أزمة مالية تعرقل الصفقة: فلامنجو يسعى لخطف لاعب الأهلي

كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في

يلوح في الأفق صراع محتمل بين الطموحات البرازيلية والواقع المالي، بعد أن كشفت تقارير صحفية عن اهتمام نادي فلامنجو البرازيلي بالتعاقد مع المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو، لاعب النادي الأهلي السعودي، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وسط تحديات مالية تهدد بإفشال الصفقة المرتقبة.

وقالت صحيفة "آر تي آي إيسبورتي" البرازيلية إن نادي فلامنجو وضع نجم ليفربول السابق ضمن أولوياته لتدعيم خط الهجوم استعدادًا للموسم المقبل، في ظل سعيه لمواصلة المنافسة على البطولات المحلية والقارية، مستفيدًا من خبرة فيرمينو الكبيرة ومهاراته الفنية التي برزت في الملاعب الأوروبية.

ويأتي اهتمام فلامنجو باللاعب البالغ من العمر 33 عامًا في وقت يعيش فيه الأخير وضعًا غامضًا داخل أروقة النادي الأهلي، بعد أن خرج من حسابات المدرب الألماني ماتياس يايسله، الذي فضّل الاعتماد على أسماء أخرى في خط المقدمة، تاركًا فيرمينو على الهامش في معظم مباريات الموسم.

ولم يظهر فيرمينو مع الأهلي إلا في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، وهي مشاركة محدودة تعكس تراجع مكانته داخل الفريق، في حين تشير مصادر مقربة من النادي إلى أن الطاقم الفني لا يرى أن المهاجم البرازيلي يتناسب مع أسلوب اللعب الجديد الذي يتبعه يايسله، خاصة في ظل التغييرات الكبيرة التي شهدها الفريق خلال الموسم الحالي.

ورغم رغبة فلامنجو في استعادة نجم السيليساو السابق، إلا أن الصفقة تصطدم بحاجز مالي معقد، يتمثل في قيمة عقد فيرمينو مع الأهلي، الذي يمتد حتى يونيو 2026، ووفقًا للصحيفة البرازيلية، فإن اللاعب مطالب بالتنازل عن جزء كبير من مستحقاته المالية المتبقية في عقده من أجل تسهيل عملية فسخ العقد تمهيدًا لعودته إلى بلاده.

ويحصل فيرمينو على راتب سنوي مرتفع في الدوري السعودي للمحترفين، وهو ما يشكل عائقًا أمام الأندية البرازيلية التي لا تستطيع مجاراة السقف المالي الكبير الذي تمنحه بعض الأندية الخليجية لنجومها الأجانب، وتبقى الكرة الآن في ملعب اللاعب، الذي عليه أن يوازن بين رغبته في العودة إلى البرازيل واللعب في نادٍ جماهيري مثل فلامنجو، وبين الاعتبارات المالية التي قد تدفعه للبقاء حتى نهاية عقده.

وحتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من النادي الأهلي أو من اللاعب نفسه بشأن هذه التقارير، لكن مصادر قريبة من الإدارة أشارت إلى أن النادي لا يمانع في رحيل فيرمينو إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مالي مرضٍ، خاصة أن اللاعب لم يعد عنصرًا أساسيًا في المشروع الفني الحالي.

ويُنظر إلى الصفقة المحتملة على أنها خطوة طبيعية في مسيرة فيرمينو بعد موسم لم يرقَ لتطلعات جماهير الأهلي، حيث لم يتمكن النجم البرازيلي من ترك بصمة واضحة كما فعل خلال سنواته الذهبية في ليفربول، التي شهدت تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وغيرها من البطولات.

وقد انضم روبرتو فيرمينو إلى الأهلي السعودي في صيف عام 2023 بعقد يمتد لثلاث سنوات، بعد ثمانية مواسم ناجحة قضاها مع نادي ليفربول الإنجليزي، حيث كان أحد أبرز أعمدة الهجوم إلى جانب النجم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، وقدم فيرمينو مستويات مميزة مع "الريدز"، إذ سجل أكثر من 100 هدف وصنع العشرات، كما كان معروفًا بأسلوبه الجماعي وقدرته على الربط بين خطوط الفريق.

ويُعد التعاقد مع فيرمينو جزءًا من سياسة الأندية السعودية خلال السنوات الأخيرة في استقطاب نجوم عالميين لرفع مستوى الدوري وزيادة جماهيريته، وهي سياسة أثمرت عن تعاقدات بارزة مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونغولو كانتي وآخرين.

ومن جانبه، يسعى فلامنجو، أحد أكبر الأندية البرازيلية وأكثرها جماهيرية، إلى تعزيز صفوفه بلاعب ذي خبرة دولية يضيف قيمة هجومية للفريق الذي يشارك في بطولات قوية مثل الدوري البرازيلي وكوبا ليبرتادوريس، ويُنظر إلى فيرمينو على أنه الخيار المثالي لما يتمتع به من كفاءة عالية وانسجام مسبق مع طريقة اللعب في أمريكا الجنوبية.

لكن التحديات المالية قد تجبر النادي البرازيلي على البحث عن بدائل إذا ما تعثرت المفاوضات مع الأهلي أو فشل اللاعب في التوصل إلى اتفاق بشأن مستحقاته.

وحتى تتضح الصورة بشكل رسمي، يظل مستقبل فيرمينو معلقًا بين احتمالين: إما البقاء مع الأهلي على أمل استعادة مستواه والانخراط في التشكيلة الأساسية من جديد، أو الرحيل إلى فلامنجو، والعودة إلى موطنه لإنهاء مسيرته في أجواء أكثر حميمية ومألوفة.

وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مصير الصفقة، في ظل اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، وما يصاحبها من تحركات على مختلف الأصعدة في سوق اللاعبين.

اقرأ ايضاً