طلاب جامعة نجران يسطرون مواقف إنسانية في خدمة ضيوف الرحمن

وسط أجواء الإيمان وروح البذل والعطاء، يواصل أعضاء النادي الصحي بجامعة نجران تقديم خدماتهم الإنسانية والمهنية خلال موسم الحج، من خلال دعم مباشر من عمادة شؤون الطلاب، ليؤكدوا بذلك أن العلم لا يقتصر على القاعات الدراسية، بل يجد امتداده الطبيعي في ميادين العمل وخدمة المجتمع، لاسيما في المشاعر المقدسة، حيث تصطف الجهود وتتحد القلوب لخدمة ضيوف الرحمن.
ويباشر طلاب جامعة نجران مهامهم ضمن الفرق الميدانية في المشاعر، متعاملين مع حالات الإجهاد الحراري، والإغماء، ونوبات الضغط والسكر، وغيرها من الحالات الصحية الطارئة التي تتطلب تدخلاً إسعافيًا سريعًا.
هذه المهام التي يتولاها أعضاء النادي الصحي تأتي في إطار مسؤوليتهم المهنية كطلاب في القطاع الصحي، ورسالتهم التطوعية التي تعكس نبل الانتماء لهذا الوطن وخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأكدت جامعة نجران، عبر حسابها الرسمي، أن مشاركة طلابها في موسم الحج لا تمثل فقط خدمة إنسانية، بل تعكس المستوى المتقدم من التأهيل العلمي والعملي الذي تلقاه الطلاب في القاعات الدراسية والمرافق التدريبية، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تُعد جزءًا من خطة الجامعة لصقل مهارات طلابها، وتمكينهم من التعامل مع الحالات الواقعية، بما يُسهم في إعداد كوادر صحية على قدر عالٍ من الكفاءة والجاهزية.
ويُعد وجود طلاب جامعة نجران في هذا المحفل الديني الكبير نموذجًا رائدًا لما يمكن أن تقدمه المؤسسات الأكاديمية من مساهمة فعالة في خدمة المجتمع.
ففي الوقت الذي تُبذل فيه الجهود الكبيرة من مختلف الجهات الحكومية لتوفير بيئة صحية وآمنة للحجاج، تأتي مساهمة الطلاب لتضيف بعدًا إنسانيًا ومهنيًا على أرض الواقع، حيث يتحول التعليم من نظريات إلى ممارسات ملموسة تسهم في حفظ الأرواح وتخفيف المعاناة.
وتشير الجامعة إلى أن هذه المشاركة السنوية تترك أثرًا عميقًا في نفوس الطلاب، إذ تمنحهم الثقة بالنفس وتعزز من جاهزيتهم لمواجهة الحالات الطبية الحرجة، وتغرس فيهم روح الانضباط والمسؤولية، بالإضافة إلى قيم التطوع والتعاون والعمل الجماعي في بيئة متعددة الجنسيات والثقافات.
وبينما يخدم طلاب الجامعة ضيوف الرحمن في مواقع مختلفة، فإنهم يرسّخون صورة مشرقة عن شباب الوطن، ويقدمون رسالة مفادها أن الاستثمار في التعليم لا يثمر فقط على مقاعد الدراسة، بل في كل موقف يتطلب تدخلاً إنسانيًا وعلميًا.
إنها مشاركة تحمل في طياتها مزيجًا من الإخلاص والاحترافية، وتشكل إضافة نوعية للجهود الصحية المبذولة خلال موسم الحج.
ويؤكد مسؤولو الجامعة أن هذه التجربة ستبقى جزءًا من ذاكرة الطلاب ومسيرتهم المهنية، لما فيها من قيم عالية ومهارات عملية نادرة لا يمكن اكتسابها إلا من خلال المشاركة الميدانية.
فالحج ليس فقط موسمًا للعبادة، بل أيضًا ميدان حيوي للتعلم والتجربة، وطلاب جامعة نجران يدركون جيدًا أن خدمة الحجاج شرف لا يضاهيه شرف.