زلزال الخليج لا يشكل خطرًا على المملكة: المساحة الجيولوجية توضح الأسباب العلمية

كتب بواسطة: احمد عادل | نشر في

طمأنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية المواطنين والمقيمين، مساء الثلاثاء، بعد تسجيل هزة أرضية خفيفة في الخليج العربي، مؤكدة أن الزلزال الذي وقع عند الساعة 5:12 مساءً لا يمثل أي خطر على أراضي المملكة، ولا يستدعي القلق أو الخوف، مشيرة إلى أن تأثيره كان محدودًا وغير محسوس في معظم المناطق.

وجاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للمهندس طارق منصوب، مدير مركز الرصد الزلزالي في هيئة المساحة الجيولوجية، عبر قناة "الإخبارية"، حيث قدم شرحًا مفصلًا لطبيعة الزلزال الأخير، وملابساته الجيولوجية، كما استعرض خلفية علمية عن النشاط الزلزالي في منطقة الخليج، وأسباب تكرار الهزات الأرضية فيها خلال الفترات الماضية.

وقال المهندس منصوب إن الهزة الأخيرة لم تُصنف ضمن الزلازل القوية، بل إنها أقل حدة من هزات مشابهة سُجلت في شهري مارس وأبريل الماضيين، والتي تراوحت قوتها بين 3.5 و4.5 درجات على مقياس ريختر.

وأشار إلى أن الزلزال الحالي لم يتجاوز الـ5 درجات، وهو ما يُعد "ضمن النطاق المطمئن وغير المؤثر"، بحسب المعايير العلمية الدولية.

ووفقًا لما أوضحته هيئة المساحة الجيولوجية، فإن الزلزال الذي وقع في مياه الخليج العربي لم يكن له انعكاسات محسوسة على أي من المدن أو المناطق السعودية، وقد رُصد الزلزال عبر شبكة الرصد الزلزالي الوطنية، التي تعمل على مدار الساعة لرصد وتحليل أي نشاط زلزالي محتمل في المنطقة.

وأضاف المهندس منصوب أن "هذا النوع من الهزات الأرضية يُعد أمرًا طبيعيًا ومتكررًا نتيجة للتكوين الجيولوجي للمنطقة، وهو لا يُعد مؤشرًا على خطر قادم، بل هو جزء من تفريغ الطاقة المتراكمة داخل طبقات الأرض".

وأشار إلى أن موقع الصفيحة التكتونية العربية، واصطدامها المستمر مع الصفيحة الأوراسية، الممتدة عبر جبال زاجروس ومكران في إيران وباكستان، يُنتج إجهادات جيولوجية داخل القشرة الأرضية، هذه الإجهادات، ومع مرور الوقت، تتراكم ثم تتفجر بشكل طبيعي عبر هزات خفيفة إلى متوسطة القوة.

وفي إطار الشرح السياقي، أكد المهندس منصوب أن مراجعة السجل الزلزالي في المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة تظهر نمطًا زلزاليًا مستقرًا إلى حد بعيد، فمعظم الهزات الأرضية التي تم تسجيلها كانت في وسط الخليج العربي أو بالقرب من السواحل الإيرانية، وليس في المياه القريبة من السعودية، وهذا ما يفسر عدم شعور سكان المملكة بهذه الهزات في الغالب، أو شعورهم بها بشكل طفيف جدًا لا يُذكر.

وأشار إلى أن "البيانات التي تم جمعها منذ عقد كامل تدعم فرضية الاستقرار الزلزالي على الجانب السعودي من الخليج، ولا توجد دلائل على نشاط زلزالي مرتفع أو خطير قد يشكل تهديدًا على السلامة العامة أو البنية التحتية".

فيما شددت هيئة المساحة الجيولوجية على أن المملكة تمتلك منظومة متقدمة للرصد الزلزالي، تضم عشرات المحطات المنتشرة في مناطق مختلفة، وهي مرتبطة بمراكز تحليل ومتابعة تقدم تقارير فورية عن أي نشاط أرضي غير معتاد، ويؤكد خبراء الجيولوجيا أن جاهزية هذه المنظومة تُعد من الأعلى في المنطقة، وتُتيح سرعة استجابة وتحليلاً دقيقًا لأي تطور جيولوجي.

وأكد المهندس منصوب في مداخلته أن الهيئة على تواصل دائم مع الجهات ذات العلاقة، وأن أي تغير في النشاط الزلزالي يُتابع بدقة، كما تُصدر الهيئة بيانات رسمية في حينها لتحديث المواطنين وتوعيتهم، في إطار من الشفافية والمهنية.

واختتم منصوب حديثه برسالة طمأنة إلى جميع المواطنين والمقيمين، قائلاً: "ما تم تسجيله اليوم لا يُعد زلزالًا قويًا، بل هو هزة طبيعية متكررة، وضمن المستوى الذي لا يدعو للقلق، ونؤكد للجميع أن الزلازل المسجلة في المنطقة حتى الآن تقع ضمن الفئة الضعيفة إلى المتوسطة، وهي ليست من النوع المدمر أو المهدد للسلامة العامة".

وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الخليج العربي، بحكم موقعها الجيولوجي، تُعد من المناطق التي تشهد نشاطًا زلزاليًا معتدلًا، وتُعد السواحل الإيرانية، خصوصًا المحاذية لجبال زاجروس، من أكثر المناطق التي تشهد هزات أرضية متكررة، نتيجة لحركة الصفائح التكتونية المستمرة.

ويُعتبر هذا النشاط طبيعيًا في ضوء التركيب الجيولوجي للمنطقة، كما أن شدته غالبًا لا تتجاوز الحدود التي قد تُسبب أضرارًا بشرية أو مادية.

وقد شهد الخليج العربي خلال العقود الماضية عدة زلازل مماثلة، لم تُحدث أية آثار تُذكر على دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك السعودية، وهو ما يعكس الطبيعة المحدودة لتأثير هذه الهزات في الجانب العربي من الخليج.

وفي ضوء المعطيات الفنية والعلمية الصادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية، يمكن القول إن الهزة الأرضية الأخيرة في الخليج العربي تندرج ضمن الهزات الطبيعية ذات التأثير المحدود، ولا تُشكل تهديدًا مباشرًا على المملكة، وتؤكد الهيئة أن جميع الأجهزة تعمل بكفاءة لمتابعة أي نشاط زلزالي، مع استمرار التنسيق بين الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين والمقيمين.

اقرأ ايضاً