الدعوة بلغة العصر: الشؤون الإسلامية تُبهِر الحجاج بخدمات ذكية متعددة اللغات

الشؤون الإسلامية
كتب بواسطة: صلاح الأحمر | نشر في 

في مشهد يعكس التقدم النوعي في استخدام التقنية لخدمة ضيوف الرحمن، كثّفت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جهودها الدعوية والإرشادية مع توافد الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، من خلال منظومة متكاملة من البرامج والمبادرات التي استهدفت توعيتهم وتيسير فهمهم لأحكام المناسك بلغات متعددة، وتقديم تجربة روحية وثقافية متميزة تعزز من الوعي الشرعي وتواكب تطلعات رؤية المملكة 2030.

ومن خلال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، حرصت الوزارة على إطلاق سلسلة من المبادرات النوعية التي دمجت بين الرسالة الدعوية والوسائل التقنية الحديثة، حيث تم تقديم عشرات الدروس اليومية والكلمات الوعظية في مصليات الفنادق المحيطة بالمسجد الحرام، قدّمها نخبة من الدعاة الرسميين والمتعاونين والمترجمين، بهدف تعزيز فهم الحجاج لأحكام الطواف والوداع، وتسليط الضوء على محاسن الإسلام وسماحته، والتعريف بجهود المملكة المشهودة في خدمة ضيوف الرحمن.

ولم تقتصر هذه الجهود على الإرشاد المباشر، بل توسعت لتشمل بث رسائل دعوية وترحيبية عبر الشاشات الإلكترونية المنتشرة في مقرات سكن الحجاج، حيث استُخدمت هذه الوسائط الذكية لبث المحتوى بلغات متعددة تلبي احتياجات الحجاج من مختلف الجنسيات، بما يضمن إيصال المعلومات الشرعية والرسائل التوعوية بأسلوب مبسط وسلس.

وفي نقلة نوعية تؤكد ريادة المملكة في التحول الرقمي، فعّلت الوزارة "المكتبة الإلكترونية" التي تتيح للحجاج تحميل آلاف الكتب والمطويات العلمية المعتمدة من قبل كبار العلماء، مباشرة على هواتفهم المحمولة.

وتتميّز هذه المكتبة الرقمية بدعمها لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في تصنيف المحتوى وتقديمه بشكل يتناسب مع لغة المستخدم واهتماماته، ما يعزز من انتشار المعرفة الشرعية بين الحجاج ويجعلها متاحة في كل زمان ومكان.

كما أطلقت الوزارة خدمة "الاتصال المرئي" باستخدام أجهزة الآيباد الحديثة، والتي تم توزيعها في عدد من الفنادق ونقاط الخدمة، ما أتاح للحجاج التواصل المباشر مع فريق من العلماء والمترجمين المتخصصين بعشر لغات عالمية، للإجابة على استفساراتهم الشرعية بشكل فوري وموثوق.

وتعد هذه الخطوة تجسيدًا عمليًا لرؤية الوزارة في توظيف التقنية الحديثة لخدمة الدعوة الإسلامية، وتقديم الدعم العلمي والديني للحجاج بأسلوب يراعي اختلاف الثقافات واللغات.

وتأتي هذه المبادرات استكمالًا لما بذلته الوزارة طوال موسم الحج من برامج دعوية مكثفة بدأت منذ وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، حيث تنوعت بين المحاضرات، والإرشاد الميداني، وتوزيع المطبوعات، وإطلاق الحملات التوعوية في المساجد ومراكز الخدمات، وكل ذلك بإشراف مباشر من الكوادر الوطنية المؤهلة في المجال الدعوي والتقني.

ويعكس هذا التفاعل الذكي والمتوازن بين الدعوة والتقنية حرص وزارة الشؤون الإسلامية على تقديم تجربة متكاملة لضيوف الرحمن، تجعل من أداء المناسك فرصة لفهم الدين بشكل أعمق، والتفاعل مع القيم الإسلامية النبيلة، ضمن بيئة إيمانية تتكامل فيها الوسائل الحديثة مع المضمون الشرعي الرصين.

ولعل ما يميز جهود الوزارة هذا العام هو التوسع في استخدام اللغات العالمية، بما في ذلك الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والإندونيسية، والفارسية، وغيرها، ما أتاح للحجاج من شتى أنحاء العالم الاستفادة من المحتوى الدعوي والخدمات الإرشادية، دون عوائق لغوية أو ثقافية، وهو ما يعزز من تجربة الحاج ويرفع مستوى الطمأنينة لديه أثناء تأدية المناسك.

ومع قرب انتهاء موسم الحج، تؤكد وزارة الشؤون الإسلامية استمرارها في تطوير المنظومة الدعوية، واستثمار التجارب السابقة لتحسين الأداء في المواسم القادمة، سعيًا منها لترسيخ دور المملكة كمركز رائد في خدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم نموذج عالمي في إدارة الحشود وتوعية الحجاج، يجمع بين الأصالة الشرعية والتقدم التقني، ويعكس ما تحظى به هذه الشعيرة العظيمة من رعاية واهتمام من القيادة الرشيدة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية