الأرصاد السعودية تحذر .. رياح محملة بالغبار والأتربة تضرب عدة مناطق حتى نهاية الأسبوع

تشهد المملكة العربية السعودية تقلبات جوية متسارعة، حيث أعلن المركز الوطني للأرصاد في تقريره الصادر صباح اليوم استمرار تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار على عدد من المناطق، وسط تحذيرات من تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، واضطرابات في الأحوال الجوية تمتد حتى نهاية الأسبوع الحالي، مما قد يؤثر على حركة المرور وسير الحياة اليومية في بعض المناطق.
وبحسب التقرير الرسمي، فإن مناطق الشرقية والرياض ومكة المكرمة وجازان ونجران والمدينة المنورة، ستكون أكثر تأثرًا بهذه التقلبات، حيث تشهد هذه المناطق نشاطًا في الرياح السطحية، يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار بشكل واسع، وقد يصل إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، خاصة على الطرق المكشوفة والمناطق الساحلية القريبة من البحر الأحمر والخليج العربي.
ويأتي هذا التحذير تزامنًا مع استمرار الحالة الجوية غير المستقرة التي تمر بها بعض مناطق المملكة، حيث أشار المركز إلى استمرار فرص هطول أمطار رعدية مصحوبة بزخات من البَرَد ورياح نشطة السرعة، وذلك على مناطق جازان وعسير، وهي من المناطق الجبلية المعروفة بتأثرها السريع بالتقلبات المناخية.
وتُعد هذه الرياح جزءًا من موجة انتقالية في الطقس ترتبط عادة بانتقال الفصول، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة خلال شهر يونيو، حيث تزداد معدلات التبخر وتتشكل تيارات هوائية قوية تعمل على حمل الأتربة والغبار عبر مساحات واسعة، مما يؤدي إلى تراجع في جودة الهواء ويؤثر على الصحة العامة.
وبالنسبة للحالة البحرية، أشار التقرير إلى أن الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى شمالية، بسرعة تتراوح بين 25 و45 كم/ساعة، ما يتسبب في ارتفاع الأمواج إلى ما بين متر ومترين، وتصبح حالة البحر متوسطة الموج، وهو ما يستدعي الحذر من قبل مرتادي البحر وسائقي القوارب الصغيرة.
أما في الخليج العربي، فتكون الرياح شمالية غربية إلى غربية بالسرعة نفسها تقريبًا، مع توقعات بارتفاع الموج إلى مترين، مما يجعل حالة البحر متقلبة إلى حدٍّ متوسط، الأمر الذي قد يعرقل بعض الأنشطة البحرية، سواء التجارية أو الترفيهية، في عدد من المناطق الساحلية الشرقية.
ويُنصح المواطنون والمقيمون في المناطق المتأثرة بتوخي الحيطة والحذر، خصوصًا مرضى الجهاز التنفسي وكبار السن، إذ تؤدي الرياح المحملة بالغبار إلى تدهور في جودة الهواء، ما يزيد من معدلات التهيّج التنفسي والحساسية، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الرؤية أثناء القيادة، خاصة على الطرق السريعة.
كما حذرت الأرصاد من خطورة التهاون في متابعة المستجدات الجوية، داعية إلى متابعة نشراتها الرسمية وتحديثاتها المتكررة، حيث يمكن أن تتغير شدة التأثير ومجالاته الجغرافية بشكل سريع، بناء على حركة الكتل الهوائية ومدى تطور الغطاء السحابي المصاحب للعاصفة الغبارية.
وتُعد هذه الموجة من الرياح والغبار من الظواهر المناخية التي تتكرر سنويًا في مثل هذا الوقت، خاصة في المناطق الصحراوية المفتوحة التي تشهد جفافًا في التربة وقلة في الغطاء النباتي، مما يسهم في سهولة تحرّك الرمال والأتربة بفعل الرياح النشطة، ويؤدي إلى عواصف ترابية تمتد لمئات الكيلومترات.
وفي ظل هذه الظروف، يُنصح بتأجيل الرحلات البرية الطويلة، خاصة في فترات الذروة التي تزداد فيها سرعة الرياح، كما يجب على السائقين التأكد من صيانة المركبات، خصوصًا فلاتر الهواء والإطارات، للحد من الآثار السلبية للعواصف الترابية على المركبات وسلامة الركّاب.
ويأتي هذا الطقس المضطرب في سياق التغيّرات المناخية التي تشهدها المنطقة، حيث باتت المملكة تشهد تفاوتًا كبيرًا في درجات الحرارة وتقلبات جوية حادة، مما يزيد من أهمية رصد الظواهر الجوية بدقة، وتحذير السكان في الوقت المناسب من تأثيراتها المتوقعة على الحياة اليومية.
وقد شهدت عدة مدن في الأيام الماضية تراجعًا كبيرًا في مدى الرؤية، وصل في بعض الطرق إلى أقل من 500 متر، وهو ما انعكس على تأخر بعض الرحلات الجوية واضطراب حركة الطيران، إضافة إلى تعطل الملاحة البحرية مؤقتًا في بعض المرافئ الصغيرة الواقعة على البحر الأحمر.
ورغم أن الرياح المحملة بالغبار تُعد جزءًا طبيعيًا من مناخ المملكة الصحراوي، إلا أن تكرارها بهذا النطاق الواسع يطرح تساؤلات حول سبل الحد من تأثيرها، سواء عبر التشجير أو تحسين البنية التحتية للمراقبة الجوية، خصوصًا في المناطق التي تتكرر فيها العواصف الترابية.
وبحسب مختصين في الأرصاد، فإن هذه الرياح قد تمتد لأيام إضافية بحسب حركة المنخفضات الجوية المحيطة بالمنطقة، خاصة إذا ما استمرت التغيرات في الضغط الجوي بين المناطق الشمالية والجنوبية من المملكة، مما يتطلب استعدادًا مستمرًا من الجهات المختصة.
ويُتوقع أن تتراجع حدة الرياح تدريجيًا مع بداية الأسبوع المقبل، مع بقاء فرص لتشكل السحب الركامية في بعض المناطق الجنوبية الغربية، وهو ما قد يهيئ لعودة الاستقرار الجوي نسبيًا في مناطق الوسط والشرق، لكن مع استمرار درجات الحرارة المرتفعة.
ومن جانبها، تعمل الجهات المختصة على مراقبة الوضع عن كثب، وتحديث التقارير بشكل دوري لتزويد السكان بأدق التفاصيل، كما تعمل فرق الصيانة في بعض المناطق المتأثرة على إزالة آثار الأتربة المتراكمة على الطرق العامة للحفاظ على انسيابية المرور.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة التعليم أنها تتابع الحالة الجوية بالتنسيق مع الجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات المناسبة فيما يخص دوام المدارس في المناطق المتضررة، إذ قد يتم تعليق الدراسة حضوريًا في حال تفاقمت الأوضاع المناخية.
- مواعيد جديدة تُعلنها الجامعة الإسلامية لاختبارات القبول .. ماذا ينتظر المتقدمون؟
- اللجنة العليا بالكويت تثير الجدل .. قرار بسحب الجنسية وحالات تنتظر موافقة مجلس الوزراء
- مشكلات أزلية | "فلاح القحطاني" يعلق بعد خسارة النصر أمام الاتحاد بدوري روشن السعودي!
- مفاجأة مدوية | "سعود" يفاجئ ناديي الهلال والاتحاد بشأن العودة إلى دوري روشن السعودي
- بكلمات نارية | "الفراج" يعلق بعد نهائية كلاسيكو الاتحاد والنصر في دوري روشن السعودي