ابتداءً من اليوم: إصدار تصاريح العمرة عبر تطبيق نسك

كتب بواسطة: سماء سالم | نشر في

أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، انطلاق موسم العمرة الجديد للعام الهجري 1447هـ، ابتداءً من اليوم، مؤكدة جاهزيتها التامة لاستقبال ضيوف الرحمن، ومواصلة جهودها في تسهيل إجراءات أداء المناسك، بالتكامل مع الجهات المعنية، وفي إطار تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وضمن هذا الإطار، أوضحت الوزارة أن إصدار تصاريح العمرة للمعتمرين القادمين من خارج المملكة سيبدأ رسميًا اعتبارًا من يوم غد، وذلك عبر تطبيق “نسك”، الذي يمثل المنصة الرقمية الموحدة لتقديم الخدمات الحكومية لضيوف الرحمن.

وتأتي هذه الخطوة في إطار التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو رقمنة الخدمات، ورفع جودة تجربة ضيوف الرحمن، عبر حلول تقنية متقدمة تُسهّل الإجراءات، وتختصر الوقت والجهد، وتضمن سلاسة أداء العمرة وفق إجراءات منظمة تضمن السلامة والراحة.

ويعد تطبيق "نسك" أحد أبرز المنصات الرقمية التي أطلقتها المملكة في السنوات الأخيرة، في سياق سعيها للتحول الرقمي في قطاع الحج والعمرة.

ويوفر التطبيق خدمات متكاملة تشمل إصدار تأشيرات وتصاريح العمرة، وحجز المواعيد، والإرشاد المكاني، وخدمات النقل، إضافة إلى باقات متنوعة تُمكّن المعتمرين من إدارة رحلتهم الدينية بشكل شامل وسلس.

وبحسب وزارة الحج والعمرة، فإن التطبيق يتيح للمعتمرين من خارج المملكة إصدار التصاريح بكل يسر، بدءًا من الغد، بعد الانتهاء من ترتيبات الدخول والتسجيل، وفق الضوابط المعتمدة التي تضمن تنظيم تدفق الحشود والحفاظ على سلامة الزوار.

وضمن استعداداتها لموسم العمرة 1447هـ، أوضحت الوزارة أن الخطط التشغيلية والتقنية جرى تجهيزها منذ وقت مبكر، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، لضمان انسيابية الإجراءات وتوفير أفضل الخدمات، سواء على المستوى اللوجستي أو التقني أو التوعوي.

وأكدت الوزارة أن الجهود المشتركة تهدف إلى تقديم تجربة استثنائية للمعتمرين، تتوافق مع طموحات المملكة في أن تكون رحلة العمرة نموذجًا عالميًا في الجودة والتنظيم، بما يعكس الصورة المشرفة للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن.

وتشمل الاستعدادات توفير كفاءات بشرية مدربة، وتعزيز البنية التحتية الرقمية في المنافذ والمواقع المقدسة، وتوسيع قاعدة الخدمات المتوفرة بعدة لغات، لضمان الشمولية والوصول لكافة الزوار من مختلف الجنسيات.

وتحرص الحكومة السعودية على تطوير قطاع العمرة ليكون ركيزة اقتصادية وسياحية ذات بُعد ديني وروحي، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي تستهدف رفع أعداد المعتمرين إلى 30 مليون معتمر سنويًا بحلول نهاية العقد الجاري، إلى جانب تحسين جودة الخدمات المقدمة، وتعزيز الابتكار في القطاع الديني والسياحي.

وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في آليات إصدار التأشيرات، وتقديم الخدمات الرقمية، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، والمناطق المحيطة به، بما يعكس جدية الجهود السعودية في هذا المضمار.

وتُعد المنصات الرقمية مثل "نسك" و"تأكد" وغيرها، إحدى أدوات التحول التقني، التي ساعدت في تقليل الازدحام، وتحسين إدارة الحشود، وتوفير بيئة صحية وآمنة لأداء الشعائر.

ويتضمن تطبيق "نسك" عددًا من الخدمات التي تسهم في تحسين تجربة المعتمر، منها تحديد مواقع الصلاة والعبادة داخل الحرمين، وتقديم الإرشادات الفقهية بلغات متعددة، وتوفير معلومات الطقس، والتنبيهات الصحية، فضلاً عن تسهيل عمليات الدفع والحجز للفنادق ووسائل النقل.

كما يعزز التطبيق جانب التوعية من خلال محتوى مرئي ومكتوب حول أداء المناسك، والسلوكيات الإيجابية، وأدلة المعتمرين، ما يُمكّن الزوار من أداء شعائرهم بروحانية وطمأنينة، بعيدًا عن العوائق أو الغموض.

وتعمل الوزارة على تحديث التطبيق بشكل مستمر، وإضافة مزايا جديدة بناءً على الملاحظات الميدانية وتجربة المستخدمين، لضمان توافقه مع متطلبات الموسم المتغيرة وتطلعات المعتمرين من حول العالم.

وفي الجانب الميداني، أكد عدد من مسؤولي الوزارة أن التنسيق جارٍ مع الأجهزة الأمنية، والقطاعات الصحية، والجهات البلدية، لضمان جاهزية البنية التحتية، وتوفير مستويات عالية من النظافة والراحة في الحرمين الشريفين، ومواقع الإقامة، ومرافق النقل، مشيرين إلى أن تجربة العمرة هذا العام ستكون أكثر تطورًا من الأعوام السابقة بفضل ما تم إنجازه من مشروعات تنظيمية.

وأشاروا إلى أن فرقًا ميدانية متخصصة ستتولى مراقبة سير الأداء على مدار الساعة، والتدخل السريع في حال حدوث أي طارئ، إضافة إلى مراكز دعم فني وإرشادي تعمل على توجيه المعتمرين داخل الحرم وخارجه.

ويؤكد هذا الإعلان بداية مرحلة جديدة في مسيرة تسهيل إجراءات العمرة، ويعكس إصرار المملكة على المضي قُدمًا نحو ترسيخ مكانتها كوجهة أولى للمسلمين من مختلف بقاع الأرض، ليس فقط من الناحية الدينية، بل من حيث جودة الخدمة، والتعامل الإنساني، والتكامل المؤسسي.

وتبقى رسالة وزارة الحج والعمرة واضحة: تقديم أفضل ما يمكن لضيوف الرحمن، من خلال التيسير، والابتكار، والتطوير، بما يُحقق رضا الزائرين، ويعكس القيم الأصيلة للمملكة في حسن الضيافة.

اقرأ ايضاً