تنبيه عاجل من تعليم الإمارات: 5 أجهزة ممنوعة داخل قاعات الامتحانات

كتب بواسطة: صهيب بن جابر | نشر في

في إطار الاستعدادات المكثفة لانطلاق الاختبارات المركزية لنهاية الفصل الدراسي الثالث، والتي تبدأ اليوم الثلاثاء الموافق 10 يونيو، أصدرت إدارات المدارس الحكومية في مختلف إمارات الدولة تعميماً رسمياً يتضمن تعليمات حازمة بشأن الأجهزة الإلكترونية المسموح بها والممنوعة داخل قاعات الامتحانات، وذلك في خطوة تهدف إلى حماية نزاهة العملية الامتحانية وضمان بيئة تعليمية خالية من التشويش والمخالفات التقنية.

ووفقاً للتعليمات الصادرة، تم تحديد خمس فئات من الأجهزة الإلكترونية يُمنع منعاً باتاً اصطحابها إلى قاعات الامتحانات، وهي: الأجهزة اللوحية (مثل أجهزة iPad)، أجهزة الحاسوب من نوع MACBOOK، السماعات بجميع أنواعها (سلكية ولاسلكية)، الساعات الذكية (بما في ذلك الساعات المتصلة بالهاتف)، الهواتف المتحركة بشكل عام.

وأوضحت إدارات المدارس أن هذه الأجهزة تمثل "مصادر محتملة للغش أو التشويش أثناء الامتحان"، وأن وجودها داخل القاعات يهدد عدالة الامتحانات ويخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة، وأكدت أن أي محاولة لإدخال هذه الأجهزة ستُعتبر مخالفة صريحة للوائح الامتحانات، وستُتخذ بحق الطالب أو الطالبة الإجراءات الإدارية المعتمدة.

وفي المقابل، سمحت التعليمات باستخدام الأجهزة الوزارية الرسمية فقط، أي تلك التي قامت وزارة التربية والتعليم بتوفيرها للطلبة مسبقاً، ووضعت الإدارات التعليمية عدداً من الشروط لضمان الاستخدام السليم لهذه الأجهزة أثناء فترة الامتحانات:

1. تحميل برنامج "أسس" المخصص لأداء الاختبارات، وعدم استخدام أي برامج أو تطبيقات أخرى.

2. عدم تحميل أي تطبيقات تواصل اجتماعي أو برامج VPN على الجهاز تحت أي ظرف، لما لذلك من مخاطر تتعلق بالأمن السيبراني والتشويش على الامتحانات.

3. ضرورة أن يكون الجهاز مشحوناً شحنة كاملة قبل حضور الطالب إلى المدرسة.

4. إحضار الشاحن الشخصي مع كل طالب، تحسباً لأي طارئ قد يطرأ خلال أداء الامتحان.

وفي تعليقاتها على هذه التعليمات، أكدت إدارات المدارس أن هذه الخطوات تأتي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الانضباط المدرسي، والحفاظ على مصداقية وشفافية نظام التقييم، إلى جانب ضمان جاهزية الطلبة التقنية لأداء الاختبارات بكفاءة ودون أي انقطاع.

كما شددت الإدارات على أن "التزام الطلبة بهذه التعليمات يُعد مؤشراً مباشراً على وعيهم واحترامهم للمنظومة التعليمية، ويُعبّر عن رغبتهم الجادة في النجاح بطريقة مشروعة وأخلاقية".

وتأتي هذه الإجراءات في وقت تزايدت فيه المخاوف العالمية من استخدام التكنولوجيا كوسيلة للغش في الامتحانات، خصوصاً في ظل التطورات المتسارعة في الأجهزة الذكية والاتصالات الرقمية.

ففي السنوات الأخيرة، واجهت العديد من الأنظمة التعليمية تحديات كبيرة في ضبط حالات الغش الإلكتروني، سواء باستخدام الهواتف أو الساعات الذكية أو حتى التطبيقات المتخصصة.

وقد أدّت هذه التحديات إلى إعادة النظر في سياسات التعامل مع التكنولوجيا داخل البيئة التعليمية، خصوصاً خلال فترات الاختبارات، ما دفع العديد من الجهات التعليمية، ومنها وزارة التربية والتعليم في الدولة، إلى اتخاذ إجراءات وقائية صارمة للحد من هذه الظواهر.

ومن جانبهم، عبّر عدد من أولياء الأمور والطلبة عن تفهّمهم لهذه القرارات، معتبرين أنها تسهم في خلق جو نزيه وعادل لجميع الطلاب، وقالت إحدى الأمهات: "نحن نؤيد هذه التعليمات بالكامل، ونحرص على توعية أبنائنا بضرورة الالتزام بها، الغش لا يفيدهم، والنجاح الحقيقي هو الذي يأتي بالجهد".

وأضاف طالب في الصف الثاني عشر: "نعلم أن الهواتف والساعات قد تكون مغرية في الامتحانات، لكننا أيضاً نعلم أن أي محاولة للغش قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ونحن نريد أن نثبت أنفسنا بجدارتنا".

وتعكس هذه التعليمات الجديدة استعداد وزارة التربية والتعليم لمواكبة التطورات التقنية، دون أن تتنازل عن المبادئ الأساسية للعملية التعليمية، فبينما تستثمر الدولة في تطوير أدوات التعليم الذكي وتوفير بنية تحتية رقمية متقدمة للمدارس، فإنها في الوقت نفسه تحرص على ضبط استخدام هذه الأدوات بما يخدم مصلحة الطالب ويرتقي بمستواه الأكاديمي.

ومع انطلاق الامتحانات المركزية غداً، تأمل إدارات المدارس أن تكون هذه التعليمات واضحة وفعالة في تنظيم البيئة الامتحانية وضبط السلوكيات، بما يضمن تجربة تعليمية عادلة وناجحة لجميع الطلبة.

وتبقى الرسالة الأهم التي تحملها هذه الإجراءات، أن النجاح لا يصنعه جهاز إلكتروني، بل يصنعه الجهد والمثابرة والالتزام، وهي القيم التي تسعى المؤسسة التعليمية في الدولة إلى ترسيخها في أذهان الطلاب منذ اليوم الأول وحتى آخر امتحان.

اقرأ ايضاً