شرطة دبي .. عملية نوعية تُسقط شبكة احتيال إلكتروني خطيرة استهدفت بيانات بنكية

كتب بواسطة: حسان الصائغ | نشر في

في خطوة حاسمة ضمن جهودها المستمرة لمكافحة الجريمة الرقمية، أعلنت شرطة دبي عن الإطاحة بعصابة إلكترونية منظمة تخصصت في تنفيذ عمليات احتيال عبر الإنترنت، من خلال استدراج الضحايا برسائل وروابط وهمية تنتحل أسماء علامات تجارية ومؤسسات خدمية معروفة داخل الدولة.

وجاءت هذه العملية النوعية نتيجة تنسيق عالي المستوى بين مركز مكافحة الاحتيال بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي وعدد من الجهات المعنية التي ساهمت في تتبع مصدر الأنشطة المشبوهة وتحليل أنماطها الإلكترونية بدقة واحترافية.

وأوضحت شرطة دبي أن الأسلوب الإجرامي الذي اعتمدته العصابة تركز على إرسال رسائل نصية وروابط إلكترونية تزعم تقديم خدمات من شركات توصيل أو مطاعم أو متاجر إلكترونية، بهدف استدراج الضحايا لتعبئة بياناتهم البنكية تحت غطاء عروض أو خدمات مزيفة.

وبمجرد أن ينقر المستخدم على هذه الروابط ويُدخل معلوماته المصرفية، يتمكن المحتالون من الوصول إلى الحسابات وسحب مبالغ مالية منها دون علم الضحية، مستغلين الثقة التي يمنحها البعض للمواقع ذات الشكل المألوف.

وأكدت شرطة دبي أن فرق التحري قامت برصد الرسائل الاحتيالية وتحليلها تقنياً، وهو ما مكنها من تتبع مصدر تلك الهجمات الإلكترونية وتحديد البنية التي تستخدمها العصابة لتنسيق عملياتها وسحب البيانات من الضحايا.

وأشار مصدر مسؤول في مركز مكافحة الاحتيال إلى أن أفراد العصابة تم إلقاء القبض عليهم وضبط الأجهزة التقنية التي استخدموها في تنفيذ جرائمهم، بما يشمل أجهزة حاسوب وهواتف متصلة ببرمجيات تُستخدم في إنشاء وتصميم مواقع إلكترونية زائفة.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن العصابة اتبعت أساليب متطورة لمحاكاة المواقع الحقيقية، ما صعّب في بعض الحالات على الضحايا تمييز الخداع، خصوصاً عند ضغط الوقت أو وجود عروض تبدو مغرية أو عاجلة.

وشددت شرطة دبي في بيانها على ضرورة رفع مستوى الوعي الرقمي لدى أفراد المجتمع، واتباع أقصى درجات الحذر عند التعامل مع الروابط الإلكترونية، حتى وإن ظهرت بمظهر رسمي أو مألوف.

ودعت أفراد المجتمع إلى عدم مشاركة بياناتهم البنكية أو الشخصية تحت أي ظرف عبر الروابط أو الرسائل النصية، مؤكدة أن الجهات الرسمية لا تطلب مثل هذه المعلومات عبر الوسائل غير المؤمنة أو الرسائل العامة.

كما حثت شرطة دبي الجمهور على الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مريب من هذا النوع من خلال تطبيق شرطة دبي الذكي، أو عبر منصة «eCrime» المختصة في التعامل مع الجرائم الإلكترونية، أو عبر أقرب مركز شرطة.

وأظهرت التحقيقات الجارية مع العصابة أنهم استهدفوا فئات متعددة من المجتمع، مستخدمين أساليب متنوعة في محاولة لتوسيع دائرة الضحايا، ما يستدعي يقظة أكبر من المستخدمين على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم التقنية.

وتأتي هذه العملية في إطار استراتيجية شرطة دبي لتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الرقمية، لا سيما في ظل التوسع الكبير في استخدام الخدمات الإلكترونية في الحياة اليومية، وتزايد فرص الاستغلال من قبل مجرمي الإنترنت.

وذكرت شرطة دبي أن ما ساهم في سرعة ضبط العصابة هو تفاعل أفراد من المجتمع بالإبلاغ المبكر عن روابط مشبوهة تلقوها، ما ساعد الجهات المختصة على تتبع هذه الروابط وتحليل أنماط عملها قبل أن يتمكن الجناة من توسيع نشاطهم.

يُذكر أن شرطة دبي كانت قد أطلقت عدة حملات توعوية خلال السنوات الماضية لتحذير الجمهور من جرائم الاحتيال الإلكتروني، ونجحت في تقليل عدد ضحايا هذا النوع من الجرائم بفضل التوعية المستمرة والتقنيات الحديثة المستخدمة في الرصد.

وأكدت الشرطة أنها مستمرة في تطوير تقنيات التحليل الرقمي، وتحديث أنظمة المراقبة والتحقيق، بما يعزز قدرتها على مواجهة الجرائم الإلكترونية ويضمن سرعة الاستجابة لأي تهديد رقمي.

وشددت على أهمية شراكة المجتمع مع المؤسسات الأمنية، والتعاون من خلال الإبلاغ الفوري عن أية رسائل مريبة أو مواقع مشكوك بها، لقطع الطريق أمام المحتالين قبل إتمام جرائمهم.

وفي ختام البيان، شددت شرطة دبي على التزامها التام بحماية أفراد المجتمع من كل أنواع الاحتيال، مؤكدة أن الجرائم الإلكترونية تواجه بصرامة، وأن يد العدالة ستطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن البيانات والأموال.

اقرأ ايضاً