شباب السعودية يصنعون الفرق في حج 2025

الحج
كتب بواسطة: زهور النجار | نشر في 

في صورة مبهرة تعكس روح العطاء والانتماء، سطر الشباب السعودي من مختلف مناطق المملكة ملامح مشرقة من قصص النجاح خلال مشاركتهم الفاعلة في الأعمال التطوعية لموسم حج هذا العام، مؤكدين أن خدمة ضيوف الرحمن ليست فقط شرفًا وطنيًا، بل هي فرصة للتعبير عن القيم الإنسانية والمجتمعية التي يتميز بها أبناء هذا الوطن.

فمن داخل المسجد الحرام وحتى أعماق المشاعر المقدسة، انتشر المتطوعون في مواقع مختلفة، يقدمون العون والرعاية والتوجيه للحجاج بكل إخلاص واحترافية.

وتنوّعت المهام التي تصدّى لها هؤلاء الشباب ما بين تقديم الرعاية الطبية للحجاج بالتعاون مع مقدمي الخدمة الصحية، والمساهمة في تنظيم الحشود وضمان انسيابيتها، إلى جانب إرشاد الزائرين وتيسير حركتهم وتنقلاتهم بين المشاعر، مما أسهم في خلق بيئة آمنة ومنظّمة لأداء المناسك بكل يسر وسهولة.

ولم تقتصر الجهود على الجانب الميداني فقط، بل برزت نماذج شبابية تطوعية قادها الإبداع والابتكار، حيث استخدم بعضهم تقنيات التواصل الحديثة لتسهيل وصول الحجاج إلى مواقعهم، وتقديم الدعم الفوري في حالات الطوارئ، والمشاركة في فرق الدعم النفسي والمساندة الاجتماعية، ما يعكس تكاملاً في الأدوار وتفانيًا يُعبّر عن وعي عالٍ وإدراك عميق بأهمية رسالة الحج الإنسانية والدينية.

المشاهد التي رُصدت من ساحات الطواف والسعي، ومن مشعر منى وعرفات، أظهرت شبابًا في أبهى صور الانضباط والالتزام، يعملون بتناغم مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وقد تميزوا في أداء مهامهم بكفاءة عالية، رغم شدة الزحام وصعوبة الطقس.

تلك الجهود لم تمر مرور الكرام، بل وجدت إشادات واسعة من ضيوف الرحمن، الذين عبّروا عن شكرهم العميق لما لمسوه من حُسن الاستقبال، وحرص على راحتهم، وروح تعاونية جعلت تجربتهم الإيمانية أكثر راحة وسلامًا.

ومع كل خطوة خطاها الحجاج، كانت هناك أيادٍ سعودية شابة تُعين وتُرشد وتبادر، مُدركة أن هذا الدور يتجاوز حدود العمل التطوعي العابر، ليكون جزءًا من مشروع وطني كبير يعزز من مكانة المملكة بوصفها الراعية الأولى لخدمة الحرمين الشريفين.

وقد أتاحت هذه المبادرات للشباب فرصًا حقيقية لتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم في مجالات متعددة مثل العمل الجماعي، وحل المشكلات، والتواصل الفعّال، وإدارة الأزمات، مما يؤهلهم ليكونوا كوادر جاهزة للمستقبل.

وتتماهى هذه المشاركة الشبابية مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتمكين الشباب، وفتح أبواب التطوع المجتمعي أمامهم ليكونوا فاعلين في مختلف القطاعات التنموية والخدمية.

فبحسب الرؤية، يُعد العمل التطوعي أحد ركائز بناء مجتمع حيوي، متماسك، ومسؤول، وتكثيفه خلال المواسم الدينية الكبرى يُعد تجسيدًا حيًا لهذا التوجه الوطني الطموح.

في موسم الحج هذا العام، لم يكن مشهد الشباب المتطوعين مجرد حضور رمزي، بل كان تأكيدًا على أن الطاقات الشابة السعودية قادرة على أداء أدوار قيادية في أصعب الظروف وأكثرها تنظيمًا وحساسية.

وقد مثل هؤلاء المتطوعون الوجه الأجمل للمجتمع السعودي، وأثبتوا للعالم أن أبناء المملكة لا يدخرون جهدًا في خدمة ضيوف الرحمن، وأن العطاء في موسم الحج لا يعرف حدودًا حين يكون منطلقه الإيمان، ومحركه الانتماء، وهدفه رضا الله قبل كل شيء.

ومع ختام الموسم، تبقى هذه التجارب حاضرة في ذاكرة المشاركين، تُشكل لهم رصيدًا من الفخر والخبرة، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للمساهمة في خدمة المجتمع بطرق أكثر فاعلية وتأثيرًا، في الوقت الذي تستمر فيه المملكة في دعم هذا الحراك الإنساني الرائع، ليبقى شعار "خدمة الحاج شرف لنا" واقعًا يعيشه الجميع، ويترجمه شباب الوطن بكل صدق وعزيمة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية