بالتزامن مع استقبال المعتمرين.. وزارة الشؤون الإسلامية تكثّف جهودها في مسجد السيدة عائشة

وزارة الشؤون الإسلامية
كتب بواسطة: محمود العادل | نشر في 

في مشهد يعكس روح العناية والرعاية التي توليها المملكة لضيوف الرحمن، كثّفت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عبر الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، جهودها الدعوية والإرشادية في مسجد السيدة عائشة –رضي الله عنها– في التنعيم، مع تزايد توافد المعتمرين في موسم العمرة لهذا العام 1446هـ.

تأتي هذه الخطوة استكمالًا لرسالة الوزارة في دعم الحجاج والمعتمرين معنويًا وعلميًا، وتنفيذًا لتوجيهات الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي شدّد على ضرورة تقديم كافة الخدمات المنوطة بالوزارة بأعلى المستويات الممكنة، بما يترجم تطلعات القيادة ويتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

ومن قلب المسجد الذي يشكل نقطة انطلاق للمعتمرين القادمين لأداء النسك من التنعيم، أطلقت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية سلسلة من البرامج الميدانية التي تستهدف دعم المعتمرين بالمعرفة الشرعية، والإجابة عن تساؤلاتهم الفقهية المرتبطة بمناسك العمرة، من خلال وجود دعاة رسميين مؤهلين يتحدثون بعدة لغات عالمية.

يشكل هذا الحضور الدائم للدعاة والمترجمين عنصرًا محوريًا في توصيل الرسالة الشرعية المعتدلة، خاصة في موقع يتقاطر إليه معتمرون من جنسيات مختلفة، يحملون أسئلة وتصورات تحتاج إلى تقويم وتعزيز، لتكون رحلتهم الروحية في بيت الله الحرام مبنية على الفهم الصحيح لأحكام الشريعة.

كما لم تكتف الوزارة بالجهود البشرية، بل سخّرت وسائل التقنية الحديثة عبر تفعيل الشاشات الإلكترونية في أنحاء المسجد، التي تبث رسائل توعوية بعدة لغات، لتصل الرسالة بوضوح إلى كل معتمر مهما اختلفت لغته، وهو ما يعكس تطور أدوات الدعوة واستثمار التقنية لخدمة الهدف الأسمى.

وعلى صعيد آخر، وفرت الوزارة مكتبة إلكترونية ذكية، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تتيح للمعتمرين الوصول إلى مجموعة ضخمة من الكتب والمطويات التوعوية، يمكن تحميلها بسهولة عبر هواتفهم الذكية من خلال رموز الاستجابة السريعة (الباركود).

هذا الدمج بين المحتوى الدعوي والوسائل التقنية يسهم في تقريب المعارف الشرعية إلى ذهن المعتمر، ويمنحه فرصة للعودة إلى هذه المواد لاحقًا بلغته الأم، في أي وقت، وهو ما يرسّخ رسالة الوزارة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.

وتتضمن هذه الجهود أيضًا توزيع مطبوعات دينية تقليدية بعدة لغات عالمية، في استمرارية لتقاليد الدعوة الإسلامية في التوزيع الميداني، ولكن مع مراعاة المستجدات التقنية وتنوع الثقافات في عالم اليوم.

الرسالة الكبرى لهذه الجهود تتمثل في توعية المعتمرين بكيفية أداء مناسكهم وفق منهج الكتاب والسنة، وتيسير ذلك عليهم، بعيدًا عن الاجتهادات الخاطئة أو المفاهيم المغلوطة التي قد يحملها بعض الزوار نتيجة خلفيات دينية أو ثقافية متعددة.

وتسعى الوزارة من خلال هذه البرامج إلى تعزيز السكينة في العبادة، والحث على الرفق في السلوك، وتقديم صورة واضحة عن سماحة الإسلام، مما يترك في نفوس المعتمرين أثرًا روحيًا ووجدانيًا لا يُنسى.

وتبرز هذه الجهود في موسم يتسم بالكثافة العددية وتنوع الجنسيات، ما يتطلب جاهزية عالية وتنسيقًا دقيقًا بين مختلف الجهات، وهو ما يظهر جليًا في الأداء المتناغم الذي تنفذه الفرق الميدانية للدعوة والإرشاد داخل المسجد وفي ساحاته المحيطة.

ويحظى مسجد السيدة عائشة بمكانة مركزية بين المساجد المرتبطة بمناسك العمرة، إذ يتخذه كثير من الزوار ميقاتًا لأداء النسك من مكة المكرمة، ما يجعله نقطة تركيز دعوي وميداني بالغ الأهمية، ويضاعف من مسؤولية الكوادر العاملة فيه.

ويجدر بالذكر أن هذا الحراك الدعوي ليس معزولًا عن الأطر الاستراتيجية للدولة، بل يمثل جزءًا من مشروع متكامل لتجويد تجربة المعتمر، تتشارك فيه جهات حكومية عدة، تصبّ جميعها في خدمة الزائر، من لحظة قدومه حتى مغادرته.

وتؤكد وزارة الشؤون الإسلامية أن ما يتم تقديمه ليس فقط معلومات دينية، بل تجربة متكاملة تهدف إلى راحة الزائر، وتثري تجربته الروحية، وتبني علاقة وثيقة بينه وبين المبادئ العظيمة التي جاء هذا الدين بها للعالمين.

وفي ظل هذه المنظومة المتطورة، تتجلى مكانة المملكة بوصفها حاضنة الإسلام وقبلة المسلمين، حيث يُدار موسم العمرة بروح العصر، وبأدوات المستقبل، وبقلب إيماني نابض، يحمل الخير للناس كافة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية