رسميًا .. بيولي يغادر النصر والعالمي يبحث عن مدرب جديد

بيولي يغادر النصر والعالمي يبحث عن مدرب جديد.
كتب بواسطة: زهور النجار | نشر في 

في تطورٍ متوقع على الساحة الرياضية السعودية، أسدل الستار رسميًا على علاقة المدرب الإيطالي سيتفانو بيولي بنادي النصر، بعد فترة لم تحقق خلالها التطلعات المرجوة من الإدارة أو الجماهير.

فقد أعلن الإعلامي الرياضي علي العنزي، عبر منصته في "إكس"، نهاية مشوار بيولي مع "العالمي"، مؤكدًا أن المدرب المخضرم لن يكون على رأس الجهاز الفني للفريق في الموسم المقبل.

وقد أثار الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم موجة من التفاعل بين جماهير النصر، التي انقسمت بين من أبدى ارتياحه للقرار باعتباره خطوة ضرورية لإعادة بناء الفريق، وبين من رأى أن الاستقرار الفني كان بحاجة لمزيد من الوقت حتى يؤتي ثماره.

ولكن المؤكد أن الإدارة النصراوية لم تكن راضية عما تحقق على أرض الملعب خلال الموسم الفائت.

والجدير بالذكر أن بيولي، الذي تولّى قيادة النصر في فترة شهدت طموحات كبيرة على مستوى التعاقدات والنتائج، لم يتمكن من ترجمة هذه الآمال إلى أرقام ملموسة.

فرغم توفر عناصر بارزة في التشكيلة، إلا أن الفريق لم ينجح في تحقيق بطولة محلية أو قارية تحت قيادته، وهو ما أضعف موقف المدرب أمام الإدارة والجماهير على حد سواء.

وكان من المنتظر أن يعيد بيولي ترتيب أوراق الفريق، خاصة مع ضخ إدارة النصر استثمارات كبيرة في اللاعبين، وعلى رأسهم نجوم عالميون جاءوا ليشكلوا الفارق، لكن الأداء ظل متذبذبًا، والعروض في البطولات الكبرى افتقدت للثبات والحسم.

وبحسب ما أكده مصدر مقرب من النادي، فإن القرار جاء بعد تقييم شامل لأداء الفريق خلال الموسم، خلص إلى أن التغيير الفني بات أمرًا ضروريًا لمواكبة طموحات النادي في المنافسة الجادة على الألقاب، سواء محليًا أو في دوري أبطال آسيا.

ومن جهتها، بدأت إدارة النصر بالفعل في دراسة عدد من السير الذاتية لمدربين عالميين، وسط رغبة واضحة في التعاقد مع اسم قادر على إدارة النجوم وقيادة مشروع فني طويل الأمد يعيد للفريق بريقه وهيبته، وتشير بعض التسريبات إلى وجود تواصل أولي مع مدربين سبق لهم العمل في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

وتواجه الإدارة تحديًا مزدوجًا في هذه المرحلة، لا يقتصر على إيجاد البديل المناسب فنيًا، بل يمتد أيضًا إلى ضرورة تحقيق الانسجام سريعًا قبل انطلاق الموسم الجديد، لا سيما أن النصر سيخوض مشاركات محلية وقارية تتطلب جاهزية قصوى على كافة المستويات.

ويأتي رحيل بيولي في سياق متغير تشهده الكرة السعودية مؤخرًا، حيث تسعى الأندية الكبيرة إلى بناء فرق ذات طابع عالمي، تواكب الطموحات الجديدة المدفوعة بالاستثمارات المتزايدة في القطاع الرياضي، وفي هذا السياق، يصبح تغيير المدربين جزءًا من ديناميكية البحث عن الأفضل.

وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت بيولي، إلا أن بعض المتابعين يرون أنه لم يحظَ بفرصة كافية لإثبات رؤيته الفنية، خاصة أن بناء فريق متكامل يحتاج لفترة أطول من موسم واحد، خصوصًا في بيئة كروية متطلبة وسريعة التغيّر مثل الدوري السعودي.

ولكن لغة الأرقام لم تكن في صالحه، فقد أنهى النصر موسمه دون أي لقب، وهو ما لا يتماشى مع تطلعات الإدارة أو الشارع الرياضي الذي اعتاد من "العالمي" الظهور القوي والمنافسة حتى الرمق الأخير في جميع البطولات.

ورغم أن المدرب الإيطالي سبق وأن أثبت قدراته في محطات سابقة، خاصة مع ميلان الإيطالي، إلا أن تجربته مع النصر بدت متعثرة منذ البداية، ولم تظهر مؤشرات واضحة على حدوث تحول نوعي في أداء الفريق خلال فترات الحسم.

وقد كان الموسم المنصرم مليئًا بالتحولات بالنسبة للنصر، ليس فقط على مستوى الأداء الفني، بل أيضًا في علاقة النادي بجماهيره التي طالبت بتغييرات جذرية تعيد الفريق إلى طريق البطولات بعد سنوات من التذبذب.

ومن المرجح أن يكون ملف المدرب الجديد حاسمًا في إعادة بناء ثقة الجماهير، لا سيما أن الانتدابات الصيفية المقبلة ستكون مرتبطة برؤية الجهاز الفني القادم، ومدى قدرته على رسم ملامح مشروع فني متكامل ومستدام.

وفي ختام المشهد، يبدو أن النصر طوى صفحة بيولي دون ضجيج، وبدأ يفتح صفحة جديدة لا تزال ملامحها غير واضحة، لكن ما هو مؤكد أن النادي ماضٍ في مشروعه الرياضي الطموح، وأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاهاته الجديدة.

ورغم رحيل المدرب، تبقى الأسئلة مفتوحة: من سيخلف بيولي؟ وهل ينجح المدرب الجديد في قيادة "العالمي" نحو منصات التتويج؟ الإجابة تنتظرها جماهير النصر بترقب، في موسم يعد بالكثير من التغييرات والتحديات.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية