المقربة من اللاعب تؤكد أن بوجبا منفتح على خوض هذه التجربة الجديدة، وأنه يرى في الدوري السعودي منصة لإعادة إطلاق مسيرته، خاصة مع الدعم المالي الكبير، والجماهيرية العالية التي تحظى بها الأندية السعودية.

وقد حظي الخبر بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين متفائل بقدرة اللاعب على تقديم إضافة نوعية، وبين متشكك في جاهزيته البدنية والفنية بعد فترة التوقف الطويلة التي تجاوزت عدة أشهر.

ورغم أن الصفقة لم تُحسم رسميًا حتى الآن، فإن المؤشرات جميعها تشير إلى أن الاتحاد هو الأقرب للظفر بخدمات بوجبا، ما لم تطرأ مستجدات مفاجئة تعرقل الاتفاق، أو تدخل أندية أخرى على خط المفاوضات في اللحظات الأخيرة.

وفي حال تمت الصفقة، فإنها ستعزز توجهات الأندية السعودية في بناء فرق عالمية المستوى، وتعكس الطموح المتزايد للمنافسة على أعلى المستويات، ليس فقط محليًا، بل على الصعيد الآسيوي والعالمي أيضًا.

والجدير بالذكر أن بول بوجبا، الذي تُوج بكأس العالم مع منتخب فرنسا في 2018، لا يزال يمتلك في جعبته الكثير ليقدمه، بحسب متابعيه، وسيكون من المثير متابعة كيف سيتكيف مع الأجواء السعودية، ومع طبيعة اللعب في دوري يختلف في طابعه عن الدوريات الأوروبية الكبرى.

وتبقى الأنظار مشدودة نحو الأيام القليلة المقبلة، ترقبًا لما ستسفر عنه المفاوضات، في وقت بدأت فيه الأندية السعودية في التحرك بقوة استعدادًا لميركاتو صيفي يُنتظر أن يكون ناريًا، وها هو بوجبا، الاسم اللامع، يدخل المشهد بكل ثقله.

اقرأ ايضاً